السياحة في أبوظبي تتجاوز الأهداف الاستراتيجية المرسومة
ابوظبى " المسلة " … يشهد القطاع السياحي في أبوظبي نهضة متواصلة تتمثل في ارتفاع أعداد الزوار والسياح القادمين إلى الإمارة بما يفوق 3.5 مليون سائح في العام الماضي، مع توقعات بتحقيق نمو في أعدادهم بنسب ملحوظة خلال العام الجاري، إلى جانب مواصلة إطلاق المشاريع السياحية وتنفيذ المشاريع المعلن عنها على قدم وساق، ودخول آلاف الغرف الفندقية الجديدة إلى السوق خلال العام الجاري والأعوام القليلة المقبلة.
ويعود الفضل في تحقيق أرقام النمو الملحوظة إلى جهود هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة وتعاونها مع شركائها الاستراتيجيين مثل شركة الاتحاد للطيران والشركات السياحية والفنادق في التعريف بأبوظبي كوجهة سياحية إقليمياً وعالمياً، والمشاركة خلال العام الجاري بما يتجاوز 50 معرضاً دولياً وجولة تعريفية حول العالم، ما يجعل أبوظبي الوجهة السياحية الأبرز على مستوى الدولة والمنطقة.
وقد نجحت أبوظبي في الحصول على جائزة الوجهة السياحية الأولى والأكثر ترويجاً وقبولاً من قبل الجمهور في مارس/آذار الماضي، على هامش فعاليات معرض بورصة السفر العالمي في برلين.
وقد سجل قطاع السياحة في أبوظبي نتائج قياسية في العام 2014 تجاوزت الأهداف الاستراتيجية الموضوعة مسبقاً، مع ارتفاع عدد نزلاء المنشآت الفندقية في الإمارة بنسبة 25% إلى 3,494,063 نزيلاً أمضوا 10,463,137 ليلة، بنسبة نمو 19% مقارنة بالعام 2013.
أسواق جديدة
ويؤكد القائمون على هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أن هذا الأداء الاستثنائي خلال العام الماضي يجسد بوضوح ازدياد الوعي العالمي بإمارة أبوظبي، بوصفها وجهة سياحية متميزة، حيث إن الآفاق تبدو واعدة بمزيد من التطور، بالتزامن مع النمو المتواصل في خريطة المعالم والمنشآت والمنتجات السياحية في الإمارة، واتساع دائرة مبادراتها التسويقية لتشمل أسواقاً جديدة بالتعاون مع شركائها من الجهات العاملة والمعنية بقطاع السياحة.
وارتفعت العوائد الفندقية الكلية بنسبة 14% إلى 6.28 مليار درهم (1.712 مليار دولار)، منها 3.26 مليار درهم (889 مليون دولار) إيرادات الغرف الفندقية، أكثر بنسبة 15% عن العام الماضي، في حين ازدادت إيرادات أنشطة الأطعمة والمشروبات بنسبة 11% إلى 2.33 مليار درهم (637 مليون دولار).
وتتعاون الهيئة مع شركائها في قطاع السياحة للعمل على تخطي التحديات الراهنة، ومنها متوسط فترة الإقامة الفندقية، وذلك من خلال تنسيق الجهود مع شركات تنظيم الفعاليات وإدارة الوجهات ووكلاء السياحة والعطلات والمعالم السياحية والمرافق الترفيهية في مختلف أرجاء الإمارة.
وتضم أبوظبي حالياً 160 منشأة فندقية، تتيح 28,374 غرفة، مقابل 150 منشأة وفرت 26,001 غرفة في العام 2013. وبلغت مستويات الإشغال الفندقي في العام الماضي 75% بنسبة نمو 6% مقارنة بالفترة نفسها من 2013.
السياحة الداخلية
واستمرت السياحة الداخلية في أدائها الإيجابي خلال العام الماضي، موفرة ما يزيد على مليون نزيل فندقي، بنسبة نمو 20% عن العام 2013.
وحافظت الهند على صدارتها لقائمة أكبر الأسواق السياحية الخارجية للإمارة، من ناحية عدد النزلاء من مواطنيها بالمنشآت الفندقية في أبوظبي، والذي ارتفع بنسبة 32% إلى 231,702 نزيلاً، أمضوا 850,443 ليلة فندقية بزيادة 23% عن العام 2013.
وجاءت المملكة المتحدة في المركز الثاني، مع زيادة عدد النزلاء من مواطنيها بنسبة 25% إلى 203,788 نزيلاً، أقاموا 877,162 ليلة فندقية، بنسبة نمو 15% مقارنة بالعام 2013، في حين تراجع متوسط فترة الإقامة بنسبة 8%، من 4.68 ليلة في العام الماضي إلى 4.3 ليلة في 2014.
وتبعتها ألمانيا في المركز الثالث موفرة 138,604 نزلاء، بنسبة نمو قدرها 16%، و631,179 ليلة بزيادة 8% عن العام 2013.
وتقدمت الولايات المتحدة من المركز السابع إلى الرابع على قائمة أكبر الأسواق السياحية الخارجية لإمارة أبوظبي خلال العام 2014، مع ارتفاع عدد النزلاء من مواطنيها بنسبة 37% ليبلغ 123,196 نزيلاً، بمتوسط فترة إقامة فندقية قدره 4.94 ليلة، وهو ما يضع النزيل الأمريكي في المركز الثاني من ناحية متوسط الإقامة الفندقية، عقب النزيل الروسي الذي سجل متوسطًا قدره 5.3 ليال في العام الماضي.
وحققت السوق الصينية أعلى مستويات النمو من ناحية عدد النزلاء من مواطنيها بالمنشآت الفندقية في الإمارة، والذي وصل إلى 166%، في حين ارتفع عدد الليالي الفندقية للنزلاء الصينيين بنسبة 145%، مما وضع الصين في المركز الخامس على قائمة أكبر الأسواق السياحية الخارجية لإمارة أبوظبي.
وعلى المستوى الإقليمي، ازداد عدد النزلاء من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 25% خلال العام الماضي، حيث جاءت المملكة العربية السعودية في صدارة أكبر الأسواق السياحية الخليجية لإمارة أبوظبي، مع نمو عدد النزلاء السعوديين بنسبة 32% مقارنة بالعام 2013.
من جهة أخرى، أظهرت احصاءات «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» أن المنشآت الفندقية في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي سجلت زيادة 10% في متوسط فترة إقامة النزيل الواحد لتبلغ 3.43 ليلة، مع نمو عدد الليالي الفندقية بنسبة 22%. كما ارتفع عدد نزلاء المنشآت الفندقية في العين بنسبة 11% مقارنة بالعام 2013.
وجهة للسياحة الحلال
وتعتزم أبوظبي احتضان «القمة العالمية للسياحة الإسلامية»، التي تعتبر إحدى أكبر الفعاليات المتخصصة في حلول ومنتجات السياحة الحلال، وذلك خلال الفترة من 19-21 أكتوبر/تشرين الأول 2015 في «مركز أبوظبي الوطني للمعارض».
ويضم الحدث تحت مظلته معرضاً بمشاركة ما يزيد على 200 جهة عاملة في هذا القطاع وبحضور 1.000 متخصص، ويشهد كلمات رئيسية وحلقات نقاش لوزراء ومسؤولين رسميين و150 محاضرة يلقيها 70 متحدثاً دولياً.
ومن المتوقع أن تصبح أبوظبي وجهة رائدة للسياحة الحلال التي تمثل مفهوماً متنامياً ضمن قطاع السياحة؛ حيث ترتكز «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» على استراتيجية مبتكرة للسفر الحلال مع توفير طيف متنوع من عروض العطلات المتوافقة مع المفاهيم الإسلامية.
وتتوقع وكالة التقييم «كريسنتريتنغ» أن تصل قيمة قطاع السياحة الحلال العالمي إلى 140 مليار دولار أمريكي وسط تقديرات ببلوغه 192 مليار دولار بحلول عام 2020.
وتروّج «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة» لباقة متنوعة من عروض العطلات الحلال التي تعتمد على الإرشاد الذاتي، بما فيها زيارة «جامع الشيخ زايد الكبير» وغيرها من الوجهات السياحية المهمة في العاصمة أبوظبي ومدينة العين التي تشكل القلب التراثي النابض للإمارة.
كما تعمل الهيئة على تسويق 18 برنامجاً سياحياً تغطي 3 فئات رئيسية هي الترفيه العائلي، والتوعية الثقافية، والمنتجعات والمطاعم والاسترخاء.
و تقدّم هذه البرامج نصائح أساسية حول المعالم والتجارب السياحية الفريدة التي تضمن الالتزام بالقيم الإسلامية والاحتشام خلال الرحلات السياحية. وتوضح هذه البرامج مدى سهولة استكشاف معالم الإمارة وفرص القيام برحلات مميزة على مدار يوم كامل حافل بالتجارب».
وللباحثين عن التشويق نصيبهم من عروض السياحة الحلال في الإمارة، ولاسيما من خلال اختبار أرقى مفاهيم الترفيه في «جزيرة ياس» مثل مدينة «عالم فيراري أبوظبي»، والعروض المخصصة للسيدات حصراً في حديقة الألعاب المائية «ياس ووتروورلد»، فضلاً عن الجولات السياحية المناسبة لجميع أفراد العائلة في «حلبة مرسى ياس».
تعزيز العروض
يحرص العديد من الشركاء والفنادق على تعزيز عروضهم المخصصة لعملاء السياحة الحلال عبر طرح منتجات تواكب متطلبات هذا القطاع الذي من المتوقع أن يشهد نمواً بنسبة 6% سنوياً، أي ما يضاهي نحو ضعف نمو قطاع السياحة العالمي.
و يشهد سوق السياحة الحلال ازدهاراً متواصلاً، وأظهرت التقارير أنه يشكل حالياً 13٪ من إجمالي سوق السياحة العالمي. كما أشار تقرير «السياحة الإسلامية» الصادر عن المركز الاستشاري «دينار ستاندرد» و«وكالة الهلال للتصنيف»، أن حركة السياحة الإسلامية العالمية ستسجل نمواً سنوياً قدره 4.79% مقارنة ب3.8% مستويات النمو المتوقعة لسوق السياحة التقليدية حتى العام 2020، على أن يصل إجمالي الانفاق السنوي على السياحة الإسلامية إلى 192 مليار دولار، علماً بأن هذه الأرقام لا تشمل الحج والعمرة.
وتنظم القمة شركة «كاكتي للفعاليات» بدعم من «مكتب أبوظبي للمؤتمرات» في «هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة». وتستقطب القمة وفوداً دولية رفيعة المستوى وسط حضور كبير لشخصيات عامة وحكومية وجمعيات سياحية ومشغلين ومزودين للخدمات من القطاع الخاص ومؤسسات تمويل مشاريع السياحة الحلال.
وتركز الفعاليات على السياحة البينية بين الدول ال57 الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، بينما ستتناول الجلسات الرئيسية التطبيقات العملية لتنشيط حركة السياحة البينية بين دول المنظمة، والتقنيات السياحية الحديثة، وبناء الحركة السياحية وتحفيز المشاريع الخاصة.
وتمتلك أبوظبي المقومات والمرافق اللازمة للوفاء باحتياجات السياحة الحلال، سواء تلك المتعلقة بالأطعمة والمشروبات الحلال أو المنتجات العائلية، ومنها رحلات للقوارب الشراعية مخصصة للسيدات فقط، وأوقات حصرية للسيدات في حديقة الألعاب المائية «ياس ووتروورلد أبوظبي» وحلبة «مرسى ياس».
الخليج
