صفر مريم صفر لينا كلنا

صفر مريم  صفر لينا كلنا

كتب :اشرف سركيس

ما بين دموع الطالبة مريم ميلاد ،  صاحبة أشهر صفر في جميع مواد الثانوية العامة ومحاولة انتحارها وما بين تحقيقات وزارة التربية والتعليم والنيابة ورد فعل كافة طبقات المجتمع تجاه تلك القضية.

  نقف حائرين مندهشين لما وصلنا اليه كلنا  فى نظرتنا ومعالجتنا للموقف ولا استثنى احد على الاطلاق

فتصريحات الطالبة نفسها تؤكد بوجود تلاعب وتبديل وتغيير لاوراق أجابتها باوراق أخرى وبان الخط الموجود بأوراق الاجابة ليس خطها ولا يخصها من قريب أو بعيد

وتصريحات وزير التربية والتعليم بأنه من المستحيل أن يتم إستبدال أوراق الإجابة وذلك لأن كل ورقة مكتوب عليها رقم سرى لا يعلمة إلا أعضاء الكنترول . والمصححين أنفسهم لا يعرفونه ولا يعرفون لمن هذه الأوراق أو أصحابها وكذلك ورقة الإجابة تمر على أكثر من مراجع أثناء التصحيح.

وتوالت ردود الافعال الشاذة والغريبة  من  الجميع . بالرغم من تحويل الموضوع برمته إلى نيابة أسيوط والتى تم تسليمها ورق أجابة الطالبة  لتباشر التحقيق فى هذه الواقعة وبشفافية . فأشار اخو الطالبة بكذب وزير التربية والتعليم.  مما استدعى الامر برئيس الوزراء فى  تصريحات خاصة لبرنامج "الحياة اليوم بأنه يتابع شخصيًا قضية الطالبة مريم وينتظر نتيجة التحقيقات.

وتم استدراج الطالبة  واستدراجنا جميعا لمعركة وهمية تم تلوينها بالطائفية على أساس انه قبطية مسيحية  وتم تدشين صفحه بأسم دموع مريم وكذلك تم التهويل والتلويح فى كافة المواقع القبطية باضطهاد الطالبة وتم تاكيد ذلك  فى تصريحات مستفزه من الانبا روفائيل سكرتير المجمع المقدس حين قال  يبدو أن وزير التعليم سيحسم بتصريحاته المتعجلة صفر الثانوية العامة لموظفيه وليس لصالح مريم"، مختتمًا:" قلبى معك يا مريم".

وانا اوجه سؤالى لكل اطراف القضية لماذا نحكم بعواطفنا ولماذا لا ننتظر تحقيقات النيابة ولماذا نشكك فى كافة مؤسسات الدولة

اوجه سؤالى الاول :  للطالبة نفسها ولاسرتها ولكل المتعاطفين معها ماذا لو ظهر كذب ادعائها واتضح بأن أوراق الاجابة تخصها فماذا سيكون رد فعلكم جميعا؟

أوجه سؤالى الثانى لوزير التربية والتعليم كيف ستعيد حق الطالبة اذا ظهر صحة اقوالها وبأنه تم تزوير وتبديل ورق اجابتها لصالح طالبة اخرى وهل ستقوم بتقديم استقالتك كأقل رد فعل طبيعى من وزير متحضر فى حكومة متحضرة ؟ 

أوجه سؤالى الثالث للانبا روفائيل ما دخل رجل دين فى قضية بهذا الشكل ولماذا تحاول جر وأقحام  الكنيسة فى مشكلة من ذلك النوع وأعطاء الموضوع  بعد  طائفى قد يثير البعض فى وقت نهاجم فيه كلنا كافة اشكال الدولة الطائفية ونطالب بدولة مدنية . وهل تقبل تدخل رئيس الازهر الشريف فى مشكلة من تلك النوع ؟

اوجه سؤالى الرابع لكل النشطاء الاقباط فى المواقع الالكترونية وللمتعاطفين من الاقباط المصريين مع قضية مريم  ماذ سيكون رد فعلكم لو ظهر كذب ادعاء الطالبة ولماذا دائما ننفخ فى النار ولماذا دائما نفترض سوء النية مع العلم بان  قضية الطالبة اخذت حقها فى الكثير من القنوات الفضائية وعشرات المواقع الالكترونية وعشرات الصحف الوطنية وهل ذلك سيكون رد فعلكم اذا كانت الطالبة اسمها فاطمة او عائشة بدلا من مريم ؟

أوجه سؤالى الخامس لرئيس الوزراء ماذا لو ظهر صحة أدعاء الطالبة  وكيف ستعيد لها حقها.  وماذا سيكون رد فعلك لو كان أسمها مريم ابراهيم محلب بدلا من مريم ميلاد وكيف ستعيد حقوق من ظلموا قبلها سابقا ؟

أرجو أن تسفر تحقيقات النيابة عن الحقيقة كاملة وبشفافية  وأن يخرج كل طرف بعد ظهور الحقيقة ليجاوب عن الاسئلة المطروحة وحتى الان كلنا صفر فى حب الوطن