طريق العلمين ورحلة العذاب والضني؟!
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
ويثور التساؤل عن الأسباب وراء عدم بدء عملية إصلاح الطريق قبل أو بعد إجازات الصيف والعيد
من الطبيعي أن يصف مئات الآلاف من المصريين مغامرة السفر إلي الساحل الشمالي ومرسي مطروح برحلة العذاب والمعاناة والضني. إن ما تعرضوا ويتعرضون له منذ بداية موسم اجازات الصيف للقيام بهذه الرحلة يعكس سوء التخطيط والأداء من جانب المسئولين عن إصلاح وصيانة الطرق العامة.
تجسد ذلك في إقدامهم علي إغلاق طريق وادي النطرون – العلمين مع بدء موسم الاجازات والذي شمل اجازة عيد الفطر المبارك. كان من نتيجة ذلك ان امتدت فترة هذه الرحلة من القاهرة والتي كانت لاتتجاوز ثلاث أو أربع ساعات إلي خمس وسبع ساعات تضاف إليها ساعتان أو ثلاث خلال إجازة العيد.
وسط ثورة الغضب من سوء التقدير في تحديد مواعيد الاصلاح والصيانة يثور تساؤل هؤلاء المواطنين عن الأسباب التي تجعل الأجهزة المسئولة تقوم بهذه العملية مع بدء موسم الصيف وليس قبله أو بعده.
> > >
لقد كان من نتيجة هذا الخطأ الفادح اضطرار المسافرين للتوجه إلي الاسكندرية ليأخذوا منفذ برج العرب الي الطريق الساحلي لتطول مسافة رحلتهم إلي وجهتهم ما بين ٧٠ و٢٥٠ كيلو اذا كانت نهاية هذه الرحلة مرسي مطروح او السلوم. ليس خافيا ان قرار تحويل الحركة إلي هذين الطريقين قد جاء نتيجة بعض الحوادث الدامية التي تعرض لها بعض المسافرين نتيجة التحويلات غير المدروسة التي فرضتها علي مستخدمي طريق العلمين وهو الأمر الذي اضطرهم إلي غلقه نهائيا حتي تنتهي عمليات التجديد والصيانة. الشيء المثير والذي يدعو الي السخرية أنه قد سبق الإقدام علي البدء في تنفيذ مشروع اصلاح هذا الطريق منذ اكثر من عام وفي اطار الجنوح إلي الاستغلال وفرض الاتاوات. جري تحصيل رسوم اضافية علي استخدامه تضاف إلي الرسوم المقررة علي رحلة السيارة من القاهرة الي الاسكندرية. الشيء الطبيعي ان فرض مثل هذه الرسوم كان يجب ان يتم بعد الانتهاء من عملية تجديد هذا المشروع.
> > >
ولزيادة «الطين بلة» وحتي تكون عملية التعذيب علي أعلي مستوي من الحرفية ولكي تطول الرحلة ساعات إضافية تم عمل كمائن مرورية وأمنية عند منفذ مدينة الحمام تحولت نتيجة البطء وعدم الجدية إلي كارثة بالنسبة لركاب عشرات الآلاف من السيارات. ومع زيادة حركة السفر بشكل كبير خلال اجازة العيد اتسمت حركة المرور بالبطء الشديد ابتداء من مدينة برج العرب ولمسافة تزيد علي ١٥ كيلو متراً وهو ما أدي الي تعطل العديد من السيارات ليزداد الموقف تعقيدا وعذابا.
> > >
كان من نتيجة ذلك اشتعال موجة كبيرة من «التريقة» والسخرية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي التي كان يجري تبادلها بين ضحايا هذه الرحلة «الكمين» تضاعفت الشكاوي والمعاناة من انعدام الخدمات الضرورية علي الطريق وهو ما جعل بعضهم يتعرضون لمواقف سخيفة وغير متوقعة مع تصاعد جذوة هذه الأزمة الانسانية والاجتماعية خرج علينا وزير النقل المهندس ضاحي ليبشرنا بأن افتتاح طريق العلمين سيتم يوم ٦ اغسطس بعد اتمام عملية الاصلاح.. بالطبع فإنني اتوقع عدم الالتزام بهذا الموعد وهو الأمر الذي يجعلني أقول للمواطنين ضحايا المعاناة. موتوا بغيظكم!!