المخاوف حول مصير المدينة الاثرية بسوريا
دمشق "المسلة" …. عزز تدمير معبد بل في تدمر وسط سوريا ، المخاوف حول مصير المعالم الأثرية في المدينة التي تعد احدى أهم المدن الأثرية عالميا والواقعة تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
والمعبد هو الثاني الذي يستهدفه تنظيم الدولة في تدمر الواقعة في ريف حمص الشرقي خلال شهر أغسطس الماضي.
وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره لندن ، الأحد أن تنظيم (داعش) دمر جزءا كبيرا من معبد بل الذي تم بناؤه في القرن الاول الميلادي.
وقال مدير عام المتاحف والآثار في سوريا مأمون عبد الكريم اليوم (الثلاثاء) ان تفجيرا وقع في المعبد يوم الأحد الماضي، ولم يتضح حجم الضرر الناتج عنه،واصفا التفجير بأنه كان "ضخما وهائلا".
واضاف عبدالكريم لوكالة أنباء ((شينخوا)) " لا نعرف حجم الضرر الذي لحق بالمعبد ، وننتظر أن يقوم مقاتلو (داعش) بنشر الصور".
لكن المسؤول السوري أكد أن البوابة لاتزال موجودة وكذلك الواجهة بحسب شهادات الاهالي من داخل المدينة.
واعتبر عبدالكريم أن "تدمير معبد بل ، يعني بداية نهاية مدينة تدمر الأثرية".
وقال ان مسلحي داعش "لا عهد لهم وهم لا يحترمون التراث الإنساني والحضاري ويدمرون كل ما يرونه وينتقمون من المدينة والبشر وكل شيء" ، معربا عن تشاؤمه في الفترة القادمة لجهة سماع أخبار أكثر سوءا.
وأصدرت الأمم المتحدة صورا عبر الأقمار الصناعية، تؤكد تدمير المبنى الرئيسي لمعبد بل باستثناء بعض الأعمد بعد انفجار ضخم الاحد.
ويعد معبد بل أكبر المعابد الأثرية في الشرق الأوسط ، وهو من أبرز معالم مدينة تدمر الأثرية.
وكان أهل مدينة تدمر يسكنون بالمعبد قبل 100 عام خوفا من الغزو البدوي وتم نقلهم من خارج المعبد للمدينة الحديثة عام 1932.
وبني معبد بل في عام 32م على أنقاض آخر مبني بالطين ، واكتمل بناؤه في القرن الثاني الميلادي.
وكرس المعبد للإله بعل، وكان مقرا لمجمع الأرباب التدمريين.
وتهدم المعبد في الحرب بين التدمريين والرومان عام 272م، وفي ثورة التدمريين عام 273م، وعند انتشار المسيحية في مطلع العهد البيزنطي تحول الهيكل الى كنيسة لا تزال آثارها باقية، ليتحول خلال العهد الإسلامي الى حصن وصارت الكنيسة جامعا وذلك في القرن 12 وبقيت كذلك حتى عام 1930.
وأصدرت وزارة الخارجية السورية بيانا اليوم اعتبرت فيه أن "الجريمة الجديدة التي ارتكبها تنظيم (داعش) الارهابي بتدميره معبد بل توضح حقيقة العدوان الذي تتعرض له سوريا ولا سيما بحق إرثها الثقافي والحضاري والتاريخي".
ونقلت وكالة الانباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي في الوزارة قوله إن "سوريا التي راعها هذا الاعتداء البربري تجدد الدعوة الى تضافر كل الجهود الصادقة من أجل القضاء على الإرهاب التكفيري الظلامي صونا للاستقرار والسلم الإقليمي والدولي وحفاظا على التراث الحضاري والثقافي للإنسانية جمعاء".
كما ندد المتحدث باسم الامم المتحدة ستيفان دوجاريك بـ"التدمير الوحشي" لمعبد بل.
وكان التنظيم قد فجر عبوات ناسفة في معبد بعل شمين القديم في 25 أغسطس الماضي في خطوة وصفتها منظمة التربية والعلم والثقافة (يونسكو) بأنها "جريمة حرب" استهدفت محو رمز من التراث الثقافي السوري المتنوع.
وأفاد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بحدوث تدمير في المعبد الذي يعد واحدا من أهم الأبنية في تدمر.
وسبق أن توعد عدد من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية عبر حسابات لهم على موقع "تويتر" بتفجير كل حجرة من المدينة الاثرية.
ويعتبر تنظيم (داعش) المعالم الاثرية قبل الاسلام وتحديدا التماثيل بمثابة أصنام تخالف معتقداتهم.
واستولى التنظيم المتشدد على كامل مدينة تدمر في 20 من شهر مايو الماضي.
ومنذ احتلال المدينة من قبل داعش قام بتدمير السجن العسكري الشهير في المدينة والعديد من المقابر الإسلامية. كما ارتكبوا جريمة الإعدام العلني بحق جنود سوريين واشخاص متهمين بالعمل لحساب الحكومة السورية .
وقبل أيام ، قام مقاتلو تنظيم (داعش) بذبح عالم الاثار السوري الدكتور خالد الاسعد مدير الاثار والمتاحف في تدمر وتعليق جثمانه على احد اعمدة المدينة .
وتحتوي مدينة تدمر على آثار ضخمة لمدينة كبيرة شكلت أحد أهم المراكز الثقافية في العالم القديم.
وسوريا بها الكثير من المواقع الاثرية التي تعود لحقب تاريخية متعددة منها،اليونانية والبيزنطية والإسلامية.
وقبل نشوب الأزمة، كانت سوريا تشكل عنصر جذب للعديد من البعثات الأثرية المتعددة الجنسيات من اجل والتنقيب عن الاثار الهامة
نقلا عن برناما