Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل
جانبى طويل

المهرجانات تنعش السياحة بلبنان وتدعم حركة الأسواق آمال في ارتفاع مساهمة القطاع إلى 4 مليارات دولار

 

بيروت ….. رغم الصورة المُعتمة التي تخلّفها الحركة السياسية الفارغة في زوايا البلاد، أفسح الموسم الصيفي المجال أمام السياحة لتبيّن أنّها أقوى من كلّ تلك التجاذبات المهدّمة. وقد جاءت المهرجانات هذه المرة ليس فقط لتعيد الحركة إلى هذا القطاع المتراجع، بل أيضاً لتنشط الأسواق وتكشف النقاب عن قدرات لبنانية إبداعية تشكّل بادرة أمل للإقتصاد المحلي في المستقبل.


قبل أن تعود أزمة النفايات إلى الواجهة، وقبل أن تشكّل من جديد عاملاً قد يردع السياح من المجيء إلى لبنان، كان لا بد من التطرّق إلى التبعات الإيجابية التي خلّفتها المهرجانات والنشاطات الثقافية والفنية التي طبعت هذه السنة، خصوصاً أنّها شهدت إقبالاً واسعاً، إن كان في المدن الكبرى أو حتى في القرى.


وبما أنَّ ثمّة رابطاً قوياً بين الحركتين السياحية والتجارية، فإنَّ هذين القطاعين مدا يد العون لبعضهما البعض هذه السنة بطريقة دعمت ركائزهما، إذ يقول رئيس جمعية تجّار بيروت نقولا شماس لـ"النهار" إنَّ المهرجانات "أرست جوّاً مريحاً في لبنان وواكبت كلّاً من النشاط الإقتصادي والحركة التجارية، خصوصاً أنَّ أي تحسّن في السياحة يفضي إلى تعزيز القدرة الشرائية وتالياً الإقبال على الأسواق".


ومع أنَّ شهر آب من هذه السنة تميّز بحركة جيدة مقارنة بالفترة عينها من العام الماضي، فإنَّ ذلك لا يكفي لسد العجز الذي طاول القطاع ككل، وفق شماس الذي يتابع: "رغم ذلك، خلقت هذه الفورة في النشاطات دينامية إقتصادية ترجمت في غالبية القطاعات، بدءاً من الفنادق وصولاً إلى التجارة".


وفي حين أشاد بالقدرات اللبنانية التي أنجحت هذه النشاطات والتي بيّنت أنّها كمّية ونوعية على السواء، قال: "هذا التحسّن كان أشبه بنسيم عليل، وكنّا نتمنى لو أنَّ مفعوله دام أكثر، لكنّ الصفحة طويت سريعاً".


ويشدّد المعنيون في هذا القطاع الحيوي على امتنانهم من التفاعل الناشئ بين المناطق والمهرجانات، وتحديداً الريفية منها، إذ يشير الأمين العام لإتحاد النقابات السياحية جان بيروتي لـ"النهار" إلى أنَّ هذه المهرجانات شكّلت "جرعة دعم للقرى خصوصاً بعد غياب التساقط القوي للثلوج فيها على مدار الأعوام الثلاثة الماضية"، مشدّداً على أنَّها "أرخت بظلال إيجابية على مختلف المستويات، وتحديداً الإجتماعي والثقافي والمالي".


وكدليل على تحسّن الحجوزات في هذه المناطق، يلفت بيروتي إلى أنَّ النسبة وصلت إلى 100% في الليالي التي شهدت حفلات، في حين أنَّ الحركة الفندقية في بيروت استقرت عموماً عند 75% مقابل 70% في آب متطرّقاً في الوقت نفسه إلى أن المنتجعات السياحية لم تلقَ نصيبها من التحسّن لأنَّ الإقبال عليها تراجع بما يصل إلى 35% نظراً إلى أن الموسم قصير وغالباً ما ينتهي مع بداية السنة الدراسية الجديدة.


وقد تربّع اللبنانيون المغتربون من جديد على عرش السياحة الوافدة التي لم تشهد حركة زائدة، بدليل أن رئيس نقابة شركات السياحة والسفر جان عبود قال لـ"النهار" إنَّه كان يتوقع أن تسيّر شركات الطيران التي كانت تنقل ما يصل إلى 15000 أو16000 راكب في اليوم طائرتين أو ثلاث، يما قد تزيد نسبة الرحلات الإضافية 25-30%، "لكن الرياح لم تجر كما تشتهي السفن".


ويختم عبود بأنَّه رغم أن الزيادة المرجوّة لن تحصل، فإنَّ المهرجانات عزّزت السياحة هذه السنة بدليل أنَّ المعنيين يتوقعون أن ترتفع مساهمتها من الناتج المحلي الإجمالي إلى 4 مليارات دولار.


وبالعودة إلى الحركة الفندقية منذ مطلع السنة، أظهرت الدراسة التي أجرتها شركة الاستشارات والتدقيق "إرنست آند يونغ" عن القطاع الفندقي في منطقة الشرق الأوسط والتي وردت في النشرة الأسبوعية لمجموعة بنك بيبلوس Lebanon This Week أنَّ نسبة إشغال الفنادق في بيروت بلغت 56% في الأشهر السبعة الأولى من 2016، مسجّلة إنخفاضاً عن نسبة الـ57% التي بلغتها في الفترة ذاتها من 2015، وذلك مقارنةً بنسبة 60,7% في 14 سوقاً عربية.


وسجّلت العاصمة بيروت نسبة الإشغال الخامسة الأدنى في المنطقة في الأشهر السبعة الأولى من 2016، وقد حلّت في المرتبة نفسها في الأشهر السبعة الأولى من العام الماضي. وبلغت نسبة إشغال الفنادق في بيروت 53% في كانون الثاني، و57% في شباط، و51% في آذار، و55% في نيسان، و66% في أيار، و44% في حزيران و63% في تموز 2016؛ فيما كانت نسبة إشغال الفنادق في بيروت 50%في كانون الثاني، 56% في شباط، 56% في آذار، و58% في نيسان، و64% في أيار، و58% في حزيران و58% في تموز2015.

 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله