Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

عودة عمالقة الفن العربي الحديث لصالة مزادات دبي

عودة عمالقة الفن العربي الحديث لصالة مزادات دبي

 

122 عملاً فنيًا ضمن مزاد كريستيز منها أعمال لمحمود سعيد وبول غيراغوسيان وفاتح المدرس


دبى … يمثل مزاد كريستيز للفنون الحديثة والمعاصرة المقبل في دبي فرصة فريدة للاطلاع على عدد من القطع التي كانت جزءا من مقتنيات خاصة، ورغم أن الدار قدمت عددا كبيرا من الأعمال من مقتنيات خاصة من قبل إلا أن مزادها في 20 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل يعتمد بشكل كبير على المقتنيات الخاصة بحيث تمثل 80 في المائة من المعروضات التي تبلغ 122 عملا.

 

وكالعادة تضم المعروضات فيما بينها أهم الأصوات الفنية في عالم الفن العربي الحديث والمعاصر منها أعمال لعمالقة مثل بول غيراغوسيان ومحمود سعيد وفاتح المدرس بينها لوحات لم تعرض من قبل وكانت ضمن التركة الفنية الخاصة لعائلات الفنانين.

 

هالة خياط الخبيرة الفنية بدار كريستيز دبي أشارت في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أهمية اقتناء أعمال الفنانين العرب خاصة ما ذكرته بأن المتاحف العربية بحاجه لتلك الأعمال ولتظل متاحة للجمهور العربي.

 

وأرجعت ازدياد ظهور أعمال من مجموعات مقتنين عرب في المزادات إلى ازدياد ثقة وأصحاب المجموعات الفنية في السوق وفي كريستيز. تضيف أن المقتني لعمل من فترة الستينات على سبيل المثال قد يحس بالاكتفاء الذاتي منه ويقرر بيعه لمشاركة آخرين في أعمال أحبها واقتناها. وتشير خياط إلى عامل آخر أسهم في زيادة المطروح في السوق الفنية من المقتنيات الخاصة «عندما قدمت كريستيز مجموعة محمد سعيد فارسي للبيع مثل ذلك نقطة محورية شجعت الكثير من المقتنين لعرض ما لديهم».

 

 

الفنان المصري محمود سعيد يعود ليطل على الجمهور مرة أخرى بفنه الذي سبر أغوار الجمال المصري وذلك عبر لوحتين أورثهما أخاه حسين بيك سعيد إحداهما تحمل اسم «السمراء ذات الأساور» رسمها الفنان في عام 1926. وكما يوحي اسمها فاللوحة تصور المرأة السمراء بطبيعية وحساسية شديدة، الخلفية يختارها سعيد لتمثل البيئة المصرية الأصيلة وتؤصل بألوانها القريبة من لون الأرض والرمال تلك الصلة مع الفتاة السمراء وليدة نفس الأرض والشخصية المصرية. اللوحة قدرت لها الدار (200 ألف إلى 300 ألف دولار أميركي. تشير خياط إلى أن اللوحة تعكس «ببراعة سعيد في رسم الكتل وتناول الضوء والظل». وتضيف مشيرة إلى ندرة أعمال سعيد «معظم أعماله في المتاحف المصرية وقله منها في أيدي المقتنين، أعتقد أنه بعد عشر سنوات لن توجد لوحات له في السوق».

 

كما يقدم المزاد لوحة من التركة الفنية للفنانة المصرية عفت ناجي التي تشترك مع لوحة محمود سعيد في كونهما مثالين جليين على الحركة الثقافية المصرية وانشغال الفنانين التشكيليين بالفلكلور والفنون البدائية. هناك أيضا 5 أعمال للفنان تشارلز حسين زندرودي تعكس مسيرته الفنية.

 

ولنعد للمقتنيات الخاصة التي تشكل أكثر من 80 في المائة من المعروضات، ومنها مجموعة من مقتنيات الدكتور أكرم خطيب وزوجته الفنانة أمل ملحم والتي تحمل أهمية خاصة في الحركة الفنية الإماراتية. وقد ساهم الاثنان في إثراء الحركة الإبداعية ببلدان مجلس التعاون، وخصوصًا في الإمارات، في مطلع تسعينات القرن المنصرم، حيث دَعَيا نخبة من الفنانين التشكيليين من المنطقة، لا سيما من سوريا، للإقامة في دبي لمدة خلال فترة التسعينات، لإنجاز لوحاتهم وتوطيد العلاقة فيما بينهم واستلهام عوالم وآفاق وأبعاد مترامية من التجربة الإبداعية. ويتضمن مزاد كريستيز المقبل خمس لوحات أخاذة من هذه المقتنيات الفريدة للفنانين التشكيليين السوريين فاتح المدرس ونذير نبعة ومأمون الحمصي.

 

كما تختزل «مقتنيات عائلة مغني الخاصة» من العاصمة اللبنانية بيروت جوهر حركة الرسم الحديث في لبنان، إذ تُعَدُّ فترة أواخر ستينات وأوائل سبعينات القرن المنصرم الحقبة الذهبية في لبنان على صعيد ثراء الحركة الثقافية والإبداعية. وتضم «مقتنيات عائلة مغني الخاصة» مجموعة فريدة من روائع اثنين من أبرز الرسامين في الشرق الأوسط، هما بول غيراغوسيان (1926 – 1993) وإيلي كنعان (1926 – 2009).

 

ويقدّم الفنانان التشكيليان اللبنانيان بول غيراغوسيان وإيلي كنعان منظورًا بصريًا مختلفًا تمامًا لتراث لبنان، وتجسّد لوحات غيراغوسيان الثلاث المشاركة في مزاد كريستيز أهم مراحل ميوله التجريبية مع الرسم، حيث تتمحور روائعه حول فكرة الأنثى الشاردة أو أيقونة الأم، وتجريب الأبعاد المختلفة للون والشكل والحجم بحيث يكون لكل لوحة قماشية منظور مختلف عن الشخصية والألفة والعمق. وخلافًا لهذا التجريب مع المجاز عند غيراغوسيان، نجد رؤية تجريدية مختلفة عند إيلي كنعان، إذ تتميز أعماله بالسمة الزخرفية وضربات فرشاته التعبيرية وتداخل الحقيقة الواقعية والخيال عبر تمويه الخط الفاصل بينهما.

 

ومن الأعمال الحديثة في المزاد هناك عمل للفنان الفلسطيني الراحل عاصم أبو شقرة (1961 – 1990) الذي يعتمد على عناصر بصرية تعكس البيئة الفلسطينية مثل استخدام شجر الصبار بما له من رمزية مكانية ومعنوية (القيمة التقديرية: 200 ألف – 300 ألف دولار أميركي).

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله