حرب الجامعات للمخطوطات العربية
القاهرة "المسلة" خالد عزب …. في مصر عن غيرها من الجامعات العربية، تستبعد لجان ترقيات الأساتذة تحقيق المخطوطات من إنجازات الباحثين الجامعيين حين تقدمهم للترقية للدرجات العلمية، في حين أن تحقيق أي مخطوط يتطلب في مجال الدراسات الإنسانية مجهودًا مضاعفًا عن الدراسات النظرية التقليدية، ترتب على هذا القرار الكارثي، هو تراجع فن تحقيق المخطوطات في مصر، بعد أن كانت مصر تتربع دوليًا على قمة هذا المجال، فصارت المخطوطات في مصر تحقق في دكاكين تتبع دور النشر من قبل أفراد هواة لا يملكون ملكات التحقيق العلمية.
لذا فالإصرار على ذلك سيقود إلى مزيد من التراجعات في مصر في مجال المخطوطات. وعلى وزير التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات ولجان الترقيات مراجعة هذا، حتى ننجو من هذه الكارثة.
على جانب آخر بدأ معهد المخطوطات العربية في القاهرة جهدًا محمودًا في هذا المجال فأنشأ قسمًا للدراسات التراثية، فريد من نوعه في العالم، يقبل المتخرجين من الجامعات في كافة التخصصات ليحصلوا على دبلوم يؤهلهم لتحقيق المخطوطات ويؤسس لعلم المخطوط، هذا القسم عليه إقبال من طلاب من كل أنحاء العالم، خاصة أنه يمنح درجتي الماجستير والدكتوراة.
لكن على مصر أن تشجع هذا الاتجاه بأن يعترف المجلس الأعلى للجامعات بهذا القسم ودرجاته العلمية، لأنه سيجعل من القاهرة رائدة في مجال تحقيق المخطوطات وعلم المخطوطات العربية، بل سيجعل مئات الدراسين يقبلون على هذا التخصص من كل أنحاء العالم، مما يجعل مصر قبلة الراغبين للالتحاق بهذا المجال. فهل نعي أهمية أن تكون مصر رائدة؟ هذا السؤال يتحمل عبئه وزير التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات لدعم اتجاه معهد المخطوطات العربية في القاهرة.