Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

بيت آل باعشن بجدة حضور ثقافي منذ أواخر القرن الثالث عشر

بيت آل باعشن بجدة حضور ثقافي منذ أواخر القرن الثالث عشر

 

جدة " المسلة " … حظي بيت (آل باعشن) الكائن بالمنطقة التاريخية (حارة المظلوم) أثناء مهرجان "رمضاننا كدا" وغيرها من المهرجانات بإعجاب كبير وترحيب واسع من قبل زوار المهرجان لما يحمله من عراقة الماضي وأصالة البناء القديم في منطقة الحجاز، وذلك لكونه من أعرق البيوتات الجداوية العتيقة، التي أعادت للكثيرين مرابع الطفولة ومدارج الشباب قبل سنوات خلت، إلى جانب عدد كبير من السياح الأجانب،

 

كما يعود ذلك لاهتمام أصحابه (آل باعشن) برعايته وصيانته والمحافظة على هيئته من الخراب أو السقوط لا قدر الله. وتعود قصة هذا البيت كما ذكرت ل "الرياض" الأديبة مها باعشن إلى عميد الأسرة الشيخ محمد صالح بن علي باعشن أحد أشهر التجار في مدينة جدة أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الهجريين حينما أنشأه عام (1273ه)، فشيده من ثلاثة طوابق وسطح حاملاً عدداً من الغرف والمقاعد إلى جانب باحة خارجية وقراج استعمل في منتصف القرن الماضي كمرآب للسيارات

 

وقد بني من الحجر المنقبي الصلد وتم تلييسه بطين معين جُلب له من البحر وقد سقفت طوابقه بأخشاب قوية تعرف بالقنادل ومكاسر الجاوى، وهو نوع من الأخشاب يتحمل البناء لأكثر من طابق، إضافة إلى شبابيك خشبية كبيرة تعرف بالرواشين وهي متقنة الصنع وبها نقوش وزخارف أعدت بحرفية عالية، وقد بقي هذا البيت آهلاً بالسكان حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري، حيث كان آخر من خرج منه وسكن في بناء حديث هو الشيخ عمر أبو بكر باعشن.

 

ومن هذا البيت العريق انطلقت تجارة (آل باعشن) التي كانت تقوم على استيراد الشاي والتوابل الهندية والمنسوجات الشرقية من خلال ميناء جدة، كما كانت تعقد به اجتماعات تجار جدة وأعيانها إلى جانب الأمسيات الثقافية والدينية والتي كان آخرها ما شمله برنامج المهرجان (رمضاننا كدا) من لقاءات ثقافية متنوعة، إضافة إلى بعض الحلقات التلفازية الدينية منها والثقافية التي سجلت فيه. وتضيف الكاتبة مها باعشن أن هذا البيت كان مقصداً لبعض الولاة العثمانيين الذين يعينون ولاة لجدة من قبل سلاطين الدولة العثمانية وكان من أبرزهم الوالي عثمان نوري باشا، أما باحة (الحوش) فكانت تقام بها الصلوات،

 

وذلك لوجود محراب في جهته الشرقية وبعد رحيل أهله عنه اقتصر على إقامة صلاة العشاء والتراويح في شهر رمضان من كل عام، وقد زينت هذه الباحة بكتابة الآيات القرآنية على أطراف جدرانه خطها الخطاط المكي الشهير الشيخ محمد طاهر كردي. هذا ويضم البيت الآن عدداً من الغرف التي كسيت بأثاث على الطراز القديم من مفارش وطنافس ومساند ومتاكي ومقاعد وكرويتات وعدد من الصور القديمة واللوحات العتيقة، كما يضم نماذج لخزفيات من الفخار وقطعا معتقة من كسوة الكعبة المشرفة ومشجرات أنساب وصور لشخصيات جداوية وعملات وطوابع قديمة.. لذلك فلا مشاحة في أن يصنف من قبل هيئة اليونسكو آثار فئة (أ).

 

واختتمت الأديبة باعشن أن البيت يحظى باهتمام كبير من قبل عميد الأسرة الشيخ عبود أبوبكر باعشن متمثلة في رعايته وصيانته الدائمة له رافضاً أن يتم تأجيره أو بيعه ويبقى تحفة تراثية شاهدة على عراقة الماضي وأصالته ويوثق حركة البناء القديم في الحجاز.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله