Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

سوق «المواعين» سياحة بين الأواني

سوق «المواعين» سياحة بين الأواني

 

دبى " المسلة " … على بعد خطوات من سوق البهارات؛ وأمتار من سوق الذهب في دبي، يقع سوق الأواني والأدوات المنزلية «المواعين»، يرتاده المواطنون والمقيمون والسائحون من كل مكان، يتزودون منه بكافة احتياجاتهم الضرورية، فضلاً عن كونه يحتل موقعاً سياحياً مهماً، وملتقى لمختلف الجنسيات الأجنبية والعربية.

 

أمامي وخلفي

 

هذا السوق الشعبي الذي يحتضن عدداً كبيراً من محلات الأواني المنزلية المتراصة على جانبيه، والمكونة من جزأين: أمامي وهو على شكل رواق مطل على الممر الرئيس بهدف العرض واستقبال الزبائن والجلوس، أما الثاني فهو للتخزين ويحتوي على جميع أنواع الأواني التي يحتاجها الأهالي من الأدوات المنزلية.

 

إلى السوق تلجأ العروس لتأسيس مطبخها، وتتزود منه صاحبة المنزل الجديد، وتعمد ربات البيوت على تغيير قدورها وصحونها في المناسبات المختلفة.

 

شخصية المدينة

 

الزائر إلى منطقة حي الأسواق التاريخي، يمكن أن يُدرك حجم التراث الذي يلون المكان، عبر مشاهد وصور حية، متمثلة في الأسواق التقليدية باعتبارها منطقة مفعمة بالنشاط، بفعل حركة التعاملات التجارية التي تدب في المكان منذ أمد بعيد، وما زالت نشطة، وما تميزت به هذه الأسواق التي كانت مقصداً تجارياً للقوافل التجارية القادمة من مناطق مختلفة. ويعتبر سوق المواعين وغيره من الأسواق المجاورة ترجمة لشخصية المدينة، من خلال التمازج بين الدور السكنية والتجارية.

 

ولسوق المواعين في هذه المنطقة قصة تاريخية تنعكس على زائريها، يرويها أحمد محمد عبد الملك تاجر الأواني الذي ورث المهنة أبا عن جد، قائلاً: كان الأهالي سابقاً يطلقون على السوق لقب «السوق الإيراني» أو «بندر طالب» نظراً لأن معظم البضائع التي يضمها السوق كانت تأتي من دولة إيران.

 

عادات وتقاليد

 

وأضاف أن زبائن السوق من مختلف الجنسيات والبلدان الافريقية والآسيوية ودول الخليج العربي، إلى جانب المواطنين والمقيمين، الذين يجدون ضالتهم في السوق الذي يرضي أذواق ورغبات الجميع، فيما يكتفي البعض بالزيارة للاطلاع وشراء الأنواع المختلفة من الأواني والتحف القديمة المرتبطة بعادات وتقاليد الشعب الإماراتي تحديداً والخليجي بوجه عام.

 

ويتميز السوق بطرازه المعماري التراثي المحلي القديم، رغم كل التطويرات والتحديثات التي طرأت من حوله، ليبقى أمام الزوار والسياح علامة فارقة على الخريطة السياحية لإمارة دبي، لا سيما وأنه يجمع بين كونه منفذاً تجارياً ومعلماً تراثياً.

 

وقع السحر

 

ما إن يدخل المرء إلى ردهات السوق، حتى يدرك أنه في رحلة عبر الزمن الجميل، إذ ان للتسوق في ردهات السوق، وتقليب بضائعه وقعاً ساحراً، خاصة أنه يعد من أقدم الأسواق في دبي، ويحتوي على كل ما يحتاجه المنزل من الأواني والأطباق والدلال والأكواب والصواني و«حرارات» أي حافظات الطعام، علاوة على البضائع القديمة والنادرة التي كان آباء وأجداد أهل الإمارات يجلبونها أثناء سفرهم من دول شرق آسيا وافريقيا مثل الهند والسند وزنجبار.

 

التحف الزجاجية الحديثة لا حصر لها، والأغلى ثمناً هناك التحف والأواني الزجاجية الإسلامية القديمة، حيث تتراوح أسعار القطعة الواحدة منها بين 500 و700 درهم، كما أن للأواني المعدنية حيزاً كبيراً في السوق.

 

مزار سياحي

 

أصبح السوق إلى جانب تخصصه بالأواني المنزلية، مزاراً للسياح العرب والأجانب، وأكثر الفترات ازدحاماً شهرا شعبان ورمضان وقبيل العيدين، والمناسبات الخاصة كالأعراس والحفلات، كما أن هناك أفواجاً سياحية تزوره من افريقيا وشرق آسيا، ومثل هذه الأفواج ليس لها جداول معينة، تأتي للسوق لشراء احتياجاتها الضرورية في أيام مختلفة من العام.

 

وتعتبر الدلال رمزاً من رموز الكرم والضيافة العربية كونها تقدم للضيف بما تحويه من قهوة أو شاي، إلى جانب بعض قطع الحلوى أو التمور.

 

سوق الدلال

 

يبدو سوق المواعين الذي يقارب عمره نحو 160 عاماً، أرخص بكثير من الخارج، فالتجار يقصدونه من مختلف بقاع الأرض خاصة من افريقيا، فضلاً عن إقبال المواطنين والمقيمين على شراء الأواني منه، ويطلق عليه أهل البلد «سوق الدلال» نسبة لوجود العديد من محلات الدلال فيه، بجميع أشكالها وألوانها التي تجذب باستمرار المواطنين الذين يرغبون في تبديلها واقتناء الجديد منها بأشكالها الحديثة التي يعمد صانعوها إلى الإبداع فيها.

البيان

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله