السياحة تحت الخمسين
بقلم : خالد الشيخ
المقتدرون هربوا بجلدهم من لهيب الصيف الذي تجاوزت حرارته الخمسين في بعض المناطق، ومن الرطوبة التي أغرقت المشاعر قبل الملابس، وبقي غير القادرين وغير الراغبين..
صيف هذا العام لم يساعد المتنزهين والزوار القادمين من المناطق الأخرى للشرقية على التمتع بشكل جيد بإجازتهم.. شمس وحرارة ورطوبة وارتفاع في أسعار الفنادق والشقق المفروشة.. هذه المعاناة تتكرر كل صيف بالرغم من وضع برامج ترفيهية وألعاب نارية كما يحدث في الواجهة البحرية بمدينة الدمام.. في الدول الباردة والممطرة تتم معالجة الوضع بالمجمعات المغلقة..
كذلك ابتكرت البيوت المحمية أو ما تسمى بالخضراء لحماية المزروعات. وبنفس الأسلوب تمت معالجة تلك المشكلات في المناطق مرتفعة الحرارة.. أي بمعنى أنه لا بد من تدخل الإنسان للتقليل من هيمنة الطبيعة، وهذا ما نشاهده في بعض المدن كمدينة دبي التي انتشرت فيها مئات المراكز التجارية المكيفة ومدن الألعاب الباردة وهي تخطط حالياً لإنشاء مناطق كبيرة مكيفة وغيرها من المشاريع، كما اهتمت بتكييف جميع محطات انتظار حافلات النقل العام..
لا يمكن أن يسعد الناس بقضاء إجازة جميلة في كورنيش أو حدائق أو أسواق تحت درجة حرارة تتجاوز الخمسين ورطوبة مرتفعة.. وليس من المعقول أن يتحمل الناس البرامج الترفيهية في أماكن مزدحمة وحارة.. وبرغم المجهودات المتواضعة التي تبذلها بعض الجهات لتوفير مخيمات باردة في بعض الأماكن إلا أن ذلك جزء من حلول مؤقتة.. الناس تريد أن تنطلق والأطفال يريدون اللعب، وكل ذلك يحتاج إلى ابتكار أفكار مبدعة وخلاقة لتحسين الطقس في أماكن التنزه سواء بالتشجير الكثيف والبحيرات الصناعية أو التظليل أو أجهزة تبريد ضخمة.
أو بزيادة المجمعات التجارية في المدن، ويمكن الاستفادة من تجارب الآخرين في الدول الحارة.. دبي وغيرها نموذجاً.. لا بد من جدية دراسة وضع حلول إذا كنا نريد إسعاد المواطن والمقيم وجذب السياح.
نقلا عن الشرق