بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين
لابد لرجال الأعمال السياحيين أن يتخلوا عن سلبيتهم ويقوموا بالتزاماتهم وألا ينظروا إلي الدولة باعتبارها البقرة الحلوب التي تقدم لهم كل شيء دون أن يقدموا شيئا في حالات الرواج.
بدلا من الشكوي ولطم الخدود فإنني اتمني من بعض الوجوه البارزة في عالم »البزنس السياحي» العمل علي ان يكون لهم دور إيجابي في مواجهة الأزمة التي تعيشها صناعة الأمل. ان كل ما نسمعه منهم هو مطالبات وانتقادات للدولة ولاجهزة وزارة السياحة دون تقديم اي مبادرات علي أرض الواقع للمساهمة الايجابية. هذه الظاهرة السائدة في وسط رجال الاعمال السياحي ليست امرا جديدا ولكنها وللأسف متواصلة منذ بداية النهضة السياحية. كما هو معروف فإن هذه الطفرة اصبح لها من تأثير اقتصادي واجتماعي بدأت في السبعينيات علي يد المغفور له الدكتور عبدالقادر حاتم واستكملها فكرا وتخطيطا بعد سنوات فؤاد سلطان اطال الله في عمره واستلمها بجدارة واقتدار الراحل ممدوح البلتاجي ليصل بها إلي مرحلة الرواج. إبان فترة تولي فؤاد سلطان وممدوح البلتاجي لوزارة السياحة لم تتوقف الشكوي من عدم قيام رجال العمل السياحي بدورهم ومساهمتهم الواجبة فيما تتطلبه موازنة الدعاية والترويج من أموال. امتنعوا عن الانتظام في دفع نصيبهم في هذه الموازنة والذي لم يكن يتجاوز ثلث الاعتماد الذي خصصته الدولة ويقدر بـ45 مليون دولار. اعتمدوا كلية علي ما تضطلع به الحكومة ممثلة في وزارة السياحة وتفرغوا هم لجني الأرباح.
>>>
استمر رجال الاعمال السياحيون في سلبيتهم تجاه مسئولياتهم بالنسبة لتمويل بند الدعاية والترويج رغم انهم جميعا ـ والحمد لله ـ استفادوا وتربحوا من السياحةملايين بل مليارات الجنيهات استند تبريرهم لموقفهم علي اعتبار الدولة هي البقرة الحلوب التي عليها ان تسهل لهم التربح الوفير دون مطالبتهم بأي التزامات. كان سلاحهم في ذلك الصوت العالي وإصدار البيانات ورسم الخطط دون ان يكلفوا أنفسهم تقديم ما هو مطلوب منهم من دعم ومساندة لبرامج الدعاية والترويج والتسويق. يحدث هذا رغم إنهم هم وحدهم الذين تتوافر لهم أولية الحصول علي العائد من وراء ما تحققه هذه الجهود. ما اقوله ليس امرا جديدا بالنسبة لي حيث انني سبق وأثرته كتابة اكثر من مرة علي مدي سنوات. إن تمسك هؤلاء الجهابذة المتربحين بهذا الموقف السلبي مازال متواصلا وعلي نفس الوتيرة سواء في ظل الازدهار السياحي او في ظل الازمات التي تعرضت لها ويحتاج مزيداً من الجهد والانفاق.
>>>
لا يمكن وصف هذا التباكي علي احوال السياحة المتردية التي هي وليدة ظروف وعوامل خارجة عن إرادة الجميع.. سوي انه قرين لبكاء التماسيح. كم ارجو ان تتبدل هذه الحالة الي تحرك حقيقي يتم الاتفاق عليه في جلسة توافق وتفاهم بعيدا عن الاستعراضات والتهجمات والاساءات التي لا يمكن أن تكون مقبولة. ان علي كل واحد منهم مراعاة المحنة التي تعيشها الصناعة حاليا وان يتقوا الله في بلدهم وفي مئات الآلوف من العاملين الذين ينتظرون تعافي المهنة التي يرتزقون من ورائها. ان الحرص علي الصالح العام وصالح الصناعة يتطلب من جميع الاطراف ومن واقع الولاء والانتماء السعي إلي التلاقي بعيدا عن الانانية والعصبية وحب الظهور وتصفية الحسابات.. عليهم ان يدركوا ويؤمنوا بما قدمه لهم الوطن بما يملكه من امكانات كانت وراء ماهم فيه.
ان بداية اصلاح الذات هو الاعتراف بنعمة الله وبفضل السياحة التي تستمد وجودها وانتعاشها من اسم مصر قبل أي شيء آخر.