إعادة تأشيرة المطار «بشرة خير»
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … نسبة كبيرة من السياح أصبحوا يتخذون قرار السفر في اللحظة الأخيرة.. وهو ما يتطلب الحصول علي تأشيرة الدخول في المطارات .
من المشاكل التي تعطل النمو السياحي بالصورة التي تليق بامكانات ومقومات مصر السياحية عدم مراعاة حساسيتها لأي إجراء والتنكر لوجود قاعدة واسعة من المنافسين الذين ينتظرون أخطاءنا لاتخاذها منطلقا لزيادة الوافدين إليهم. كثير من القرارات يتم اتخاذها دون أن يوضع في الحسبان تأثيرها السلبي علي حركة السياحة الوافدة إلينا.
أحد أمثلة ذلك.. هذا القرار الغريب الذي صدر بإلغاء منح تأشيرات للسياح «الفرادي» عند وصولهم إلي منافذ الدخول رغم انه إجراء معمول به منذ سنوات طويلة بنجاح دون أي مشاكل. كان لهذا صدي واسع علي مستوي الأسواق السياحية وفي أوساط جميع العاملين لما يؤدي إليه من انخفاض كبير في عدد السياح وفي الدخل القومي الذي تحققه السياحة.
من حسن الحظ ان الحكومة تنبهت لهذه السقطة علي ضوء التحذيرات الصادرة في هذا الشأن وهو ما كان له أثر إيجابي في العدول عن تطبيقه.. أستقبل هذا التصحيح من جانب الحكومة بالترحيب والتقدير بما يحمله من مؤشرات بشأن ارتفاع مستوي الوعي بأهمية السياحة وبالتقييم السليم لما يخدم الصالح العام. ان هذا القرار السلبي منع منح التأشيرات السياحية للسياح الذين يصلون بشكل فردي وليس ضمن مجموعات والذي صدر بدون مقدمات أحدث صدمة عنيفة للأوساط السياحية في مصر وعلي مستوي العالم. لا جدال أنه كان بمثابة استقبال غير مبشر للوزير الجديد خالد رامي الذي فوجئ بالقرار ولم يمض علي تسلمه مهام منصبه سوي أيام قليلة. كان للهدوء الذي صاحب اتصالاته وأسلوبه في شرح القضية دور كبير في اقناع الدولة بإلغاء القرار..
وقد اعتبر الوزير هذه الخطوة «بشرة خير» وبداية طيبة لمسيرته بالنهوض بالسياحة.
تأشيرة السياح «الفرادي» تستمد أهميتها من تنامي اعداد السياح الذين يتخذون قرار السفر في آخر لحظة وهو ما جعل الدول وشركات السياحة حول العالم تسعي لاجتذابهم.. هذه الفئة من السياح تمثل دخلا مضاعفا لشركات السياحة والفنادق حيث لا تخضع للأسعار المتدنية التي يتم التعامل بها مع المجموعات السياحية المنظمة. ويعد هؤلاء السياح من الزبائن الدائمين للفنادق العالية المستوي وهم عادة يأتون كأسرة واحدة.
بالطبع فإن السماح بوصول هؤلاء السياح بهذه الطريقة لا يمنع من اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة لضمان متطلبات الأمن القومي.. وفي هذا الشأن اعتقد ان الإعلان عن سرعة تطبيق منح التأشيرة الاليكترونية يمثل حلاً أمنيا علي نسق ما هو مستخدم في الجواز الاليكتروني.