العنف السياسى فى مصر فى النصف الاول من القرن العشرين.. ندوة بالاعلى للثقافة
بدران:الشعب العين الساهره مع الجيش والشرطة الاوفياء
القاهرة "المسلة" ….. أكد د.محمد أبو الفضل بدران الامين العام للمجلس الاعلى للثقافة بأنه ينبغى على الشعب أن يكون العين الساهره مع رجال الشرطة والجيش الاوفياء ,لأن طريقة الاغتيالات واحدة والعدو واحد , وأن ما حدث فى النصف الاول من القرن العشرين ربما يفسر ما يحدث الأن من تاّمر ضد هذا الشعب وقتل لبعض رموزه واغتيال رجالاته السياسين والاجتماعيين مثلما حدث فى اغتيال النائب العام هشام بركات ,مؤكداً بأن من خان هذا الوطن فى القرن الماضى ,يخونه فى هذا القرن ,جاء ذلك خلال الندوة التى أقامها المجلس بعنوان "العنف السياسى فى مصر فى النصف الاول من القرن العشرين "بالمجلس ,تحت رعاية د.عبد الواحد النبوى وزير الثقافة,د.محمد أبوالفضل بدران والتى شارك فيها د.عاصم الدسوقى عميد كلية الاداب جامعة حلوان سابقاً ,د.يحى محمد محمود,د. خالد عزب ,احمد الشربينى .
واضاف بدران بأن المجلس سيعقد مؤتمراً عن مستقبل الثقافة العربى فى نهاية أكتوبر المقبل ,بالاضافة لاقامة سلسلة من الندوات عن التنوير ,متمنياً من شبابنا الا ينزلق فى التكفير وينضموا الى ركب العمل , كما ان المجلس سيقوم بطباعة أبحاث ندوة "العنف السياسى فى مصر فى النصف الاول من القرن العشرين " فى كتاب وتوزع على المدارس والجامعات والمكتبات حتى يعرفوا أعدائنا أن شعبنا واع.
وأوضح عاصم بأن العنف السياسى فى مصر ظاهرة صاحبت الصراع بين مختلف القوى السياسية المتنافسة حول السلطة والحكم منذ بدأت هذه القوى فى شكل الاحزاب والجمعيات السياسية فى نهايات القرن التاسع عشر ,وكان نشاطها موجه فى البداية ضد قوات الاحتلال البريطانى فى مصر ,ومع إعلان استقلال مصر 28 فبراير 1922 وقيام حكومات وطنية ,لم يتوقف العنف السياسى إذ انشطرت الحركة الوطنية الواحدة الى اكثر من حزب سياسى ,وكل جماعة من تلك الجماعات السياسية اتخذت لها أنصاراً ومؤيدين وخاصة من شباب طلاب المدارس والجامعه وعمال الورش والمصانع والمتاجر, قام بعضها بتكوين تشكيلات عسكرية خاصة , من ذلك أصحاب القمصان الخضر "مصر الفتاه " والقمصان الزرقاء "الوفد ", والنظام الخاص داخل جماعة الاخوان المسلمين ,جميع هذه التنظيمات مارست اعمال العنف المسلح والترويع ضد الخصوم واجهته الحكومة القائمة بعنف مضاد .
ومن جانبه أضاف يحى بأن أول شكل للعنف الممنهج فى الحقبة الليبرالية هو تأسيس النظام الخاص لجماعة الاخوان المسلمين عام 1936م ,ورغم ادعاء مؤسسها انها جماعة دعوية إلا أنه أسس ذلك التنظيم السرى لاستخدام العنف لارهاب اعداءه وفقاً لشعار الجماعة ,ونفذ التنظيم أول عملية تصفية سياسية بنجاح بإغتيال احمد ماهر ,ولم ينكشف أمر النظام ,وتعددت عمليات التنظيم وتفجيراته ,وبدأ تقديم أفراده للمحاكمة ,وبدأ التنظيم فى إرهاب القضاء بإغتيال القاضى احمد الخازندار ,فحل النقراشى الجماعة ,وسارع التنظيم بإغتيال النقراشى وأدركت وزارة الداخلية خطورة التنظيم وشرعت فى مطاردة أفراده ,فما كان من افراد التنظيم إلا جمع كل وثائق التنظيم لاخفائها لدى أفراد غير معروفين ,ولكن سقطت كل هذه الوثائق فى قبضة الشرطة وقدمتهم للمحاكمة .
وتحدث عزب عن محمد حسين الذهبى الذى أصبح وزيراً للاوقاف وشئون الازهر حتى 1976 وكان يدعو لتفسير جديد للقراّن الكريم بعيداً عن المغالطات القديم منها والحديث ومحار بته للاسرائيليات وكان أخر مشروع علمى تبناه هو "تنقية التراث الاسلامى وتجريده من الاسرائيليات التى أدخلت عليه" ودعى بأن يكون للمسجد دوره القديم كمكان جامع .
وأشار الشربينى بأن مصر شهدت فى النصف الاول من القرن العشرين تصاعداً منظماً للعنف السياسى تفاوتت مستوياته واتجاهاته وارتبط بالمناخ السياسى الذى شهد تصاعداً فى أساليب مواجهة الاحتلال بعد أن اتجهت سلطات الاحتلال الى العمل لايجاد تيارات سياسية مصرية لاتجد مضرة فى وجود الاحتلال ,مما أدى بالتيار السياسى الرافض لوجود الاحتلال الى استخدام اشكال مختلفة من العنف للضغط على سلطات الاحتلال حتى تتخلى عن سياستها الاستعمارية تجاه مصر فيما قبل الحرب العالمية الاولى وتتراجع عن تشددها فى المفاوضات المصرية البريطانية ,حتى انتهى الامر بذلك التيار الى اعتبار الكفاح المسلح الوسيلة الافضل لحل المسألة المصرية, كما شهدت الساحة السياسية عنفاً بين القوى السياسية المصرية تجاه المعارك الانتخابية لافساد مؤتمرات الدعاية الانتخابية وما بين الاغتيال السياسى للخصوم .
وفى نهاية الندوة أٌوصى بالعمل من أجل متابعة أسباب العنف فى المجتمع والبحث عن اّالية لمواجهتها , توضيح العلاقة بين جماعات الاسلام السياسى والعنف , أهمية دراسة التاريخ فى رصد أبعاد العنف فى المجتمع المصرى وأسبابه ,تعريف أبنائنا بممارسات جماعات الارهاب فى القرن الماضى حتى يفهموا ما يحدث الاّن ,تكرار عقد هذه الندوات التعريفية بابعاد الارهاب عن المحافظات .
أعقب ذلك حضور بدران للامسية الشعرية التى أقامها المجلس تكريماً للشعراء الفائزين بجوائز الشعر , بحضور محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ,محمد أبو المجد رئيس الادارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة .