تاريخ العلاقات الثقافية المصرية الروسية بالمجلس الأعلى للثقافة
القاهرة "المسلة" …. أكد د. محمد أبو الفضل بدران الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة أن السد العالي الصرح الماثل فى جنوب مصر مازال رمزاً للصداقة ويُنبيء عما بين مصر وروسيا من مودة وتعاون وتاّخ بمختلف اشكاله السياسية والاقتصادية والثقافية..
مشيراً بأننا فى أشد الحاجة الاّن الى الترجمة , لأنها الجسر والمعبر بين الشعوب والدول, مضيفاً أن تاريخ العلاقات المصرية الروسية جدير بالتقدير والأحترام لما لروسيا من مواقف جيدة مع الشعوب العربية وخاصة مصر فى مراحل نضالها وكفاحها, متمنياً أن تكون هذه الندوة نواة لمؤتمر علمى وإقتصادى وسياسى كبير , جاء ذلك خلال انعقاد ندوة " العلاقات التاريخية المصرية الروسية" التى نظمها المجلس الاعلى للثقافة ، بحضور اليكسى تيفونيان مدير المركز الثقافى الروسي، شريف جاد رئيس الجمعية المصرية لخريجى الجامعات , بمشاركة أوليج فومين، ، د. نبيل رشوان وذلك بقاعة المؤتمرات بالمجلس , بحضور د. جمال زهران عضو لجنة العلوم السياسية والروائى إبراهيم عبد المجيد, د. مسعد عويس ، وذكر بدران إن هذا اللقاء يجمع حضارتين قديمتين حديثيتين ويكّمل ما بدأه جيل الرواد فى العلاقات المصرية الروسية ,مؤكداً بدران أن الاستشراق الروسى له مكانة خاصة لدى الدارسين فى البلدان العربية ،لأن الاستشراق الروسى لم يكن قائما على احتلال دولة عربية ولم يكن له توجهات استعمارية ، وإنما كانت توجهاته علمية ، ولذلك فقد أخذنا الكثير من الاستشراق الروسى ، وهناك العديد من المؤلفات التى ترجمت من الروسية إلى العربية والعكس تمت من خلال المستشرقين, وأمل أن يكون هناك مزيد من التعاون والتبادل الثقافى بين روسيا ومصربدءاً من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وحتى الرئيس عبد الفتاح السيسى , وطالب بدران بطبع مقال أوليج فامين فى كتاب من اصدارات المجلس الأعلى للثقافة.
وأشار د. نبيل رشوان إلى اهمية الاطلاع على تاريخ العلاقات المصرية الروسية فكانت العلاقات المصرية الروسية محدودة ما قبل ثورة 1952م نظراً لأن الاتحاد السوفيتى ليس بطبعه أن يحاول التدّخل فى الشأن الداخلى لأي دولة ، كما أشار رشوان فى حديثه إلى دور الاتحاد السوفيتى فى صد عدوان 1956م وتدعيم مصر بصفقات الاسلحة وأرسال المتطوعين إلى مصر ، والدور البارز للاتحاد السوفيتى اثناء عدوان 1967م ووساطة روسيا لمنع نشوب حرب 1967م، وكيف ساعد الاتحاد السوفيتى مصر بعد هزيمة 67م بتقديم المساعدات المادية لإعادة بناء القوات المسلحة والاقتصاد المصري ، فضلاً عن دور روسيا عقب ثورة الثلاثين من يونيو ومساعدتها لمصر والتعاون المثمر الذى ظهر بوضوح فى تنشيط السياحة والمحطات النووية السلمية لتوليد الطاقة بالضبعة وغيرها ، كما أكد على احتياج روسيا لدولة كبيرة مثل مصر بحكم موقعها الجغرافى المتميز بالمنطقة ,فالعلاقات الروسية المصرية كثيرة ومتشعبة وقوية إلى الأن.
وقد تطرق رشوان الى العلاقات المصرية الروسية منذ عام 1943 وبناء السد العالى و1000 مصنع .
وأعرب اليكسى تيفونيان عن سعادته بتعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين فى كافة المجالات سواء فى المجالات السياسية والاقتصادية, مضيفاً بأنه قد حان الوقت لتعزيز العلاقات الثقافية ،لذلك نحن نسعى للمشاركة فى كل المهرجانات القائمة فى مصر , مشيراً بأن فرق الفنون الشعبية الروسية ستقدم عروضها الفنية على مسرح الجمهورية يوم 8 اكتوبر ,كما ستقدم الفرقة الموسيقية عروضها الفنية فى نهاية ديسمبر , وطالب بالخروج من المراكز الثقافية فى مصر الى الجامعات والمحافظات , مؤكداً بأن رغبة الشعب أقوى فى تعزيز العلاقات بين الشعوب , كما دعا للحضور بالمركز الثقافى الروسى للمشاركة فى كافة الأنشطة والتبادل الثقافى بين الشعبين .
وأشار أوليج فومين الى أن هذه الندوة توثق العلاقات بين روسيا ومصر،كما تحدث عن عدة زيارات هامة إلى مصر فى مناسبات عدة بهدف تعزيز وتقوية العلاقات بين البلدين, وأضاف بأن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى ولقائه ومحادثته مع فلاديمير بوتين رئيس جمهورية روسيا لم تدع مجالا للشك فى أن مصر بالنسبه لموسكو شريك اساسى فى الشرق الأوسط والعالم العربى وأن المراكز الثقافية الروسية فى القاهرة والأسكندرية ستقدم مساهمة قيمة لمزيد من التعاون الثقافى والعلمى والتقنى والتعليمى والإعلامى بين مصر وروسيا فى هذه الظروف العالمية المعقدة حالياً, وأن المجلس الأعلى للثقافة ووزارة الثقافة والتعليم العالى وبقية المجالس والجامعات المصرية ستقوم بتطوير العلاقات المشتركة بين البلدين, ووجه الشكر لأسامه السروى المبدع المصرى الذى وهب مصر وروسيا والعالم تلك الاعمال الفنية ل"تشيخون , ميندليف , طه حسين , تشيكوفسكى , تزين ساحات وحدائق موسكو والقاهرة وفازان والعديد من المدن الاخرى,وهى رمز أبدى للصداقة الروسية المصرية ومثال فعال للتعاون الثقافى والعلمى بين مصر وروسيا.
واكد شريف جاد على عمق العلاقات الثنائية وأن المجتمع المدنى الروسى حريص كل الحرص على دعم العلاقات بين البلدين وعلينا ان نستثمر هذا الظرف التاريخى الهام الذى يشهد نهضة فى العلاقات بين البلدين , وطالب جاد بإيجاد اّليات تساعد على التواصل الثقافى بين مصر وروسيا, مشيراً أن روسيا دولة تتمتع بخصوصية شديدة فى علاقاتها مع الشعب المصري، كما أشار إلى ذكاء الشعب المصري الذى اتخذ قرار المبادرة بالسفر إلى روسيا بعد قيام ثورة الثلاثين من يونيو ثم مبادرة أخرى من القيادة السياسية ، والتاريخ يذكر مدى المصداقية والثقة المتبادلة بين البلدين، أن العلاقات بين مصر وروسيا تختلف تماماً عن أى علاقة أخرى بين الدول على جميع المستويات.
وأكد جمال زهران اننا فى أشد الحاجة لمزيد من تنشيط العلاقات بين الشعبين المصرى والروسى وينبغى على المثقفين أن يلعبوا دوراً هاماً عبر قصور الثقافة لعودة العلاقات الدافئة بين البلدين , وإعادة تنشيط جميع الصناعات التى بدأتها روسيا مع مصر , مؤكداً على وجود رغبة وارادة لدى الروس لمساعدة مصر.
وفى ختام الندوة دارت المناقشات وفتح المجال للحوار بين السادة الحضور والمحاضرين حول نشر الثقافة الروسية وتعليم اللغة الروسية وتعميمها بالمدارس كلغة ثانية في توثيق العلاقات الثقافية بين الدولتين.
أعقب ذلك نكريم د. أوليج فامين لاسهاماته الكبيرة فى دعم العلاقات بين البلدين خاصة فى المجلس الأعلى للثقافة.