عصام شرف : مقياس تقدم الشعوب مخزونها الحضارى والقيم والمشاعر الإنسانية
القاهرة " المسلة " عبد الرحيم ريحان … استضافت المنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية ومديرها العام الدكتور ناصر الهتلان القحطانى بالاشتراك مع مؤسسة مصر تبتكر للتنمية وترأسها الدكتورة نظيمة عبد القادر الدكتور عصام شرف رئيس وزراء مصر الأسبق فى ندوة علمية عنوانها " بالعلم من الحلم إلى العلم " صباح الأحد 4 أكتوبر وقد أبهر الدكتور عصام شرف كل الحاضرون بمحاضرة استمرت ساعتين بين العلم والفن والموسيقى والملامح الإنسانية والقيم السامية والأم كمصدر للحنان والوطن الأم كمصدر للخير والعرفان بالجميل وقد أعادت المنظمة العربية للتنمية الإدارية اكتشاف رجل من الزمن الجميل تفتقده مصر والعالم العربى بل وكل الإنسانية ولو هناك جائزة نوبل فى المشاعر الإنسانية وقيمة الإعتزاز بالوطن والحب كمصدر أساسى لكل العلوم والأنشطة الإنسانية لحصل عليها الدكتور عصام شرف بعد عرضه لهذه المحاضرة التى يجب أن تدخل كل بيت عربى ليعلم شباب الأمة أن القدوة فى رجال مصر العظماء مازالت باقية وأن العطاء هو العطاء المستمر المتدفق كالنهر الخالد سواءاً كنا فى السلطة أو خارج السلطة
وقدمت فى البداية الدكتورة داليا نصار رياض رئيس وحدة المكتبة الرقمية ضيوف الندوة حيث رحب الدكتور ناصر الهتلان القحطانى مدير عام المنظمة بالضيوف وذكّر الحاضرون بأمجاد العرب وعلماؤها الذين علموا العالم أجمع مثل إبن رشد والفارابى وإبن سينا وغيرهم ودعوة الدين الإسلامى للعلم والفكر والتفكّر وشكر الدكتورة داليا نصار على جهدها فى تنظيم الندوة
وأشار رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف إلى أهمية العلم وضرورة تغيير العقل الجمعى واستعداده للاستجابة لمتغيرات العصر والعلم هو كيفية مواجهة الإنسان تحدياته وأمور معيشته ولا بد من تغيير الثقافة والتفكير وتفعيل العمل العربى
وعقدت الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور فيصل الحفيان مدير عام معهد المخطوطات العربية وتضمنت المداخلات العلمية مداخلة للدكتورة نظيمة عبد القادر مدير عام الشبكة القومية للمعلومات بأكاديمية البحث العلمى ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مصر تبتكر للتنمية وخبير الويبو وأكدت على سعادتها بالتعاون بين المؤسسة والمنظمة العربية للتنمية الإدارية لتبنى علماء الأمة العربية والعمل على تطبيق أباحثهم وحماية مبتكراتهم
وعلّق على ذلك رئيس الجلسة الدكتور فيصل الحفيان بأن المشكلة تكمن فى غياب الدراسات الخاصة حول آثار التكنولوجيا فى حياتنا واظلبعاد التى تترتب عليها ولا بد من نقل التكنولوجيا وترشيدها
وأوضح الدكتور خالد ذكريا أستاذ الأمان النووى بهيئة الطاقة الذرية بأن العلم يحتاج إلى إدارة ومنها مثلاً كيفية إدارة مجال الطاقة النووية فى مصر لاستغلال الطاقة النووية السلمية فى شتى مناحى الحياة ليكون لها عائد اقتصادى سريع وضرب أمثلة باستغلال الطاقة النووية فى ترميم الآثار والمخطوطات وفى الطب مؤكداً أن المعرفة النووية يجب أن لا تقتصر على الباحثين بها بل مشاركة المجتمع وتغيير ثقافته لتقبل ذلك وتوجه عام بالدولة لتبنى الأبحاث النووية وتطبيقاتها ويجب أن يكون للإعلام دور فاعل وفعّال فى تغيير هذه الثقافة
بينما أشار الدكتور مسعد عويس رئيس المجلس الأعلى للشباب الأسبق ورئيس مجلس إدارة مؤسسة سيد عويس للدراسات الإجتماعية إلى أن العالم العربى يمتلك كل المقومات الذى تجعل منه أمة عظمى بتطبيق رسالة العلم ومنهجيته فالعلم جزء من ثقافة عامة والنشاط الثقافى هو نشاط وجدانى وهناك ضرورة لتطبيق العلم فى تربية الأبناء وأكد على ضرورة استغلال وقت الفراغ وأن هناك ما يسمى بالعمر الاجتماعى والعمر الصحى والعمر العلمى والعمر الفنى والعمر الثقافى ولا بد من إعداد قيادات شبابية فى كل المجالات وتكريم مجهود العلم والعلماء وأن مصالح الشعوب تصنع النوايا والنوايا تحدد المواقف والمواقف تحدد سلوك الإنسان لذلك فيجب التعرف على المصالح العربية المشتركة فى ضوء الإمكانيات
وأضاف بأن العلم ليس المعلومات بل طريقة التفكير التى تجعلنا نتعامل مع أمور الحياة وأن التفكير العلمى هو الضامن الذى يحمى من الوقوع فى الخطأ
وعقدت الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور عادل السن مستشار المنظمة العربية للتنمية الإدارية وتحدث بها معالى رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عصام شرف
الحلم يسبق العلم
سؤال الكاتب المصرى الكبير العقاد عن عمره فقال عمرى هو مجموع أعمار من قرأت لهم هكذا بدأ الدكتور عصام شرف حديثه مشيراً إلى أن مقياس تقدم الشعوب يقاس بما تختزنه من مخزون حضارى وقيم وأحاسيس ومشاعر وجدانية وبما حققته من بناء الإنسان والعمران وهناك شعوب متقدمة اقتصادياً ومتخلفة وجدانياً ومصيرها إلى زوال وأن محدودى الوعى أسوأ على المجتمع من محدودى الدخل
وأضاف بأن كل العلوم والاختراعات بدأت بحلم وهو حلم الإنسان بالإنتقال فحين نظر للقمر حلم أن يصل إليه فاخترع سفينة الفضاء ونظر للبحر فحلم أن يعبره فاخترع السفن ونظر إلى الجبال فتمنى أن يتسلقها ويصل إليها فاخترع الطائرة وتسلق الجبال ثم استمرت مرحلة التطوير لما ابتكره ففى البداية دافع عن نفسه بالرمح ثم تحول للدبابة والصاروخ والحرب الإلكترونية وبدأ يكتب على ألواح ليتعلم ثم جاءت السبورة وتحولت الآن للسبورة الإلكترونية
وأوضح الدكتور عصام شرف بأن الماضى وعاء الذكريات والحاضر وعاء المشكلات والمستقبل وعاء الأمنيات والعلاقة بين الحاضر والمستقبل هى حلم وعمل وما نكتبه ونصنعه اليوم هو ذكريات المستقبل وأن الحقيقة المطلقة لا وجود لها إلا يوم القيامة لذلك فالبحث عنها عملية مستمرة من خلال العلم
المنهج العلمى
وأشار الدكتور عصام شرف إلى أن المنهج العلمى يبدأ بالملاحظة ثم الافتراض ثم التوقع تليها التجربة والاستنتاج والمنهج العلمىلا يقتصر على ما نستوعبه من معلومات بل هو منهج حياة وطريقة تفكير والعلم كله خير والأمر يعتمد على طريقة استخدامه فتطبيق العلم نفسه ربما يحمل شرا من سوء التطبيق وضرب مثلاُ بماليزيا والذى وضعت لنفسها خطة حتى عام 2020 وهو تكوين مجتمع علمى متطور يؤمن بالإبداع والنظرة المستقبلية يشارك فى صنع التكنولوجيا
سباق الزمن
أوضح الدكتور عصام شرف أن العالم كله فى سباق مع الزمن والزمن من مخلوقات الله سبحانه وتعالى وأن زمن العلم أو علم الزمن كما أطلق عليه سيادته هو كيفية تحويل المادة الخام إلى منتج فالمادة موجودة منذ خلق الله الأرض وعند تحويلها لمنتج فبذلك نختصر الزمن فالعلم هو تفعيل الزمن وأن التكاسل فى عمل هذا هو كفر بنعم الله سبحانه وتعالى لأننا نتركها معطلة وقد خلقها الله من أجلنا وأن أى عمل يعتمد على جدول منظم قبل البدء فيه فحين بناء عمارة تقسم مراحل العمل بها إلى أنشطة وتوضع فترات للحفر ثم بناء الأساس وهكذا وعندما سؤل أديب نوبل نجيب محفوظ كيف يكتب شخصيات رواياته أجاب بأنه يحدد كل شخصية أولاً وأماكن ووقت ظهورها ثم يرسم ملامحها
وضرب مثلاً على أن الزمن لا ينتهى بل هناك زمن ما بعد الزمن بأن هناك سيدة توفى زوجها منذ شبابها وفى لمسة وفاء ظلت تسمع طوال حياتها نفس الأغنية التى كانا يعشقانها سوياً وملأت حياتها بالحب حتى فى ظل غياب المحبوب عن عالمها
تواضع العلماء
وربط العالم الجليل الدكتور عصام شرف بين العلم وآيات القرآن الكريم موضحاً أن صفات العلم هى الخوف من الله عز وجل لعلمهم بقدرته عز وجل فى خلقه حيث يتفكرون دائما فيما خلق لذلك فمن صفات العالم التواضع وان المعرفة الحقيقية لا يمكن أن يكون صاحبها مغرور لأن العالم دائماً لديه إحساس بأنه ما زال يجهل أشياء كثيرة يستمر فى البحث عنها ولن يبلغ الكمال أبداً لأن الكمال لله وحده عز وجل وأن العلوم الطبيعية هى العلم المكتشف أى البصر والعلوم الإنسانية هى الأدب الكاشف أى البصيرة وأشار إلى اختراع النانو وقد بدأ بفيلم خيال علمى " الغواصة الكبسولة " وهى كبسولة تغوص فى جسم الإنسان وتتعامل مع الخلايا حتى تصل للخلية المطلوبة والنانو هى كيفية الوصول للفيرس نفسه لقتله دون تأثيرات على باقى أعضاء الجسم
الأم والوطن
قال فرانك كلارك الفيلسوف الأمريكى أن السبب فى انتشار الجهل أن من يملكونه متحمسون جداً لنشره " ومن هذا المنطلق أكد الدكتور عصام شرف أن الآفة الكبرى هى انتشار الجهل لذلك فنحن فى حاجة لبيئة علمية ينتشر العلم من خلالها وترتبط هذه البيئة بالقيم الإنسانية والمشاعر الإنسانية وروى قصة طريفة عن مشاعر الأمومة وهى ان أحد الشركات أعلنت عن وظيفة خالية فتقدم لها الكثيرون وفى المقابلة الشخصية قيل للمتقدمين أن الوظيفة تتطلب جده غير عادى ربما يصل إلى 24 ساعة فى اليوم ونوم متقطع وسهر طوال الليل فتعجب المتقدمين عمل 24 ساعة ونوم متقطع ثم فاجأهم صاحب الشركة طالبة الوظيفة بأن هذا العمل أيضاً بدون أجر فاتهمه المتقدمين بالجنون فقال لهم هناك شخص يقوم بهذا العمل بكل رضا وسعادة وسرور فقالوا له من هو قال لهم الأم فهى تعمل طوال اليوم من أجل أبنائها دون أن تمل وبكل سعادة وسرور وربما يشكر لها أبنائها ذلك وربما يجحدوا هذا حين يتقدم بها السن ثم عرض صوراً لوالته الفاضلة رحمة الله عليها ومراحل عمرها وربط بين الأم والوطن فى سيمفونية مشاعر إنسانية وخلفية موسيقية لأغنية " فيها حاجة حلوة "
عارضاً لوحة بكلمات رقيقة أرسلها له إبنه جاء فيها
عفواً فيثاغورث فأمى هى المعادلة الأصعب ، عفواً نيوتن فأمى هى سر الجاذبية ، عفواً أديسون فأمى هى أول مصباح فى حياتى ، عفواً أفلاطون فأمى هى البقعة الفاضلة فى حياتى ، عفواً روما فكل الطرق تؤدى إلى حب أمى ، عفواً جولييت فأمى هى حبيبتى ، عذراً للجميع فمهما أحببتكم فلم ولن أحب أحداً مثلما أحببت أمى ، فهى إمرأة لن تتكرر فى هذه الحياة ، شكراً أمى لأنك أمى
وهنا تقدم أحد أبناء الإنسان العالم ذو المشاعر الإنسانية المتدفقة كالنهر الخالد وقبّل يد أبيه فى لحظات تصفيق استمر لخمس دقائق متواصلة ودموع الحاضرين من الرجال قبل السيدات على هذا الزخم من المشاعر الإنسانية وشدى الجميع فى حب مصر الأم الكبرى على اللوحة المعروضة لأسرة الدكتور عصام شرف وأبنائه وأحفاده مرافقة لمناظر من جمال أجمل بلاد العالم مصر " مصر هى الصبح بدرى مصر صوت الفجر يدن سوبيا فول طعمية كشرى كوز بطاطة سخنة جدا مصر أول يوم العيد عيدية بومب ولبس جديد فن سيما وغنى وتياترو حفلة 3 فى سينما مترو موائد الرحمان وفانوس رمضان مسلم فى بيت مسيحى فطروا ترنيمة لايقة على دف غنا فيها حاجة حلوة حاجة حلوة بينا حاجة كل مادا تزيد زيادة فيها إن فيها نية صافية فيها حاجة دافية حاجة بتخليك تتبت فيها سنه سنه تأيله العصرية فى مصر ولمة على طبلية فى مصر مولد السيدة والذكر والهيصة وركعتين بركة فى السيدة نفيسة المشى على الكورنيش والبركة فى لقمة عيش فرح بلدى وليلة حنة فيها حاجة حلوة حاجة حلوة بينادى تتعبك ولا بتسيبها تحيرك برضواحبيبهاعلى بعضها تدارى عيوبها حتـــــــــــــــــــــــــــة من الجنـــــــــــــــــــــة فيها حاجة حلوة "
وتطالب أسرة المسلة بأن تدخل هذه المحاضرة كل بيت فى مصر وكافة أرجاء الوطن العربى وأن تقوم الفضائيات بطلب نسخة فيديو مما تم تسجيله أو دعوة العالم الإنسان الدكتور عصام شرف لعمل هذه المحاضرة مرة أخرى لتصويرها حيث غابت الفضائيات العربية عن تصوير هذه المحاضرة الهامة رغم الإعلان عنها فى كل المواقع فى وقت تحرص فيه هذه الفضائيات على تقديم أفضل مذيع للعرب وأفضل صوت للعرب وأفضل ممثل للعرب فى وقت يتسابق العالم على تقديم أفضل علماء لديهم ورغم تقديرنا للمذيع والمطرب والممثل ولكن تجاهل العلماء يؤدى إلى فجوة عميقة بين الإعلام والعلم والعلماء كنماذج وقدوة للشباب العربى حتى لا نتوه فى وسط الزحام فى زمن العلم وعلم الزمن وعصر العلم وعلم العصر