«الجزيرة الحمراء» تستعد للحاق بركب السياحة
رأس الخيمة …. انطلقت عمليات ترميم وصيانة واسعة لمباني الجزيرة الحمراء القديمة، تمهيداً لدخولها ساحة التراث الإماراتي وفي جعبتها مؤهلات التاريخ الموغل في القدم، الذي يعود لأكثر من 200 سنة، وقرية أثرية تضم أكثر من 300 مبنى تحتفظ بالطراز القديم نفسه.
وتعد الجزيرة الحمراء، التي تبعد 25 كيلومتراً عن مدينة رأس الخيمة، معلماً تراثياً متكاملاً يعكس ذاكرة الوطن، ويشتم منها رائحة الماضي البعيد، والزائر لها يبدو كمن يتصفح كتاباً في مادة التاريخ عندما يمشي في شوارعها الترابية، ويتجول بين أزقتها وينظر بشغف إلى بيوتها القديمة التي بنيت من مادة الجص، ويتأمل في مساجدها وقلاعها أو يقف عند سوقها الشعبي ومدارسها.
ومن المعروف أن قرية الجزيرة الحمراء القديمة هجرها أهلها قبل أكثر من 40 عاماً، عندما انتقلوا جميعاً الى مناطق أخرى أو إلى فلل سكنية مجاورة بنتها الدولة لهم على الطراز الحديث، المواكب لتطور ورفاهية الحياة بعد الطفرة الاقتصادية.
ولا تكتسب قرية الجزيرة الحمراء التراثية شهرتها السياحية من مساكنها القديمة فحسب، إنما من كونها تضم في جوفها مقتنيات أثرية مثيرة، بحسب ما كشفت أعمال الحفريات التي قامت بها فرق التنقيب في فترات سابقة، توحي بوجود أنشطة لإنسان المنطقة، وكانت عبارة عن ركام ضخم من الهياكل ومجموعة أسطح خارجية بالإضافة إلى فخاريات وخرز ومعدات صيد.
وقال الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة هيثم مطر لـ الامارات اليوم ، «نحن نركز بالأساس في الوقت الراهن على ترميم وتأهيل كل المواقع التراثية التاريخية في الإمارة، لاسيما في الجزيرة الحمراء، لجعلها وجهة سياحية جاذبة، انطلاقاً من توجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، مشيراً إلى حوار يجري مع إحدى الجهات الاستشارية العالمية هي «بي.دبليو.سي» لمعرفة الكيفية السياحية المثلى للاستفادة من منطقة الجزيرة الحمراء بعد الانتهاء من عمليات تأهيلها.
وتابع مطر «من المؤكد انه بعد إنجازعمليات تزيين الجزيرة الحمراء فإن السياح سيتمكنون من قضاء أوقات مثيرة في منطقة أثرية ساحرة».
وعلى الرغم من هجرها، بقيت عناصر المدينة التقليدية واضحة في الجزيرة الحمراء، بما فيها القلعة التي استعملت في الماضي للأغراض الدفاعية والسوق الصيفية، ومساجد عدة أصبحت من الأطلال بما فيها مسجد البحر والجامع الكبير، ونماذج مختلفة من المنازل القديمة التي كان يسكنها البسطاء والأغنياء من أبناء الجزيرة، ومازال هناك أكثر من 100 منزل بنيت على الطراز التقليدي فيها.