مشهد السياحة المحلية
بقلم : خالد السهيل
قبل سنوات كان الحديث عن السياحة المحلية يمثل تحديا. إذ إن المفهوم وقتها لم يكن واضحا. بدأت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني آنذاك السير في طريق غير ممهد، كانت الفكرة وقتها مدعومة بتطلعات وآمال حكومية كبرى. قاد سفينة السياحة منذ بدايتها الأمير سلطان بن سلمان، وكانت جهود البناء والتأسيس تتم بدعم ومتابعة حثيثة من الأمير سلطان بن عبد العزيز ومن بعده الأمير نايف بن عبد العزيز ـــ يرحمهما الله ـــ.
كانت قطاعات الخدمات السياحية تتوزع بين عدة جهات. وبدأت حبات المسبحة تنتظم. على مدى سنوات، انضمت عدة مفاصل تتعلق بالسياحة والآثار والتراث الوطني إلى الهيئة. وقد سبق ذلك مبادرة الهيئة في بناء التنظيمات والخطط الاستراتيجية، فيما يخص السياحة والآثار.
نحو 15 عاما مرت على إطلاق الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. بدا أن العمل كان منهكا، ولكن ثماره بدأت تنضج، وتعطي نتائج ملموسة.
البارحة الأولى كان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، يطلع على نموذج الطائرة المزينة بصور الحرمين والمعالم الحضارية والسياحية في المملكة.
هذه الخطوة نتاج شراكة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والخطوط السعودية.
الشراكات مع القطاعات الحكومية والخاصة أعطت عمل الهيئة مرونة لافتة وحققت مع شركائها نجاحات.
أصبح للسياحة كيان وحضور، وصار الاستثمار في المجال السياحي، فرصة تحقق عوائد للمستثمر والمستهلك. خلال 15 عاما، تحسنت الخدمات في الفنادق والشقق المفروشة، وتطورت عدة منتجات سياحية. ولكنها ربما لم تصل إلى المستوى المأمول؛ فالتطلعات من المسؤول ومن المواطن أكبر.
وقد شهدت قضايا الخدمات تحركا مهما؛ مثل تحسين محطات الطرق وتهيئة الأماكن السياحية بالتعاون مع البلديات وسواها من القطاعات الحكومية.
الوعي بأهمية تطوير السياحة، يدفع المستهلك لتوجيه الانتقادات، وهذا يظهر من خلال مقالات وموضوعات تنشرها الصحف وبقية وسائل الإعلام، ويقابل ذلك وعي واستحضار لهذه الانتقادات وسعي لمعالجتها.
من الخدمات التي قد لا ينتبه لها السائح، مركز الاتصال السياحي. هذا المركز معني بتلقي شكاوى الناس. وأعلم أنه يسعى لتحقيق تطلعات المستهلك وينتصف له إذا ثبت أنه تعرض للضرر.
ما تزال السياحة ومنتجاتها تمثل منجم الذهب الذي يضخ مزيدا من الفرص الوظيفية للشباب والفتيات. هناك إلى جانب الفنادق والشقق المفروشة، وكالات السفر والسياحة والمنشآت السياحية الأخرى.
نقلا عن الاقتصادية