Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

بورتسودان النظيفة في برّها وبحرها بقلم : محمد أحمد الفيلابي

بورتسودان النظيفة في برّها وبحرها

 

بقلم : محمد أحمد الفيلابي

(متخصّص في شؤون البيئة)

 

لا تملك إلا أن تحب هذه المدينة الساحلية الواقعة على الساحل الغربي للبحر الأحمر في الشمال الشرقي للسودان. هي البوابة الشرقية للبلاد، بل المنفذ البحري الهام لبلدان أخرى مغلقة في المنطقة، مثل إثيوبيا وتشاد ودولة جنوب السودان.


ظللت أزور بورتسودان في الآونة الأخيرة كل عام تقريباً، وفي كل مرة تطالعني الشوارع النظيفة والسواحل الجميلة. فأذكر لمن معي قصة الرحالة الذي دخل إلى السودان بحراً في عشرينيات القرن الماضي، فأدخل السجن، لعدم استيفائه شروط الدخول. وذكر في مذكراته أنه وجد شخصاً آخر أُدخل السجن بسبب تبوله في سوق المدينة.

 

يقول المؤرخون إنها وجدت كميناء منذ زمن بعيد. ففي أطلس بطليموس الجغرافي (100-175 ق. م)، ظهرت المدينة باسم ثيو سيتيرون. وذكر جمالها الملاح البرتغالي خوان دي كاسترو (1540)، وسماها تراديت. وبعد استقلال السودان عام 1956، حافظت المدينة على دورها كميناء رئيسي للبلاد ومقر للأسطول التجاري والعسكري السوداني.


ولجمال المدينة أسباب، من أهمها وقوعها على الهضبة الساحلية المنحدرة شرقاً. فصخورها رسوبية سطحية في الجزء الشرقي، أما في الغرب والجنوب الغربي فتنتشر فيها الكثبان الرملية والشعاب المرجانية. يضاف إلى ذلك مناخها المعروف بحرارة وجفاف صيفه وبرودة شتائه المطير.

 

بورتسودان معروفة بين السياح بالشواطئ الممتازة ورياضة الغطس وغيرها من النشاطات، مثل الصيد والغوص والسباحة والتسوق والمهرجانات. ويعتبر ساحل بورتسودان أحد السواحل النظيفة في العالم، لعدم تلوثه ووضوح الرؤية داخل مياهه الصافية. كما أنه يزخر بالعديد من أنواع الشعب المرجانية والأسماك الملونة التي تكسبه منظرا خلاباً، إلى جانب عدد من الحيوانات البرمائية كالسلاحف البحرية.

 

كما تتميز المياه قبالة المدينة بدفئها وصفائها، الميزتان الأهم لسياحة الغوص والإبحار. ويوجد فيها نحو 400 نوع من الشعب المرجانية. حتى إنّ هناك محمية للشعب المرجانية في منطقتي سنقنيب ودنقناب. أما الثروة السمكية فتتنوع ما بين 1500 نوع من الأسماك والسلاحف البحرية، بما في ذلك أسماك القرش وسمك العقام وثعبان البحر والسمكة الببغائية وغيرها. كما تزورها الدلافين والحيتان من وقت لآخر.


يشار إلى أنّ المدينة تنظم مهرجاناً سنوياً للسياحة والتسوق، ما يسهم في الترويج لمنتجات البيئة المحلية، ويشكل سوقاً كبيراً لأصحاب الأعمال الصغيرة، ومكاناً لأفكار أصحاب مناهج التمكين المعرفي والاقتصادي لفقراء المدينة ومحيطها الواسع، بالإضافة إلى النقاش حول قضايا البيئة والتنمية.


نقلا عن الفجر الجديد

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله