16.6 بليون دولار انفاق السياح السويسريين على عطلتهم في الخارج خلال النصف الاول
برن "المسلة" …. لا يكتفي السويسريون بزيارة الريف السويسري الجميل وجبال الألب الخلابة، بل يعبّرون عن استعدادهم، بفضل قوة عملتهم الوطنية، لزيارة دول تبعد آلاف الأميال، وصولاً إلى جبال الهملايا. واللافت في الأمر، أن الطابع السياحي لدى السويسريين انقلب في السنوات الماضية، من درجة «متحفّظ» إلى درجة «مستكشف فضولي».
وبغض النظر عن الدواعي التي تدفع السويسريين إلى السفر، رأى خبراء أن الوضع الاقتصادي الثابت للبلد، باستثناء معدل البطالة المتدنّي والتباين الواضح في الأسعار الاستهلاكية مع الخارج، من أبرز الأسباب التي تشجّع على تمضية فترة زمنية محدّدة في الدول الأوروبية وغيرها.
وفي النصف الأول من العام الحالي، دفع السويسريون نحو 16 بليون فرنك (16.6 بليون دولار) لتمضية عطلتهم في الخارج، بارتفاع نحو 4.7 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي. وعلى صعيد حركة السياحة الأجنبية في سويسرا، يُلاحظ أن الأجانب أنفقوا على السياحة نحو 16.7 بليون فرنك، أي أكثر بـ2.7 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي.
وهناك قلق من أن تتأثر أعمال الفنادق والمطاعم سلباً خلال العام الحالي، ولكن الحركة التجارية في الكانتونات السويسرية كافة، الرامية إلى إغراء الأجانب بعروض تجمع السكن والطعام في الفنادق أو الشقق المخصصة للسياحة، ساهمت في امتصاص جزء من الأزمة التي تعصف بسويسرا منذ العام 2013.
وفي ما يتعلق بالحجوزات الفندقية، التي تستأثر بأكثر من ثلثي حركة عائدات القطاع السياحي السويسري، فقد ارتفعت نحو 1.3 في المئة إلى نحو 11 بليون فرنك، أما على صعيد المطاعم، فيُلاحظ ارتفاع عائداتها نحو 0.8 في المئة. وتلعب السياحة العلاجية وسياحة رجال الأعمال دوراً مهماً، إذ ارتفعت الأولى 2.4 في المئة، بينما لم تتأثر الثانية. يذكر أن وجود الطلاب الأجانب في الجامعات السويسرية يعدّ عاملاً يساهم في دعم السياحة المحلية، وينمو عاماً بعد عام.
ويساهم العمال الحدوديون، أي أولئك الذين يعملون في سويسرا نهاراً ويعودون إلى الدول المجاورة ليلاً، في إعطاء بعض الزخم للقطاع الفندقي. فجزء منهم ينام في الفندق خمسة أيام في الأسبوع، قبل أن يعود لتمضية عطلة نهاية الأسبوع مع أسرته في ألمانيا أو إيطاليا أو فرنسا. وسجّل المراقبون ارتفاعاً في إقبال هؤلاء العمال على خدمات الفنادق والمطاعم بنحو 2.4 في المئة خلال العام الحالي، أي ما قيمته 2.4 بليون فرنك.