80% من السيّاح السعوديين سيقضون إجازاتهم بعد عيد الفطر
جدة " المسلة " … قال اختصاصيون في قطاع السفر والسياحة إن موسم السفر في صيف هذا العام سيتركز بعد عيد الفطر، إذ إن 80 في المئة من السعوديين وخصوصاً العائلات سيسافرون في الأسابيع الخمسة المتبقية من الإجازة التي تسبق بداية العام الدراسي الجديد.
وأرجعوا في حديثهم لـ«الحياة» السبب في تكدس رغبات السعوديين في قضاء الإجازة في آخر أسابيعها إلى تزامن شهر رمضان المبارك مع بدء الإجازة، والذي يفصل بينهما أسبوعين فقط، مؤكدين أن غالبية السعوديين لا يفضلون السفر والصيام خارج بيوتهم ومدنهم، لما يمثله هذا الشهر من روحانية وتقوية للروابط الأسرية والاجتماعية. ولفتوا إلى أن حركة السفر خارج السعودية أو إلى مدنها السياحية بسيطة جداً خلال أول أسبوعين من الإجازة، مشيرين إلى أن هناك شواغر في مقاعد رحلات الطيران والحجوزات وفق معدل الأيام الاعتيادية من العام.
وبينوا أن الوجهات السياحية التي تم الحجز عليها هي للمدن القريبة كدول الخليج العربي إضافة إلى مصر، مشيرين إلى إغلاق جميع الرحلات الخارجية المجدولة في أواخر أيام شهر رمضان وأسبوع العيد الأول، ولا توجد حجوزات في تلك الفترة حالياً.
وقال عضو اللجنة الوطنية للسفر والسياحة في مجلس الغرف السعودية وليد السبيعي، إن حركة السفر للخارج تتركز في الثلث الأخير من الإجازة الصيفية، إذ إن 80 في المئة من العوائل فضلت السفر في تلك الفترة بسبب طولها قياساً بالفترة الأولى للإجازة، التي تتمثل في أسبوعين قبل شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن السعوديين لا يفضلون السفر أو ترك منازلهم ومدنهم خلال شهر رمضان.
ولفت إلى وجود حجوزات بسيطة خلال أول أسبوعين من الإجازة وغالبيتها للدول القريبة، وتأتي دول الخليج العربي في المقدمة ثم مصر، وقال: «غالبية الرحلات تتميز بقصر وقتها ولا تتجاوز الأسبوع».
واستطرد بالقول: «الرحلات الطويلة تتركز في الثلث الأخير من الإجازة وتم حجز جميع مقاعد الرحلات المتجهة إلى دول أوروبا، إضافة إلى ثلاث محطات رئيسة في أميركا»، مضيفاً: «تعد تلك الدول الخيار الأول للسعوديين في إجازة هذا الصيف، والذي يبدأ فعلياً بعد شهر رمضان المبارك».
من جانبه، قال المتخصص في مجال السفر والسياحة خالد معجب إنه «لا توجد حركة سياحة تذكر للعائلات السعودية في بداية الإجازة، والتي تتصف هذا العام بقصر مدتها، وخصوصاً أنها تأتي مع بدء شهر رمضان المبارك، موضحاً أن حركة سياحة الأسر السعودية ستكون في الجزء الأخير من الإجازة.
وأكد أنه «من الصعب تحديد معدلات السفر هذا العام للعائلات السعودية، وخصوصاً أن الغالبية منهم لا يخططون لإجازاتهم في وقت باكر، فهذه الثقافة تعد معدومة لدى غالبية السعوديين».
بدوره، أشار عضو لجنة السياحة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة سعيد عسيري، إلى اتجاه معظم السيّاح السعوديين إلى السياحة الداخلية أو البينية لكل من المنامة ودبي وأبوظبي، وذلك لعدد من الأسباب أهمها الوضع الأمني المحيط ببعض الوجهات العربية المعتادة، وكذلك ارتفاع تكاليف السياحة الخارجية، كما أن هناك فئة ستشد رحالها إلى بعض الدول السياحية.
وقال: «هنالك بعض الأسر بدأت فعلاً السفر حالياً، وخصوصاً تلك التي ليس لديها أبناء يختبرون في الوقت الراهن، ووجهتها إلى الخليج أو تركيا والبعض إلى مصر، ومن المتوقع عودتهم قبل شهر رمضان المبارك، وهناك من سيقضي أول أيام شهر رمضان في تلك الدول».
ورأى أن وجود شهر رمضان في منتصف الإجازة الصيفية عامل مساعد لتخطيط الإجازة بشكل جيد بعد الشهر الكريم، وأردف قائلاً: «توجد مشكلة عدم تخطيط للإجازة لدى البعض، لكنها ستنتهي مع مرور الوقت، إذ أصبح الكثير من السياح السعوديين أكثر تنظيماً حالياً من حيث حساب الكلفة المباشرة وغير المباشرة، وتحديد الموازنة، واحتساب المدد».
واعتبر في الوقت ذاته أن مدينة جدة لها نصيب الأسد في إجازة هذا العام، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك لقربها من مكة المكرمة، إذ يفضل الكثير من السعوديين أداء العمرة في موسم رمضان والسفر إلى جدة.