مكتبة الإسكندرية تصدر طبعة جديدة من كتاب "النبأ العظيم- نظرات جديدة في القرآن"
الاسكندرية "المسلة" …. أصدرت مكتبة الإسكندرية طبعة جديدة من كتاب "النبأ العظيم- نظرات جديدة في القرآن" للدكتور محمد عبد الله دراز، وذلك في إطار مشروع ((إعادة إصدار مختارات من التراث الإسلامي الحديث في القرنين الثالث عشر و الرابع عشر الهجريين/التاسع عشر و العشرين الميلاديين)).
المشروع –ا لذي تنفذه مكتبة الإسكندرية- نبعت فكرته من الرؤية التي تتبناها المكتبة بشأن ضرورة المحافظة على التراث الفكري و العلمي في مختلف مجالات المعرفة، والمساهمة في نقل هذا التراث للأجيال المتعاقبة تأكيداً لأهمية التواصل بين أجيال الأمة عبر تاريخها الحضاري، كذلك المساهمة في إتاحة مصادر معرفية أصيلة وثرية لطلاب العلم و الثقافة داخل أوطاننا و خارجها، وأن تستنهض هذه الإسهامات همم الأجيال الجديدة كي تقدم اجتهاداتها في مواجهة التحديات التي تعيشها الأمة.
ويعد اختيار القرنين الثالث عشر و الرابع عشر الهجريين/التاسع عشر و العشرين الميلاديين على وجه الخصوص رغبةً من المكتبة في تصحيح الانطباع السائد بأن الإسهامات الكبيرة التي قام بها المفكرون والعلماء المسلمون قد توقفت عند فترات تاريخية قديمة، و م تتجاوزها. وحيث الحقائق الموثقة تشير إلى غير ذلك، وتؤكد أن عطاء المفكرين المسلمين في الفكر النهضوي التنويري إنما هو تواصل عبر الأحقاب الزمنية المختلفة، بما في ذلك الحقبة الحديثة والمعاصرة التي تشمل القرنين الأخيرين.
ويُعتبر كتاب "النبأ العظيم- نظرات جديدة في القرآن"، من أهم مؤلفات الدكتور محمد عبد الله دراز (1812- 1377هــ/ 1894- 1958م)، والذي يُعد إمتدادًا لمدرسة الإمام محمد عبده ومشروعه الفكري.
طُبع الكتاب لأول مرة عام (1352هـ/ 1933م)، ويُعد علامة بارزة وفارقة في تقديم منهج جديد لتفسير كتاب الله، من عالم جمع بين علوم التراث وعلوم العصر واشتباكاتها بالواقع. وظهر إبداع المؤلف الفريد في إحياء مباحث من علوم القرآن الكريم بتناول جديد في المنهج وإن كان قديمًا في الموضوع، خاصة المتعلق منها بوجوه الإعجاز اللغوي، والإعجاز البياني، والإعجاز العلمي، والإعجاز التشريعي الإصلاحي الاجتماعي. وجاء تفسيره لسورة البقرة في ختام الكتاب كنموذج تطبيقي لمنهجه في التفسير، منطلقاً في هذا من الوحدة الموضوعية، لتجلية الهداية القرآنية، مع بيان سنن الله في الكون والإنسان والحياة.
يُذكر أن الكتاب من الباحث مجدي محمد عاشور.