"أكسفورد": صناعة السياحة الأردنية ترمم آثار التقلبات الإقليمية
عمان …. قالت مجموعة اكسفورد للأعمال ان الاردن يجري حالياً حملة منسقة تهدف إلى تنشيط قطاع السياحة بالغ الأهمية، والذي تراجعت نشاطاته وأرقامه كنتيجة لحالة عدم الاستقرار في المنطقة.
وبينت المجموعة في تقرير لها انه بواقع الحال، تراجعت أعداد زوار الأردن في العام 2014 بنسبة 1.2 % (على أساس سنوي)، وصولاً إلى 5.3 مليون زائر، بينما تراجعت أعداد زوار المملكة من القادمين في رحلات يومية بنسبة 7.4 % -على أساس سنوي أيضاً- إلى 1.3 مليون زائر، وفقاً لبيانات أفرجت عنها هيئة تنشيط السياحة الأردنية.
وقالت إن أعداد سياح المبيت ارتفعت بشكل طفيف في العام الماضي، وذلك بنسبة 1.1 % وصولاً إلى ما يقارب 4 مليون سائح، ولكن وفقاً لآخر البيانات، لاقت هذه الحصيلة انخفاضاً في شهري كانون الثاني (يناير) وشهر شباط (فبراير) من العام الحالي بلغت نسبته 8.3 % على أساس سنوي.
وعلى الرغم من انخفاض الأعداد الإجمالية، بقيت إيرادات السياحة مستقرة خلال العام 2014، بحيث بلغت ما مقداره 3.1 مليار دينار أردني (ما يعادل 4.37 مليار دولار)، وذلك وفقاً لبيانات صدرت عن البنك المركزي الأردني، بارتفاع وصلت نسبته إلى 6.3 % عن العام 2013، والفضل يعود في جزء منه إلى ارتفاع تدفق السياح من دول مجلس التعاون الخليجي.
وشكل المغتربون الأردنيون، وفق التقرير، النسبة الأكبر من إجمالي زوار المملكة في العام 2014، بحيث شكلوا ما يقل بشكل طفيف عن ثلث إقامات المبيت في العام 2014، أي بزيادة تبلغ نسبتها 10.8 % على أساس سنوي.
وبحسب التقرير، ارتفعت سياحة المبيت للوافدين من دول مجلس التعاون الخليجي، الذين شكلوا ما نسبته 17.3 % من الحجم الإجمالي للزوار، بحدود 3.1 %. ولكن، ومع ذلك، تراجعت أعداد زوار المملكة من الدول العربية، المجموعة الأكبر من الزوار في العام 2013، بمقدار 7.6 % ليشكلوا ما مقداره 27.6 % فقط من مجموع سياح المبيت في العام 2014.
التحديات الإقليمية
وقال التقرير إن الصراعات الإقليمية المختلفة، والتي يتبلور أبرزها في نشأة تنظيم "داعش" الارهابي، تعد المسؤول الأكبر عن بقاء السياح بعيداً عن المملكة، وذلك مع العلم بأن الأردن ما يزال يحافظ على استقراره الداخلي.
ويعتقد قادة ومشغولو الصناعة، وفق التقرير، أن هناك أحداثا إقليمية أخرى القت بظلالها على قطاع السياحة الأردني. وفي هذا السياق، قال مدير عام منتجع موفنبيك وسبا البحر الميت في سويمة (التي تقع بالقرب من مادبا)، بيتر هوزلي، : "تم إلغاء الكثير من حجوزات الشتاء في أعقاب أحداث غزة، ومنذ ذلك الحين أصبحت قضية "داعش"… تبرز وتشتهر أكثر فأكثر".
وبين التقرير ان انخفاض أعداد الزوار، مدعوماً بامتعاض ممثلي الصناعة، دفع السلطات إلى الخروج بتدابير تهدف إلى تعزيز النشاط السياحي. فيما قاد التعديل الوزاري في مطلع آذار (مارس) إلى إعادة تعيين وزير سياحة مختص، ضمن تحرك واسع النطاق لقي الترحيب بين الجموع لتغيير الأوضاع السياحية المحلية.
وفي وقت لاحق من الشهر، وفق التقرير، أطلقت وزارة السياحة والآثار حملة، بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة ومشغلي السياحة، لتحفيز السياحة المحلية.
وانطوت هذه الحملة على الترويج لحزم السفر إلى البحر الميت والمواقع التاريخية الأثرية كمدينة البتراء الوردية. وضمن حرصهم على مشاهدة الكثير يتم على هذا الصعيد، خرج مشغلو الصناعة بعدد من المقترحات، والتي ضمت تخفيض رسوم الدخول لزوار البتراء المقيمين في الفنادق القريبة منها، فضلاً عن اقتراحات تهدف إلى دعم صناعة الفنادق التي تواجه المشاكل، وذلك عبر تخفيض الضرائب وتخفيض أسعار الكهرباء.
الوصول إلى السماء
وقال تقرير أكسفورد انه يمكن لإجراء بعض التحديثات والتطويرات الجديدة في قطاع الطيران أن يعمل بشكل فعال على تعزيز حركة النقل الجوي، وبالتالي أعداد الزوار، الخاصة بالمملكة.
وفي إطار التطور المهم الذي حدث في بداية العام، قال التقرير ان شركة الطيران الممولة إماراتياً "العربية للطيران" اقتنت 49 % كحصة من شركة النقل الجوي الأردنية "البتراء للطيران"، بغية تغيير علامتها التجارية إلى العربية الأردنية للطيران.
وتعتزم الشركة، وفق التقرير، فتح محور دولي جديد في مطار الملكة علياء الدولي في عمان، ما سيمثل المركز الخامس لشركة العربية للطيران في المنطقة وسيعمل على تشغيل الرحلات الجوية إلى أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي هذا الخصوص، قال كليد بينغر، المدير التنفيذي لمجموعة المطار الدولية –التي تشغل مطار الملكة علياء الدولي- لمجموعة أكسفورد للأعمال: "تعتبر عملية البيع هذه أخباراً جيدة للصناعة، في ضوء أن العربية للطيران تشكل مصدراً محتملاً جديداً وكبيراً لرأس المال".
وأضاف: "ستأتي هذه الصفقة بالمزيد من فرص العمل وعقود الخدمات، بينما سيرفع نسق المنافسة المتزايدة التي ستتسبب به من نمو السوق، فيما سيؤدي إلى مزيد من الابتكار".
ويأمل مشغلو الصناعة، بحسب التقرير، أن يساعد إندماج العربية/البتراء للطيران في علاج مشكلة نسبة الانخفاض السنوية بمقدار 15 % في حركة المسافرين التي شوهدت في مطار الملكة علياء الدولي العام الماضي. وهي القضية التي تفاقمت بعد أن ألغت شركة الطيران البريطانية "إيزي جيت" مسار "جاتويك لندن"، الذي كان يحمل الركاب 3 مرات في الأسبوع إلى عمان، العام الماضي.
وقال التقرير، إن التوجيهات الحكومية الهادفة إلى تعزيز أرقام السياحة تدعم شركات الطيران الأخرى على بذل الجهود أيضاً. ففي شهر آذار (مارس)، أعلنت حاملة العلم الوطني، الملكية الأردنية، عن خطط لتقديم تذاكر مخفضة لمشغلي الجولات السياحية ليستخدموها في حزم الصفقات، تستهدف المبادرة أسواق دول الخليج وأوروبا.
وتدعو صناعة السياحة أيضاً لاتخاذ تدابير أخرى، بما فيها إلغاء ضريبة المغادرة للرحلات الجوية العارضة والناقلات منخفضة التكلفة التي تستخدم مطار عمان المدني في ماركا.
وفي حين أن هناك القليل مما يمكن بذله لتعزيز الشعور بالأمان وتغير وجهة النظر لدى المسافرين، تسعى السلطات الأردنية وفق "أكسفورد" والجهات المعنية في قطاع السياحة إلى بذل ما بالإمكان لخلق بيئة مناسبة لنمو الصناعة. وعلى المدى الطويل، تأمل الجهات المذكورة أن تأتي رياح معاكسة مواتية لنمو الصناعة المحلية في المنطقة.
نقلا عن الغد