المهندس إبراهيم محلب يفتتح المعرض العالمي (ألف اختراع واختراع) بمكتبة الإسكندرية
الإسكندرية "المسلة" …. شهدت مكتبة الإسكندرية صباح اليوم افتتاح المعرض العالمي "ألف اختراع واختراع.. لنكتشف ماضينا وُنلهم مستقبلنا"، والذي تنظمه المكتبة بالتعاون مع أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا والمؤسسة البريطانية "ألف اختراع واختراع".
افتتح المعرض كل من المهندس إبراهيم محلب؛ رئيس الوزراء السابق ومساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية، والدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، والمهندسة هدى الميقاتي؛ رئيس قطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، والأستاذ أحمد سليم؛ المنتج والمدير الإداري لمؤسسة ألف اختراع واختراع، والدكتور محمود صقر؛ رئيس أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، والمهندس هاني المسيري؛ محافظ الإسكندرية، والدكتور محمد أبو الفضل بدران؛ أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والأستاذ عمرو العزبي؛ مستشار وزير السياحة، والدكتور عباس شومان؛ وكيل الأزهر.
وأعرب المهندس إبراهيم محلب عن سعادته بوجوده في مكتبة الإسكندرية التي ساهم في بناءها وعايش نجاحها. وأكد أن فكرة المعرض، الذي يهدف إلى التعريف بالمنجزات العلمية والثقافية للمسلمين في العصور الوسطى، قد عُرضت عليه منذ عام تقريبًا، وقد رأى أن هذه الفكرة الهامة يجب أن يحتضنها الوطن في هذا التوقيت.
وقال إن المعرض يُظهر فترة مضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية، حيث ازدهرت العلوم والمعارف وقدم المسلمون إسهامات بالغة الأهمية، لافتًا إلى أن المعرض استطاع أن يجتذب ملايين الزوار حول العالم، ليثبت أن التراث الإسلامي يتبوأ مكانة عالية في التراث البشري والعلمي.
وأضاف أن المعرض يقدم صور دقيقة لتأثير إنجازات الحضارة الإسلامية في حياتنا المعاصرة، ويشدد على دور العلماء الهام في التأثير في الحضارة الإنسانية من خلال اختراعات وابتكارات في جميع المجالات، بينما كانت أوروبا تغرق في عصور الظلام والجهل.
وأكد محلب أن أهمية هذا المعرض هي إعادة تقديم هذه الحقائق للأجيال الجديدة في عصر انتشر فيه التطرف والعنف، مشددًا على أهمية تدريس التاريخ المشترك للإنسانية والتعريف بإسهامات النساء والرجال من العلماء المسلمين من أجل ربط الحاضر بالماضي ورفع مفهوم المواطنة.
وفي كلمته، تقدم الدكتور إسماعيل سراج الدين بالشكر للمهندس إبراهيم محلب، مؤكدًا أنه باني المكتبة وسندها الأكبر وملهمنا لإقامة هذا المعرض. وشدد على أهمية هذا المعرض في تصحيح رؤية خاطئة دأبت جهات أجنبية كثيرة على نشرها، وهي أن نهضة الغرب بدأت من عصر الإغريق، وأن المسلمين لم يكن لهم إسهامات في النهضة.
وأكد أن هذه الفكرة خاطئة وظالمة، فقد رفع علماء المسلمين راية العلم والمعرفة لمدة تقرب من ألف عام، حيث انفتحوا على كل الحضارات ونهلوا منها وأضافوا إليها، ليضعوا أسس المنهج العلمي ويغيروا بإنجازاتهم وجه الحضارة وشكل المعرفة.
وأعرب عن أمله في أن يتعرف أبنائنا على إنجازات أجدادهم، حتى يواجهوا الغرب بثقة وعزيمة جديدة رافضة لمقولات هذه المجموعة المضللة، حتى تقوم هذه الأجيال بالالتفاف حول راية العلم والمعرفة وتأخذ مكانها.
ومن جانبها، أكدت المهندسة هدى الميقاتي أن الإسكندرية طالما كانت منارة العلم وملتقى العلماء والباحثين وطالبي العلم وعاصمة الثقافة والعلوم دون منازع، فمنها ظهرت نظريات إقليدس في الهندسة، ومن مكتبة الإسكندرية جاءت نظريات أرشميدس وجاليليو وتجارب إراتوستينس في قياس محيط الأرض.
وقالت إنه انطلاقًا من دور المكتبة في التعريف بالتراث ومسئوليتها الثقافية، قامت بتنظيم هذا المعرض الذي يسلط الضوء على إنجازات علماء المسلمين بأسلوب تفاعلي ودرامي مبتكر، معربة عن أملها في أن تساهم تلك المعرفة في بناء جيل على دراية بدور أجداده العلمي وقادر على مواجهة تحديات المستقبل.
وتحدث أحمد سويلم عن المؤسسة البريطانية "ألف اختراع واختراع"، مبينًا أنها أنشئت منذ عشرة أعوام للاحتفاء بالعصر الذهبي للمسلمين، من خلال تنظيم المعرض وإنتاج الأفلام والمواد التعليمية.
وتطرق إلى تجربته كعربي نشأ في المملكة المتحدة، حيث تم إخباره أن العلوم هي ظاهرة أوروبية، مما عرضه لأزمة في الهوية وصعوبة في تحديد دوره، إلا أنه وجد مكانه وحدد هويته بعد التعرف على دور الحضارة الإسلامية في نشر العلوم وتأثيرها على النهضة الأوروبية.
وفي حديثه شدد الدكتور محمود صقر على أن هذا المعرض تمكن في فترة قصيرة من ترك بصمة في نشر العلوم والتكنولوجيا والابتكار من خلال تسليط الضوء على هذه الحقبة الذهبية. ولفت إلى أن المشاركة في تنظيم المعرض يعد جزء من دور الأكاديمية في نشر العلوم والتكنولوجيا والابتكار لتهيئة بيئة منتجة في مصر، إلى جانب عدد كبير من الأنشطة الأخرى كبرنامج جامعة الطفل بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، ومعرض "القاهرة تبتكر" وغيرها.
وقال إن المعرض يؤكد على ثلاثة حقائق هامة؛ وهي أن الحقبة الذهبية في الحضارة الإسلامية قامت على البحث العلمي، وأن معظم العلماء جاءوا من دول وخلفيات مختلفة، وأنهم وجدوا حكامًا يحتضنوهم ويوفروا لهم الدعم.
ومن جانبه، أكد الدكتور عباس شومان؛ وكيل الأزهر، على أن الحضارات القائمة الآن قد قامت على أكتاف علماء المسلمين، كما أن أعرق الجامعات تقوم بتدريس العلوم التي وضع العلماء المسلمين مبادئها في العصر الذهبي للإسلام.
وأكد أن المشهد الحاضر لإسهامات المسلمين في الحضارة الإنسانية هو مشهد لا يلائمنا ولا يلائم تراثنا، وهو يقدم صورة باهتة للتقدم العلمي خاصة في مجال الاختراعات.
ولفت إلى أننا نعاني الآن معاناة مريرة من تيارات متعددة، أحدها متشدد، بدلاً من هداية الشباب وتوجيههم فيما ينفعهم، فإنهم يسخرونهم لاختراع ما يضرون به الناس، وتيار آخر جمد عند فترة معينة من التاريخ ويصر على جرنا للوراء.
وأكد أن العرب والمسلمين يمرون بمجموعة من التحديات، أهمها عدم القدرة على دعم الشباب المبدعين والمخترعين. وقال إن الاختراعات موجودة ويجب نفض الغبار عنها، وحث رجال المال والأعمال والاقتصاد على تبني الشباب المخترع ودعمه وعدم ترك هذا الدور للحكومة بشكل كامل، مبينًا أن الدعم المادي للعلماء يجوز أن يحسب من زكاة المال.
وفي كلمته، أكد المهندس هاني المسيري على أهمية العلم في ازدهار المجتمعات، وأن العصر الذهبي للإسلام قدم العديد من الإنجازات على يد علماء أثروا في واقعنا ومازال التأثير جليًا حتى اليوم. وقال إنه يأمل أن تساهم تلك التجربة في زيادة الوعي بالتراث والفخر ونشر هذه الثقافة لخلق جيل يهتم بالبحث العلمي.
وقال الدكتور محمد أبو الفضل إن هذا المعرض يلعب دورًا هامًا في التعريف بإنجازات الحضارة الإسلامية ومواجهة قوى التطرف والإرهاب من خلال التنوير وإعمال العقل، فالعرب هم من علموا العالم كيف يكون التنوير.
وأكد الأستاذ عمرو العزبي على أهمية هذا المعرض في التأكيد على منجزات الحضارة الإسلامية، مبينًا أن الحضارة لا ترتبط بمكان جغرافي أو جنس معين، ولكنها عبارة عن المؤسسات القوية التي يصنعها الإنسان والتي تقوم بالانفتاح على الآخر وتشجع الإنسان على الإنتاج والابتكار.
جدير بالذكر أن المعرض يقام في الفترة من 20 أكتوبر 2015 حتى يوم 15 ديسمبر 2015.