السطام : بيوت الشباب بالاردن فرصة لاستقطاب السياحة الشبابية
عمان "المسلة" … على ضفة نهرٍ أو قمة جبلٍ أو حتى في قلعةٍ ، يمكنك أن تكون نزيلا بإحد البيوت الشبابية في جميع أنحاء العالم، والاردن لا يختلف عن بقية الدول ،إذ تتميز بيوته الشبابية بإطلالة سياحية وبناء جميل يمكن ان يستثمر في الترويج للعديد من المناطق السياحية واستقطاب الشباب من مختلف الثقافات،ايمانا بدورهم في مد جسور الصداقة والحوار فيما بينهم، مهما اختلفوا بالثقافة واللغة والجنس والدين.
تنتشر بيوت الشباب في مختلف المحافظات وتتيح للزائر التجوال على الاقدام؛ ليرى جبالاً وردية يفوح منها عبق التاريخ النبطي، في بيت للشباب بمدينة البتراء ، وآخر يجعلك تستيقظ صباحا لتقوم برياضة المشي بين الاحراج في جبال شيدت عليها قلعة عجلون، لتكون نزيلا في بيت شباب هذه المدينة ، أو أن تأخذك الطبيعة بأحضانها نزيلا لتجاور محمية ظانا في محافظة الطفيلة .
ولدت فكرة بيوت الشباب عام 1909 في ألمانيا عندما قام المعلم ريتشارد شيرمان باصطحاب طلابه في رحلة استكشافية لعدة أيام قضاها مع طلبته نزلاء في بيوت الفلاحين، وبعض المدارس المترامية بين الجبال والوديان، لتبدأ فكرة اقامة أول بيت شبابي في نفس المدرسة التي يعمل بها شيرمان عام 1912 ، وبعدها أسس جمعية بيوت الشباب عام1919 وسرعان ما انتشرت الفكرة إلى انشاء الاتحاد الدولي لبيوت الشباب عام 1932، ليضم 87 جمعية بيوت شباب تشمل ما يزيد عن 4000 بيت للشباب حول العالم .
الاتحاد الدولي لبيوت الشباب يوفر اماكن لإقامة تخلو من أي تميز بسبب العرق او الجنسية او اللون او الدين او الطبقة أو الآراء السياسية هادفة الى تطوير أفضل لفهم الغير، وبأسعار رمزية ويوفر حاليا فرصاً لتعليم شباب العالم من ذوي الدخل المحدود ويشجعهم على التنقل من مكان الى آخر للتعرف على ما هو جديد .
انتقلت فكرة بيوت الشباب باعتبارها حركة شبابية عالمية الى المنطقة العربية فتأسس الاتحاد الدولي العربي لجمعيات بيوت الشباب عام 1975 والذي يهدف الى تنمية ونشر حركة بيوت الشباب في الدول العربية وتشجيع السياحة الشبابية بين الشباب العربي بحسب بترا.
ويتمكن الشباب اليوم من ترتيب حجوزاتهم في الاقامة في اي بيت شباب في العالم من خلال استخدام ( الانترنت ) وابراز هوية لعضوية بيوت الشباب المعتمدة والتي تحقق للشباب الاقامة بأسعار رمزية، وتتوفر فيها مرافق مختلفة كالصالات والمسابح والملاعب والحدائق والمكتبات،الى جانب أنه في تصميمها يتم مراعاة أن تكون بيئة جاذبة ومريحة للنزلاء وتحقق الاهداف التي انشئت من اجلها .
المجلس الأعلى للشباب الجهة الرسمية المعنية في هذا الموضوع، يقدم خدمة للشباب على المستوى المحلي والعربي والدولي بإنشاء بيوت الشباب في مختلف محافظات المملكة ليصبح عددها 12 بيتا حتى عام 2015 تغطي معظم المحافظات ، وتراعي في اختيارها للموقع احتياجات المنطقة وموقعها السياحي، حيث كان أول بيت شباب تم إنشاؤه في مدينة العقبة بداية التسعينات، وفقا للامين العام للمجلس الاعلى للشباب الدكتور عواد السطام.
وقال أصبحت هذه البيوت نقطة جذب واستقطاب للأنشطة الشبابية محلياً وعربياً ودولياً ومكاناً تستهدفه كافة القطاعات الرسمية والأهلية لمختلف الأعمار برسوم تشجيعية، وتستمر على مدار العام بشكل متفاوت لتصبح أكثر كثافة في المناطق التي تشهد حركة سياحية كالعقبة وعمان وعجلون، لتزداد في العطلة الصيفية حيث برامج معسكرات الحسين للعمل والبناء التي تعمل طوال هذه الفترة بشكل مكثف بسبب زيادة عدد النزلاء لتصل أحيانا إلى ما يقارب 15000 مشارك من الشباب والشابات.
ويؤكد أن حجم النشاطات في المجلس كبيرة وتغطي اشهر السنة لتصل ذروتها في الصيف مما يتطلب في بعض الحالات الاستعانة بالفنادق، وهذا يدعو الى توسيع بعض بيوت الشباب وتضمين خططنا المستقبلية لبناء بيوت شباب اخرى في المناطق التي نعتبرها مهمة وجاذبة للعمل الشبابي والسياحي .
وشدد الدكتور السطام على دور المجلس في الترويج لبيوت الشباب ، من خلال فتح ابوابها للعديد من مؤسساتنا الوطنية الخاصة والحكومية لتنفيذ برامجها المختلفة، ايمانا بأهمية الانفتاح والتشاركية مع جميع القطاعات وترجمة لأهداف الاستراتيجية الشبابية للأعوام من 2015- 2019.
واضاف اننا نأخذ بالاعتبار عند بناء وتصميم البيت ان يشتمل على الصالات والقاعات التدريبية والخدماتية وموقعه والطاقة الاستيعابية للنزلاء وقربه من المواقع السياحية .
وأشار الى تشكيل لجنة بيوت الشباب الاردنية، ليصبح الاردن عضوا فاعلا في الاتحاد العربي لبيوت الشباب متخذاً الاجراءات الازمة للانضمام الى الاتحاد الدولي لبيوت الشباب والذي دخل حيز التنفيذ عام 2007 .
رئيس اللجنة الاردنية لبيوت الشباب ومدير الشؤون الشبابية في المجلس الاعلى للشباب ابراهيم الحويان قال إن اللجنة تعمل على تحقيق اهداف المجلس وتوفر رعاية شاملة ومتكاملة ومتوازنة للشباب الاردني وتعمل على تشجيع السياحة الشبابية الداخلية والخارجية وتطوير بيوت الشباب لتقديم الخدمات لنزلائها واعداد القيادات الشبابية وتأهيل الكوادر الفنية العاملة في البيوت الشبابية .
وأكد سعى اللجنة إلى ربط جميع بيوت الشباب ضمن شبكة واحدة ليكون الحجز الالكتروني لكل بيوت الشباب ، من خلال الانترنت ، وسيتم تفعيل ذلك وفقا لشروط الاتحاد الدولي ، وتشرف اللجنة على 9 بيوت شباب و5 معسكرات منتشرة في جميع أنحاء المملكة .
ويتحدث مشرف بيت شباب العقبة حسين الحلبي،عن الخدمات التي يوفرها البيت في العقبة، ومنها الخدمات البسيطة للنزلاء، أملا بتطويرها في السنوات المقبلة لان فكرة بيوت الشباب جاءت لتقديم خدمة الى الشباب وقضاء وقت مفيد في ممارسة نشاطات مختلفة .
ويبين أن الخدمة في البيوت الشبابية تختلف عن الفنادق حيث يعتاد النزيل في البيت على خدمة ذاته ، فلا يوجد وجبات غذائية أو خدمة غرف كالموجودة في الفنادق، إلا في حالة انعقاد برامج شبابية فتقوم ادارة البرنامج بتوفير الوجبات الغذائية للمشاركين .
وتتوفر في البيت، وفقا للحلبي قاعات وصالات ومطابخ تستخدم فقط أثناء انعقاد البرامج الشبابية ، وكافتيريا موجودة في حديقة البيت ، بالمقابل يفتقر البيت الى مرافق رياضية متعددة يمكن ان تقدم خدمة للنزلاء للممارسة نشاطات رياضية او ترويحية او ثقافية ، تعتبر ضرورية وتجسد الفكرة التي قامت عليها بيوت شباب العالم .
ويشير الى ان هناك صفحة على (الفيس بوك)،من خلالها يتم الترويج لفكرة البيت الشبابي والنشاطات التي تنفذ، ولكن لا يتم من خلالها تقديم خدمة الحجوزات والاقامة،" وننتظر بشغف بتقديم هذه الخدمة مستقبلا ".
ويقول الشاب التونسي خالد زرت،الذي زار أكثر من بلد ونزل في بيوت شبابية،ومنها الأردن، "إن هذه البيوت كانت بالنسبة لي بديلا عن الفنادق ، وفرت لي الاقامة بأسعار رمزية وتعرفت على مجموعة من الشباب الاردني وتبادلنا الخبرات وقمنا سويا في جولات على بعض المناطق السياحية المجاورة ".
ويؤكد أن فكرة بيوت الشباب مفيدة تجعل الشاب يعتمد على نفسه وتساعده على التواصل مع الشباب من مختلف الثقافات واللغات والاديان والاجناس .