32 ألف سائح أجنبي يزورون قلعة عجلون العام الماضي
عجلون " المسلة " … تعتزم مديرية سياحة المحافظة بالتعاون مع جامعة العلوم والتكنولوجيا وبتمويل من الاتحاد الأوروبي استحداث مسار طبيعي سياحي بيئي زراعي وتاريخي في المنطقة الجنوبية من محافظة عجلون وبطول 65 كلم، وذلك لإطالة مدة إقامة السائح في مناطق المحافظة المختلفة.
وقال مدير سياحة عجلون هاني الشويات إن الفريق المشكل لهذه الغاية من مديرية سياحة عجلون وفريق متخصص من جامعة العلوم والتكنولوجيا قاموا بجولة ميدانية بدأت من مركز الزوار في مديرية سياحة عجلون الى عنجرة ومن ثم إلى مثلث ساكب ومنطقة الصفصافة وقرى الصفا المختلفة وصولا إلى شلال راجب وكفرنجة.
وبين شويات أن الفريق خرج عقب الجولة بعدة توصيات تضمنت تدريب وتأهيل أبناء المجتمع المحلي لتوفير فرص عمل لهم، وعمل لوحات إرشادية لعرض الخدمات المقدمة في المسار، وتقليم الأشجار وتسهيل الطرق، وتأهيل بعض المزارع لاستقبال الزوار وإقامة مهرجانات موسمية، وعمل خريطة للمسار وخدماته، والبحث عن جهات تمويلية لدعم أبناء المنطقة المستهدفة.
وكانت مديرية سياحة محافظة عجلون أعلنت العام الماضي عن استحداث 3 مسارات سياحية جديدة في المحافظة، حيث أكدت حينها أن هذه المسارات الجديدة جاءت بالتعاون مع وزارة السياحة بسبب تنوع المناطق السياحية في المحافظة و لإطالة مدة إقامة الزائر.
وبينت أن المسار الأول هو مسار راسون السياحي ويبدأ من قلعة عجلون الأثرية انطلاقا إلى اشتفينا مرورا بمحمية عجلون وبيوت البسكويت والصابون والخط وانتهاء بمتحف راسون الشعبي وحديقة الزيتون الرومي.
وأشارت إلى أن المسار الثاني هو مسار وادي الطواحين انطلاقا من قلعة عجلون الأثرية إلى وادي الطواحين للتعرف على الطواحين والخرب الأثرية والمواقع الطبيعية، ووادي كفرنجة ثم إلى موقع مار الياس الأثري ومسجد لستب ومخيم راسون السياحي، فيما أطلقت على المسار الثالث مسار قلعة عجلون ويبدأ من القلعة إلى الوسط التراثي لمدينة عجلون (مسجد عجلون والمنطقة المحيطة ومقام سيدي بدر ومقام البعاج والكركون) ومن هناك إلى كنيسة سيدة الجبل وشلالات راجب وسد وادي كفرنجة ثم إلى عجلون عبر طريق وادي الطواحين.
واعتبرت فاعليات عجلونية أن تنشيط السياحة في المحافظة يتطلب إيجاد مشاريع سياحية ترفيهية يمكنها وضع المحافظة على الخريطة السياحية بشكل حقيقي وفاعل، ما يجعلها مقصدا للسياح للإقامة لعدة أيام وليست ممرا لمجرد الزيارة العابرة.
وأكدوا أن تنشيط السياحة وجعلها تدر دخلا يستفيد منه المجتمع المحلي والدولة يحتاج إلى إقامة مشاريع كبرى سواء كانت للقطاع العام أو الخاص، والبحث عن جهات ممولة لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة للمجتمع المحلي.
وأشار النائب عرب الصمادي إلى ضرورة إيجاد قصر للمؤتمرات ومشروع تلفريك وفنادق درجة أولى واستثمار سد كفرنجة لأغراض سياحية وزيادة دعم المجتمع المحلي ضمن المسارات السياحية.
وأكد أن طبيعة المحافظة الجميلة وتنوعها الحيوي يتطلب توجيه الدعم لأبنائها عن طريق المنح والقروض لإقامة مشاريع سياحية متنوعة ،بحيث توفر دخلا لأصحابها وتنشط الحركة التجارية في أسواقها.
وأكد رئيس بلدية عجلون الكبرى نبيل القضاة على وجود نواقص في مشروع السياحة الثالث ، وعدم تنفيذه بالصورة التي تلبي احتياجات المجتمع المحلي، ما تسبب في عدم تحقيق بعض من الأهداف التي نفذ لأجلها، ومنها الجذب السياحي والمساهمة في تحسين الواقع الاقتصادي لأبناء المنطقة، وتوفير ممرات وأرصفة تمكن السائح والزائر من التجوال بحرية والمساهمة في زيادة فترة إقامة الزائر، داعيا إلى تحديد مسؤولية الجهات المعنية للمحافظة على عناصره واستدامته مستقبلاً.
وطالب فيصل خطاطبة بوضع المحافظة على الخريطة السياحية بشكل حقيقي بحيث يضمن استفادة أصحاب المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة من إطالة مدة الزوار وبالتالي إنعاش المجتمع المحلي.
ويؤكد أصحاب فنادق في محافظة عجلون أن استثماراتهم رغم أنها تقبع في مواقع سياحية فريدة وذات إطلالات نادرة وجميلة، إلا أنها مهددة بالاستمرار، بسبب ندرة النزلاء، ما اضطرهم إلى التخلي عن عاملين فيها، والإقامة وأسرهم بها لتشغيلها بأنفسهم.
ويقول مالك فندق خليل عريفج أبو جوهر إن عدد النزلاء في فندقه العام الماضي بلغ 306 نزلاء، في حين لم يتجاوز العدد خلال الشهر الواحد 7 نزلاء، مؤكدا أن هذا الحال المتردي وارتفاع الكلفة التشغيلية دفعه إلى الاستغناء عن عدد من العاملين والقيام هو بنفسه بها، والسكن بالفندق هو وأسرته.
وأرجع جوهر السبب في هذا الحال إلى عدم وجود دعم حكومي لقطاع الفنادق، وعدم وجود خطة إستراتيجية لإنعاش قطاع السياحة واستغلال مقوماتها، وإلى الظروف السياسية والأمنية والاقتصادية عربيا وإقليميا، مطالبا وزارة السياحة بتشجيع السياحة الداخلية وإعفائهم من الضرائب والرسوم، مشيرا إلى أنه يدفع سنويا زهاء 3500 دينار رسوما وضرائب لعدة جهات، في حين تنتشر في المحافظة عشرات الشقق التي يستغلها مالكوها بتأجيرها للسياح من دون أن يدفعوا أي رسوم أو ضرائب.
وتظهر الأرقام التي كشفها أصحاب مشاريع سياحية أقيمت ضمن مسار راسون السياحي عن تواضع المبالغ التي تدرها عليهم مشاريعهم، إذ بينت صاحبة مشروع نزل ضيافة في بلدة عرجان أم احمد أن هذا المشروع يوفر لها ولأسرتها دخلا موسميا ما بين 800-1200 دينار.
يذكر أن وزارة السياحة نفذت ضمن مشروع تطوير السياحة الممول من الوكالة الأميركية للإنماء الدولي 20 مشروعا سياحيا في منطقة مسار راسون السياحي بمحافظة عجلون بهدف تعزيز التجارب والخدمات السياحية وتحقيق فائدة مباشرة للمجتمعات المحلية.
وكشفت الأرقام المسجلة لدى مديرية سياحة محافظة عجلون أن 32102 سائح أجنبي زاروا قلعة عجلون العام الماضي، موزعين على الجنسيات الأميركية والإسبانية والألمانية والفرنسية والإيطالية.
وبينت الأرقام، وفق مدير سياحة محافظة عجلون هاني شويات أن فنادق المحافظة استضافت 602 زائر من مجموع الزائرين الكلي لمختلف المناطق السياحية والأثرية في المحافظة خلال العام الماضي والبالغ عددهم 216568 زائرا محليا ومن جنسيات مختلفة عربية وأجنبية، مؤكدا أن قلعة عجلون حظيت كمعلم تاريخي بحجم كبير من الزيارات من قبل مختلف الجنسيات، بحيث بلغ عدد زوارها من مختلف الجنسيات 109654.
وأضاف أن عدد زوار محمية غابات عجلون لنفس العام بلغ 13109 زائرين، وموقع مار إلياس المعتمد للحج المسيحي 10697 زائرا، مشيرا إلى أنه تمت المباشرة في العمل على إنجاح فكرة السياحة الزراعية من خلال عرض مقترحات الأراضي التي يمكن أن تخضع لمثل هذه السياحة وتضمنت 8 مواقع موزعة على مناطق المحافظة، إضافة إلى تأهيل بعض العائلات في المسار إلى راجب وكفرنجة وعنجرة على غرار عائلات راسون الواقعة على المسار السياحي.
الغد