نينغشيا .. ما بين سحر الطبيعة وعراقة التراث
عمان …. ضدان لما استجمعا في مقاطعة نينغشيا الصينية ذات الأغلبية المسلمة حسُنا، فضد الصحراء في بحيرة الرمل السياحية أظهر حسنه الماء والخضراء والبحيرات المائية التي تدخلت يد الطبيعة فيها فصاغت منها سيمفونية عذبة لا يملك المرء معها الا التسبيح بحمد خلاقها العظيم.
وتمتاز البحيرة بمناظر طبيعية خلابة وطقس معتدل، تحبس أنفاس المشاهد من شدة روعتها وسحرها الخلاب، ففيها متعة الترفيه عن النفس، عبر رحلة بحرية على قارب صغير يشق عباب المياه والنباتات والهضاب والسهول ليستقر به الحال في هضبة صحراوية مليئة بالرمال تطل على البحيرة لترى فيها تنوعا وتمازجا عجيبا بين الطبيعة الساحرة والصحراء القاحلة.
وتقع منطقة نينغشيا المسلمة، بسهلها الصحراوي القاحل شمال غربي الصين، وتعتمد اللغة العربية كلغة رئيسة ثانية بعد لغتها الصينية الأم، وهذا ما يلمحه الزائر في شوارعها وأماكنها التي زخرفتها باللغة العربية كدلالة رمزية على إرثها الإسلامي العريق.
وتعتبر نينغشيا، الواقعة على هضبة يتدفق عبرها النهر الأصفر، كما يمتد على طول حدودها الشمالية الشرقية سور الصين العظيم، وفيها قلعة مهمة لتنفيذ خطة تنمية المناطق الغربية الكبرى التي تعتزم الصين تنفيذها، وإحدى المناطق المهمة التي ستمثل نقطة انطلاق لمشروع الحزام الاقتصادي (طريق الحرير البري والجوي).
والمنطقة، البالغ عدد سكانها نحو 6.7 مليون نسمة، من بينهم 36 نسمة من المسلمين، تتمتع بموارد ثقافية تاريخية عميقة وفريدة، وتطمح إلى تحقيق إزدهار اقتصادي باعتماد استراتيجية تستهدف جعلها مركزا ضخما لإنتاج وتصدير الطاقة.
ويلاحظ الزائر لهذه المنطقة، التي تقع على ارتفاع أكثر من ألف متر فوق سطح البحر، عملية تطوير القطاع الزراعي، وكيف أدت عمليات استصلاح الأراضي ومشاريع الري الواسعة إلى زيادة إمكانية الزراعة في نينغشيا، إذ شهدت خلال الأعوام الماضية معدلات نمو هي الأعلى على مستوى جمهورية الصين الشعبية.
وتشتهر نينغشيا بكثرة مساجدها، البالغ تعدادها أكثر من 4500 مسجد، متميزة بطابعها المعماري الفريد وخصائصها الإسلامية، بالإضافة إلى إلى وجود مساجد تاريخية أشهرها وأقدمها مسجدا تونغشين ونانقوان.
وللاقتصاد والصناعة نصيب وافر لهذه المنطقة، حيث تقع فيها قاعدة نينغدونغ للطاقة والصناعات الكيماوية، التي تعتبر أكبر قاعدة في الصين لمعالجة الفحم الحجري وتحويله إلى طاقة سائلة، فضلاً عن أنها قاعدة وطنية هامة لصناعة الكهرباء.
واغتنمت نينغشيا، منذ العام 2003 الفرصة لتنمية وانفتاح المناطق الغربية، وقامت ببناء أكبر قاعدة كيميائية للفحم في آسيا "نينغدونغ".
وتشير الأرقام إلى أن إجمالي استثمارات الأصول الثابتة لهذه القاعدة بلغ 213 مليار يوان في العام 2012، كما بلغ في نفس العام قيمة الإنتاج الصناعي لقاعدة نينغدونغ 51 مليار يوان، ما يشكل 16.9 بالمئة من إجمالي قيمة الإنتاج الصناعي بمنطقة نينغشيا.
كما تتوافر في نينغشيا الموارد المعدنية مثل الفحم والجبس والنفط والغاز الطبيعي، والحجر الرملي والكوارتز، والباريت وخام الحديد والنحاس والسيليكون وغيرها.
وتبلغ مساحة نينغشيا، التي تأسست عام 1958، وعاصتمها مدينة ينتشوان التي تعد قاعدة وطنية نموذجية لصناعة المعدات، حوالي 66400 كم مربع، وهي موطن لشعب خوي أحد القوميات الـــ 56 المعترف بها رسميا في الصين، وهي إحدى المناطق الخمس ذاتية الحكم للأقليات القومية على مستوى الصين، فيما تضم 5 مدن و22 بلدية.
نقلا عن بترا