حوله الصليبيون ولويس التاسع إلى كنيسة وتم إعادته لأصله بعد الغزو
مسجد (عمرو بن العاص) الأشهر في دمياط..والثاني في مصر
القاهرة " المسلة " سعيد جمال الدين … كثيراً منا يعرف أن جامع عمرو بن العاص الذى بنى فى مدينة الفسطاط قديماً والمتواجد حالياً بمنطقة مصر القديمة جنوب القاهرة هو أول جامع بنى فى مصر بعد فتح عمرو بن العاص لمصر فى عهد ثانى الخلفاء الراشدين الخليفة عمربن الخطاب رضى الله عنه.. ولكن قليلاً منا من يعرف أن هناك مسجد أخر بنى فى نفس التوقيت وحمل نفس الأسم " عمرو بن العاص " ولكن فى موقع ومكان أخر ويعتبر ثانى مسجد بنى فى مصر وموقعه فى مدينة دمياط ويعد من أشهر مساجد دمياط وأقدمها أنشأه المسلمون بعد فتح المدينة عام 21 هجرية، تم بناؤه عام 642 ميلاديا علي طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة وبه كتابات كوفية وأعمدة يعود تاريخها إلي العصر الروماني. يطلق عليه أيضاً (مسجد الفتح) نسبه إلي الفتح العربي. قام بانشائه الصحابي الجليل المقداد بن الأسود في عهد عمرو بن العاص.
#وصف_الجامع:
ويقول المفتش الأثرى أيمن محمد العجمى مفتش الآثار لدى اثار الدقهلية أن المسجد يتكون من قبة في وسطه، يحيط به أربعة إيوانات ويوجد بالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد وهو مدخل بارز عن جدرانه وبالقرب من الباب توجد قاعة المئذنة المربعة التي تهدمت إثر زلزال في العصور القديمة.
ويضيف أن أعجب ما في تاريخ هذا الجامع أنه تحول من مسجد إلي كنيسة إلي مسجد بضع مرات. فحينما استولي (جان دي برين)علي دمياط 1219 ميلاديا جعل هذا المسجد إلي كنيسة ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221 ميلاديا تحول لمسجد.
في عام 1249 ميلاديا حينما دخل لويس التاسع دمياط جعل المسجد كاتدرائية وأقام بها حفلات دينية عظيمة كان يحضرها نائب البابا ومنها تعميد الطفل الذي ولدته زوجة لويس التاسع واسمه يوحنا ولقبته (أثريستان) أي الحزين لما أصاب ولادته من أهوال الحرب وما برح المسجد قائماً منذ جدده الفاطميون عام 1106 ميلاديا.
#ترميم_المسجد
وحول الترميم للمسجد قال الأثرى أيمن محمد العجمى أن المحافظة قامت بالتنسيق مع المجلس الأعلى للآثار بعمل الترميمات اللازمة لهذا المسجد الأثري، بدأت وزارة الثقافة متمثلة في المجلس الأعلى للآثار بتنفيذ مشروع تطوير شامل لآثار مدينة دمياط بتكلفة اجمالية قدرها 66 مليون جنيه نظرا لما تواجهه المنطقة من زيادة في المياه الجوفية وتدهور في حالة آثارها. تم ترميم مسجد عمرو بن العاص والذي على غرار مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط وهو عبارة عن صحن مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة أي الرواق الجنوبي الشرقي وتم تجديده وزيادة مساحته عام 500 هجرية 1106م، ظل المسجد قائما بعد التجديد الفاطمي حتى 1250م حتى أصدر أمراء المماليك أمرهم بتخريب دمياط لكنهم أبقوا على هذا المسجد. كان المسجد يعاني من ارتفاع منسوب مياه الرشح بالمنطقه المجاورة, وقد بدا منذ عده سنوات مشروع لخفض هذا المنسوب وتقرر البدء في رفع ارضيه المسجد.
المسجد يضم ايوانات تحيط بالصحن المفتوح أكبرها ايوان القبله وفيه عدد من الأعمدة المصنوعه من الرخام تعود الي العصر الروماني وتهبط قواعد تلك الأعمدة نحو ثلاثه اقدام تحت مستوي افريز الصحن. ويضم أيضا اعمده من الحجر القاتم والمرمر السماقي.
وقد تمت إعاده افتتاح المسجد أمام المصلين في يوم الجمعة 8 مايو 2009 والذي يوافق عيد دمياط القومى الذي يوافق انتصار شعب دمياط على الحملة الصليبيه بقياده لويس التاسع ملك فرنسا.