Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

السعودية وفرنسا.. تمازج ثقافي وحضاري عريق

السعودية وفرنسا.. تمازج ثقافي وحضاري عريق

 

الرياض " المسلة " … تشكل فرنسا دائما بعدًا تنويريا وثقافيا في الذاكرة بشكل عام، لماعرف عنها من اهتمامٍ مستمر بالثقافات والمعرفة، حيث شكلت دائما محضنا كبيرا لثقافات الشعوب وحضاراتهم، ففرنسا وجهة عالمية في الفن والأدب والموروث الإنساني حيث تمثل دائما الوجهة السياحية والثقافية الأولى ولهذا ظلت مركز التقاء الحضارات، ولاشك أن الحضارة العربية حظيت دائما باهتمام الفرنسيين على امتداد تاريخها الطويل، تجلت أحيانا ببعض المؤلفات التي تناولت أثر الحضارة العربية على العالم من مثل كتاب "حضارة العرب" للمستشرق الفرنسي "غوستاف لوبون" الذي وصف فيه الحضارة العربية الإسلامية بانها نقلت الأمم الاوروبية الوحشية الى عالم الانسانيه في عصور سابقة.

 

وبالتالي ظلت العلاقات الثقافية بين الفرنسيين والعرب قائمة دائما فعالة ومستمرة، ومن بين كل تلك الثقافات العربية حظيت الثقافة السعودية باهتمام كبير لما تشكله من تاريخٍ إسلامي وحضاري عريق، تجلّى مؤخرا في مناشط عدة، حيث نمت العلاقات الثقافية والعلمية بين المملكة العربية السعودية وفرنسا بشكل كبير بعد أحداث 11 سبتمبر، وباتت باريس محطة أولى وهامة لمشروع ثقافي كبير تقوم به يمكن تعريفه على سبيل المجاز بمشروع "خطاب الشرعية الحضارية للسعودية"، فأقيم معرض "روائع آثار المملكة عبر العصور" حيث شكّل هذا المعرض الذي أقيم في متحف اللوفر في باريس عام 2010م نقطة تحول تاريخية في الدبلوماسية السعودية على المستوى الثقافي وقد أولى متحف اللوفر هذه المناسبة اهتماما استثنائيا بالمعرض، حيث تم اختيار أهم قاعات المتحف متمثلة في قاعة نابليون، خلال فترة الذروة التي يشهد المتحف فيها أكبر عدد من الزوار سنوياً، وتم التجهيز له من خلال اللجان المشتركة بين الهيئة العامة للسياحة والآثار والمتحف الفرنسي وقد مثل ذلك المعرض حينها فرصة جيدة ومناسبة هامة وحيوية للتعريف بالآثار الوطنية.

 

ولما تزخر به المملكة من إرث حضاري كبير، مع ما تبعه من ترجمات هامة لأعمال أدبية بين البلدين بلغ عددها خمسة عشر كتابا فضلا عن إصدار مجلة "مقاليد" الثقافية العلمية ومجلة Les Essentiels De Maqalid.ومن أشكال التمازج الثقافي بين المملكة العربية السعودية وفرنسا أيضا استضافة البعثة السعودية لمنظمة اليونيسكو كبار الأدباء والفنانين والموسيقيين السعوديين في باريس، والمساهمة بهم ومن خلالهم في إبراز الوجه الحضاري الثقافي للمملكة في مجال الفنون، أما على المستوى المعرفي والتعليمي فيتواجد حالياً 1252 مبتعثًا ومبتعثة من السعودية للدراسة في فرنسا، في مجالات تنوعت بين الطب والسياسة وعلم الاجتماع والآداب والترجمة والقانون والعمارة وغيرها من الحقول، توزع الدارسون السعوديون فيها بين أعرق المؤسسات الأكاديمية والجامعات الكبرى في فرنسا، كسيانس بو والسوربون.


كذلك تم توقيع عدد من اتفاقيات التعاون العلمي والثقافي بين الجامعات السعودية ونظيراتها الفرنسية. إضافة لعقد ندوة سنوية سعودية-فرنسية تستهدف الحوار بين الحضارات، وينتج عنها توصيات إجرائية غاية في الأهمية، كتلك التي نتج عنها إنشاء كرسي حوار الحضارات وكرسي الاقتصاد الإسلامي. ويوجد بعثات فرانكو-سعودية في مجالات مهمة، كالتنقيب عن الآثار، وصيانتها وإعادة تأهيلها.


وقد احتفلت اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر 2014م بمبادرة من الهيئة الاستشارية للخطة الدولية لتنمية الثقافة العربية بمنظمة اليونسكو، التي تتكون من سفراء عدد من الدول العربية الأعضاء في المنظمة، وبرئاسة سفير المملكة العربية السعودية لدى اليونسكو.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله