الرياض "المسلة" …… نظم المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، الجمعة الماضية 1/12/1437هـ ،وضمن أنشطته التثقيفية وجهوده الرامية إلى إبراز البعد الحضاري للجزيرة العربية عموما والمملكة العربية السعودية خصوصا، برنامجاً ثقافياً متكاملاً حول عدداً من الأنشطة والفعاليات المتنوعة.
واشتمل البرنامج الذي جاء تحت شعار " العالم في مكة"على محاضرة بعنوان " تاريخ واصل الحضارة في الجزيرة العربية ، ورحلة الحج إلى مكة " قدمها كلاً من الدكتور محمد الشويعر ، أستاذ التاريخ في جامعة الإمام، والأستاذ الصحفي عبدالله البراق، حيث تناولت المحاضرة تاريخ الحج قبل ظهور الإسلام، متطرقة إلى بناء الكعبة على يد سيدنا إبراهيم عليه السلام، وأوضح الدكتور محمد الشويعر أن الإسلام أتى متمماً لمكارم الأخلاق، مستدلاً بقول النبي صل الله عليه وسلم: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، وقال إن الإسلام قام على ارض حضارات إنسانية عريقة…
مستعرضا مكانة مكة التاريخية والحضارية قديما وحديثاً، والقبائل القاطنة حول طرق الحج القديمة وماقدمته من خدمات للحجيج القاصدين إلى بيت الله الحرام من كل فج عميق، لافتاً إلى جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحجاج وتطوير المشاعر المقدمة وحمايتها ورعايتها، منذ لدن الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ومرورا بعهودجميع ابنائه الملوك، رحمهم الله جميعاً، مشيدا بما تشهده هذه الخدمات من اهتمام وتطور من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز،.
وأشار الشويعر إلى طرق الحج القديمة وما وجدته من عناية من قبل الخلفاء المسلمين، والأمراء،والوزراء, والأعيان،ومن محبي الخير من التجار والوجهاء على مر العصور وقال " إن الجزيرة العربية شهدت في العصر الإسلامي ظهور وتطور سبعة طرق رئيسة للحج، هي: طريق الحج الكوفي، وطريق الحج البصري، وطريق الحج الشامي،وطريق الحج المصري، وطريق الحج اليمني الساحلي، وطريق الحج اليمني الداخلي، وطريق الحج العُماني.
مبيناً أن هذه الطرق تتصل مع بعضها البعض في نقاط رئيسة، أو بواسطة طرق فرعية تمكن الحجاج من الوصول إلى مكة بسهولة ويسر، وذكر أنه: أقيم على طرق الحج عدد من المنشآت شملت المحطات والمنازل والمرافق الأساسية من برك، وآبار، وعيون، وسدود، ومساجد, وأسواق, كما أقيمت على هذه الطرق الأعلام، والمنارات، والأميال، التي توضح مسار تلك الطرق وتفرعاتها، لافتاً إلى صور استقبال الحجاج لدى وصولهم إلى الأراضي المقدسة والاحتفاء بمقدمهم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وتحدث عبدالله البراق عن رمزية الكعبة داعياً إلى التفكر والتأمل في الشعائر الدينية والحكمة من أدائها مما يعمق قدسيتها ويرسخ مكانتها لدى المسلمين، ولفت إلى دور طرق الحج القديمة الديني والاجتماعي والثقافي والاقتصادي المتمثل في إنشاء الأسواء ونقاط البيع حولها ومن ثم ازدهار المجتمعات واستقرارها حول هذه الطرق. وقد تخلل المحاضرة عدداً من المداخلات والأسئلة مما أسهم في نجاحها وبلوغ أهدافها التثقيفية والتوعوية المنشودة.
كما اشتمل برنامج" العالم في مكة" على مشاركة فرقة مكة " كاريزما " بعدد من القصائد والإنشاد الديني الذي يجسد فرح وابتهاج أهل هذه البلاد بقدوم الحجاج وكيفية الترحاب بهم، وقدمت الفرقة أنواع من الأناشيد مثل طلع البدر علينا من ثنيات الوداع، وغيرها من الأناشيد، وخصص البرنامج مسابقة خاصة للحج اشترك فيها الاطفال وكان هناك مرسم لإبراز المواهب(الحج في خيالهم )، إلى جانب فعاليات: ركن رسالة الحج، وركن التعريف بالحج، وركن الضيافة، وبوفيه مفتوح للمشاركين في هذه الفعالية وضيوفها.
وقام الضيوف والمشاركين في البرنامج بجولة في قاعة الحج بالمتحف وقفوا خلالها على كثير من الصورة والمشاهدات والمجسمات والمخطوطات المتعلقة بهذه الشعيرة وقدسيتها.
وقام صالح العبيد ، مدير المتحف الوطني المكلف ، بتكريم المشاركين وقدم لهم عدداً من الهدايا التذكارية نظير مشاركتهم الفاعلة وتجاوبهم مع برامج المتحف الوطني وفعالياته، لافتاً إلى جهود المتحف الوطني في حفظ تاريخ الأمة العربية والإسلامية وحضارتها عبر العصور المختلفة.
