سياحة قبل نتائج الامتحانات في العراق
بغداد " المسلة " … يبدو خيار السفر صعباً على شباب العراق هذا العام، فالجزء الشمالي من البلاد الذي يطلّ على إقليم كردستان ويصلها بتركيا ما زالت طرقه الرئيسية تقع تحت سيطرة «داعش» مثلما هي الحال مع الجزء الغربي الذي قطع فيه «داعش» الطريق إلى عمان. ولن يكون من السهل استخدام الطيران لكلفته العالية بالنسبة إلى العائلات التي تخرج في شكل جماعي.
الرحلات الصيفية التي ينتظرها الشباب في العراق والتي كانت تتم غالباً إلى دول الجوار وإقليم كردستان لن تغادر هذا الصيف إلى أي مكان بعيد غير إيران التي تمثل المنفذ الوحيد للسياحة الصيفية هذا العام. وهي الجارة الوحيدة التي تملك حدوداً مفتوحة من دون عوائق مع العراق بعدما تم إغلاق الحدود مع الأردن وسورية من قبل «داعش».
الإشاعات التي تتحدث عن قرب دخول «داعش» إلى مناطق جديدة في العراق تملأ الشوارع، والأخبار التي تبثها الفضائيات تزيد من احتقان الحياة اليومية. والرغبة في السفر باتت هاجساً كبيراً هذا الأيام، لا سيما للشباب الذين أكملوا امتحاناتهم في الجامعات إذ كانوا ينتظرون العطلة بفارغ الصبر للذهاب للسياحة ولن يجـدوا هذا العـام أي خيـار منــاســب من ناحية الأسعار والطريق والفيزا سوى إيران التي انخفضت عملتها في شكل كبير وأصبحت تكلفة الطيران إليها لا تتجاوز 100 دولار ذهاباً وإياباً فيما لا يدفع المغادرون براً أكثر من عشرين دولاراً أجرة طريق عن الشخص الواحد.
المجاميع السياحية الشبابية تكاد تكون ضئيلة هذا العام إلى إقليم كردستان بسبب منع الإقليم الشباب العازبين من الدخول كجزء من الاحترازات الأمنية التي يتبعها، عقب مرحلة دخول «داعش» إلى الموصل وتهديده الإقليم، أما العائلات فتحتاج إلى كفيل كردي لتتمكن من الدخول ومعظمها يدفع مبالغ مالية للكفلاء، إذ نشطت في الآونة الأخيرة ظاهرة تقديم الكفالة مقابل مبلغ مالي محدد يرتفع وينخفض وفق حاجة المكفول إلى الدخول، فالوافدون الراغبون في الإقامة أو العمل يدفعون مبالغ أكبر بكثير من السائحين.
السياحة في كردستان العراق تمثل المصدر الثاني للدخل القومي للإقليم بعد النفط، لكنها تراجعت في العام الماضي في شكل كبير بعد دخول «داعش» إلى الموصل وانقطاع الطرق البرية بين الإقليم وبغداد وبقية المدن العراقية وصعوبة وصول السياح إلى إربيل مركز السياحة في كردستان ومدينة دهوك التي ينتشر فيها عدد من المواقع السياحية. كما أن شروط دخول العرب دفعت الشباب إلى العزوف عن السياحة فيها.
الخيارات ليست كثيرة لكن الخروج مُلزم ولذلك بدأ الكثيرون من الشباب بالتهيؤ لاستثمار فرصة انخفاض الأسعار والمغادرة باتجاه البلاد التي يصفها زائروها من العراقيين بأنها أكثر انفتاحاً من بلادهم، وفي حين يحظى الشباب العازبون بفرص أكبر للسفر إلى هناك، يبدو الأمر أكثر صعوبة بالنسبة إلى المتزوجين الذين غالباً ما يواجهون رفض زوجاتهم ويستسلمون للأمر. فإيران هي البلاد التي يقضي فيها الأزواج عطلة مع امرأة أخرى بعقد زواج موقت ينتهي بالسفر، فيما يلوّح الكثيرون من الشباب لزوجاتهم بالأمر في بعض الأوقات ما يثبت التهمة عليهم.
شركات السياحة بدأت تتحرك بقوة وتنشر عروضها على العراقيين وتضع أسعاراً تنافسية للسياح وللمجاميع السياحية التي تغادر مبكراً وتمنحهم خصومات وأسعاراً تنافسية وتحثهم على حجز رحلاتهم قبل انتهاء صلاحية العرض وهو ما شجع الكثيرين على السفر في وقت مبكر بعد الامتحانات مباشرة من دون انتظار نتيجتها.
الحياة