ورحل عاشق السياحة .. قاطرة الاقتصاد القومي بقلم: جلال دويدار

ورحل عاشق السياحة .. قاطرة الاقتصاد القومي

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

< كان له دور يُشهد له في انطلاق النهضة السياحية وتعظيم مكانة مصر كمقصد لقضاء الاجازات الشاطئية  <

ورحل د.ممدوح البلتاجي العلامة البارزة في عالم صناعة الأمل صاحب المقولة الشهيرة بأن السياحة هي قاطرة الاقتصاد والتنمية. عمل طوال السنوات التي شغل فيها منصب وزير السياحة لخدمة معني ومضمون هذه المقولة التي ثبت علي ارض الواقع صحتها ومصداقيتها. سخر كل فكره وجهده لتأكيد هذه الحقيقة وهو ما تمثل في الانجازات التي حققها في مسيرة مصر السياحية سعيا الي الازدهار الاقتصادي.

كان له دور يُشهد له في انطلاق النهضة السياحية وتعظيم مكانة مصر كمقصد سياحي لقضاء  الاجازات الشاطئية.. ارتبط الكثير من المشروعات الفندقية في جنوب سيناء والبحر الاحمر باسمه وبمبادراته ورعايته. علي هذا الاساس اصبح ينظر اليه كخير خلف لخير سلف في المسيرة السياحية التي بدأها الراحل العظيم الدكتور عبدالقادر حاتم واستكملها ودعمها فؤاد سلطان.. بعد انتصار اكتوبر وتحرير سيناء.

< < <
د. ممدوح البلتاجي تخرج من كلية الحقوق ومارس العمل القضائي ثم انتقل بعد ذلك للعمل مستشارا اعلاميا ليصبح بعد ذلك رئيسا لهيئة الاستعلامات مسئولا عن إبراز صورة مصر علي احسن ما يكون في الخارج. علي ضوء هذا التميز   اختاره الرئيس الاسبق مبارك وزيرا للسياحة خلفا لرجل الاقتصاد البارع فؤاد سلطان.  تحمل بكل الجدارة ان يقوم بمسئوليات هذا المنصب بشكل مذهل. استخدم كل ما اكتسبه من خبرة اعلامية لصالح حملات التسويق والترويج السياحي. حقق في هذا المجال نجاحا منقطع النظير. 

< < <
انعكست محصلة أعمال البلتاجي ايجابيا علي حركة السياحة الوافدة في شكل طفرات هائلة في أعدادها. اعتمد فيما حققه من تقدم في قيادتة للقاطرة السياحية علي قدرته في إقامة علاقات قوية بكل العاملين في المجال السياحي وهو ما جعلهم يتجاوبون معه ويبادلونه حبا بحب. لم تقتصر هذه العلاقة علي الداخل ولكنها اتخذت منحي فعالا في تعامله مع منظمي الرحلات بالخارج. ساعده في تنمية هذه العلاقات درايته بعلم العلاقات الدولية ودماثة الخلق والقدرة علي اكتساب الاصدقاء. هذه الامكانات ساهمت في أن يكون له دور أساسي في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية وكذلك المساهمة في الارتفاع بمعدلات الناتج القومي.

< < <
استنادا إلي هذا النجاح جري تعيين الدكتور البلتاجي وزيرا للاعلام استثمارا لرؤيته وخبرته في هذا المجال وبعد عدة شهور وعلي ضوء حالة من الاهتمام من جانب الدولة بدور الشباب عين وزيرا للشباب كان تعليقه علي ذلك انه علي استعداد دوما للبذل والعطاء في اي موقع. هذه المسئولية الجديدة كانت فرصة لاستغلال امكاناته غير المحدودة لتلبية العديد من الاحتياجات الشبابية.

انتهي هذا المشوار من العمل العام بعد أن شاءت إرادة المولي عز وجل بعد ذلك ان يتعرض لاصابة استدعت اجراء عملية دقيقة في المخ بباريس. ومنذ ذلك الوقت وهو يعاني من اثار هذه الاصابة الي ان فاضت روحه إلي بارئها السبت الماضي وهكذا كان الوداع الحزين لرجل اتسمت حياته بالشفافية وتقديم كل ما يملك من أجل تقدم هذا الوطن. رحم الله الفقيد العزيز وأسكنه فسيح جناته.