شركات السياحة تسعى لزيادة حصة سلطنة عمان من صناعة الرحلات البحرية
مسقط "المسلة "…. أكد خبراء في قطاع السياحة أن صناعة الرحلات البحرية التي تقوم على سفن سياحية عملاقة تحمل كل منها آلافا من السياح يجوبون موانئ العالم، تحمل آفاق نمو واعدة بما يدعم سياسات التنويع الاقتصادي التي تهدف لزيادة مساهمة كافة قطاعات الاقتصاد في العائدات العامة، وأشار الخبراء إلى ان عمليات التطوير الحالية في ميناء السلطان قابوس بهدف تحويله إلى ميناء سياحي سوف تؤدي إلى إحداث نقلة نوعية في سياحة الرحلات البحرية إذا تم الأخذ في الاعتبار في خطة التطوير إنشاء أرصفة بحرية تتوافق مع متطلبات السفن السياحية العملاقة التي تحولت الى واحد من اهم محركات حركة السياحة العالمية اذ تشير الاحصائيات الى ارتفاع عدد السياح البحريين بشكل سنوي ومن المتوقع أن تستقبل منطقة الشرق الاوسط 1.6 مليون سائح بحري بحلول العام 2020، و2.1 مليون في عام 2030، و اوضح احد العاملين بقطاع السياحة ان شركته تلقت بالفعل تأكيدات برسو 119 سفينة سياحية في موانئ عمانية خلال الموسم الشتوي المقبل وهناك امكانية لارتفاع العدد خلال الاشهر المقبلة.
وقال الشيخ إبراهيم بن سعيد النبهاني رئيس مجلس ادارة لجنة فرع الغرفة بمحافظة الداخلية والرئيس السابق للجنة السياحة بغرفة تجارة وصناعة عمان: إن مشروع تطوير ميناء السلطان قابوس يوجد مجالا لإقامة ميناء يكون مقرا ومنطلقا للسفن السياحية الضخمة التي تحمل آلاف السياح، خاصة وان السياسات الحكومية تعطي اهتماما بدعم قطاع الموانئ والبنية الأساسية المرتبطة بها والسلطنة ومنطقة دول مجلس التعاون لديهم موقع استراتيجي بحري مهم ومقومات سياحية متميزة لابد من الاستفادة منها والترويج لها والعمل على تطوير حركة قطاع سياحة السفن السياحية العملاقة للاستفادة من امكانياتها الهائلة حيث سبق ان كشفت وزارة السياحة عن زيادة سنوية مطردة في أعداد السياح القادمين للسلطنة من خلال هذا القطاع والتي بلغت حوالي 177 ألف سائح في العام الماضي.
ودعا ابراهيم النبهاني الى ايجاد جهد منظم بين وزارة السياحة والشركات العاملة في القطاع من جانب وبين شركات السفن السياحية من جانب آخر بهدف زيادة حصة السلطنة من هذا السوق المتنامي ودراسة احتياجات ومتطلبات هذه النوعية من السياحة الى جانب ايجاد برامج سياحية متنوعة تجتذب السياح وتشجعهم على الإقامة لعدة ايام في الموانئ العمانية وخلال اقامتهم يقومون بجولات متنوعة في مواقع الجذب السياحية مثل جبل شمس ونزوى وصور وغيرها من المناطق.
وأشار ابراهيم النبهاني الى أن احد المزايا الرئيسية التي تميز هذا النوع من السياحة ان كل سفينة تحمل اعدادا ضخمة من السياح تقدر بالآلاف للسفينة الواحدة الى جانب اعداد كبيرة ايضا لطاقم السفينة وهو ما يعني القدرة على احداث ترويج للخدمات والمرافق السياحية وايضا ترويج صورة السلطنة كوجهة سياحية جاذبة حيث ان كل سائح على متن هذه السفن سيقوم بترويج للسلطنة لدى معارفه واصدقائه.
وأوضح أم. سى. جوس الرئيس التنفيذي بشركة كيمجى رامداس للشحن ان تحول ميناء السلطان قابوس الى سياحي سيؤدي الى امكانية ايجاد ما يطلق عليه “ميناء وطني للسفن السياحية” في مسقط اي يكون مقرا ثابتا لانطلاق هذه السفن وهذا من شأنه أن يؤثر إيجابياً على قطاع السياحة الداخلية بشكل ملموس، واعتبر جوس ان السلطنة خلال السنوات المقبلة ستتوفر لديها اهم العوامل المؤثرة في تجارة سفن الرحلات السياحية من خلال توسيع
وتحديث مطار مسقط الدولي وتحويل ميناء السلطان قابوس إلى مركز متخصص للسياحة البحرية والرحلات السياحية وعند اكتمال هذه النقلة في البنية الأساسية سيكون لدى السفن السياحية سبب مقنع لاعتبار مسقط كقاعدة لتحويل وتبادل الركاب وهذه الأنشطة لديها القدرة على دعم الاقتصاد والسياحة المحلية.
وللدلالة على امكانيات هذا القطاع الواعد اشار جوس الى انه عند انتهاء الموسم الشتوي للرحلات السياحية 2014 / 2015 مؤخراً غادرت السفينة السياحية أم. في. أميرة البحار بعد توقف طول اليوم في مسقط وهي السفينة السياحية رقم 74 الى تعاملت معها الشركة هذا الموسم .
كما تعاملت الشركة أيضاً مع 33 سفينة سياحية رست في خصب و24 في صلالة ، حيث صار المجموع الكلي 131 سفينة، وقد قامت هذه السفن بحمل ما يتجاوز 228 ألف راكباً وما يقترب من 88 ألفا من أفراد طاقم السفن إلى شواطئ السلطنة، مضيفا ان فصل الشتاء للسفن السياحية 2015 / 2016 سيبدأ في 16 أكتوبر المقبل بوصول السفينة السياحية سى. أس. ريندام إلى صلالة وعلى متنها حوالي 1280 راكبا .
وقد تلقت شركتنا على سبيل المثال تأكيدات برسو 75 سفينة سياحية في مسقط ، وأيضاً 21 في خصب و 23 في صلالة ، مما يجعل المجموع الكلي 119 رسو خلال الموسم القادم، وتأمل الشركة في تحسين هذا العدد خلال الاشهر المقبلة .
وقال لـ جريدة عمان ان استطلاع لآراء نحو 1500 سائح وصلوا على متن سفينة سياحية إلى مسقط كشف عن أن المبالغ التي صرفها السياح قد تم توزيعها على نطاق واسع، مثلاً : حوالي 800 سائح دفع كل واحد منهم حوالي 40 دولارا لجولة في المدينة، بينما 60 سائحاً دفع كل واحد منهم حوالي 80 دولارا للقيام بجولة إلى نخل وشملت العروض الأخرى جولة وادي شاب بسيارات الدفع الرباعي بقيمة 135 دولارا لكل سائح ، جولة وادي الخوض 100 دولار لكل سائح ، شاي بعد الظهر في فنادق مشهورة 90 دولارا للشخص الواحد ، واستراحة شاطئية في الفنادق حوالي 100 دولار لكل شخص ، وجولة إلى متحف ثقافي 50 دولارا لكل شخص، رحلة سياحية على متن مركب شراعي 60 دولارا للشخص الواحد، ومشاهدة الدولفين 40 دولارا للشخص الواحد ، وجولة إلى نزوى 90 دولارا لكل شخص ، لعبة صيد الأسماك 260 دولارا لكل شخص ، جولة ليلية في مسقط 70 دولارا للشخص الواحد ، وجولة في رمال الشرقية 135 دولارا لكل شخص ، وجولة مسقط سيراً على الأقدام 50 دولارا للشخص الواحد.
وأوضح الرئيس التنفيذي ان صناعة سياحة الرحلات البحرية المحلية التي تشهد تطوراً ملحوظاً، يجب الآن أن تنتقل من ميناء للرسو ليوم واحد إلى عدة أيام لتحويل وتبادل الركاب.
وهذا التطور يمكن أن يحدث إذا كان لدى خطوط الرحلات البحرية السياحية الحافز اللازم لاعتبار مسقط، أو أي ميناء عماني آخر مناسب، كميناء وطني لتبادل الرحلات، وعندما تبدأ أي رحلة أو تنتهي في مسقط ، فسوف يصل الركاب عن طريق الرحلات المجدولة أو الرحلات العارضة بضعة أيام قبل الأيام المحددة للرحلة.
وسيقيمون في الفنادق المحلية ويزورون بعض المعالم قبل انضمامهم إلى السفينة السياحية في بداية رحلتها .
و الركاب الذين أنهوا رحلتهم سوف يمكثون مرة أخرى في مسقط لبضعة أيام لزيارة بعض المعالم قبل أن يستقلوا السفن إلى بلدانهم .
وتبادل الركاب هذا سوف يحدث بينما تكون السفينة راسية في الميناء لمدة ليلة واحدة أو ليلتين على الأقل في مسقط كمينائها الوطني .
وبالنظر إلى عدد الركاب الذين ينزلون أو يصعدون إلى السفينة خلال عملية تبادل الركاب ، في المتوسط حوالي 2000 راكب لحجم السفينة الدولي القياسي والفوائد سوف تكون هائلة للفنادق المحلية والمنشآت السياحية.
واعتبر جوس ان شركات السياحة العمانية تضع ضمن أولوياتها حاليا جذب أعداد ولو بسيطة من السفن السياحية إلى مسقط كميناء وطني لهم. وقد بدأت شركته بالفعل في تسويق مسقط والسلطنة كمرشحين للموانئ الوطنية لموكلي الشركة.
وخلال العام الماضي تمت اجراءات فعلية لتسهيل التحول لعدد قليل من السفن السياحية في مسقط في ممارسة ناجحة والتي أكدت إمكانية مسقط كميناء وطني للسفن السياحية.
وهذا التحول شمل سفنا ذات أحجام عالمية وهي دلالة تبشر بازدهار الجانب الآخر من الأعمال التي تشمل الطيران العماني ، الفنادق المحلية ، منظمي الرحلات السياحية والمنشآت السياحية المتنوعة.
وأكد جوس أن الرحلات السياحية بشكلها الحالي والتي تشمل رسو السفينة طول اليوم في الميناء تمثل فوائد اقتصادية كبيرة لشريحة واسعة من الشركات العمانية والمواطنين المرتبطين بهذه الصناعة، بالإضافة إلى أن الميناء سوف يكسب عائدات من السفن السياحية، وعند رسو السفينة لعدة ايام فإن قائمة المستفيدين تشمل منظمي الرحلات السياحية، وسائقي سيارات الأجرة ، ومشغلي سيارات الدفع الرباعي ، والمقاهي، المطاعم، ومحلات السوبر ماركت ، ومراكز التسوق، ومقدمي خدمات الاتصالات والمتاحف مشيرا الى ان رسو السفن السياحية لا يحقق دخلاً للعمانيين فقط من خلال تقديم مجموعة من خدمات الدعم ، لكن أيضاً يخلق فرص عمل للمواطنين مع استدامة الشركات العمانية، والمؤكد أن رحلات السياح في دولة ما للمرة الأولى سوف تجعلهم يحتفظون بذكريات جميلة عن رحلتهم للسلطنة والتي تؤدي إلى تشجيعهم على العودة في أيام الإجازات الطويلة وهذه أفضل وسيلة لتسويق وعرض الإمكانيات السياحية العمانية.
ويذكر أن التصريحات الرسمية تشير الى ان مشروع تطوير ميناء السلطان قابوس السياحي يتضمن ميدانا رئيسيا للواجهة البحرية للميناء ومرافئ لليخوت والسفن السياحية وإعادة تأهيل الأرصفة الحالية، وبناء أرصفة جديدة للسفن السياحية من الجيل الحديث ومحطات لاستقبال المسافرين وأسواقا ومباني متعددة الاستخدامات اضافة الى إنشاء مبانِ لنادي اليخوت ومراكز للخدمات والمراكب السياحية المارينا، وإنشاء مجمع لفنادق سياحية وفق أعلى المعايير العالمية وأسواق تجارية ومركز الأنشطة الترفيهية والمطاعم والمقاهي ومعرض للأحياء البحرية ومبان متعددة الطوابق كمواقف للسيارات وذلك في منطقة الميدان الرئيسي, ويجري حاليا إعداد الدراسات والنماذج المالية الخاصة بتأسيس الشركة المطورة لميناء السلطان قابوس، وإعداد الهوية التسويقية والعلامة التجارية لمشروع الواجهة البحرية للميناء.