أوراق عمل مستحدثة ناقشها الملتقى الوقفي الخامس في الكويت
المركز الحسيني للدراسات- لندن
على مدار يومين وفي خمس جلسات صباحية ومسائية وبحضور شخصية علمية وعلمائية من الكويت وخارجها، التأم في الكويت يوما 29 و 30 آذار مارس 2015 م (الملتقى الجعفري الخامس .. إنجازات وطموحات)، وذلك في الذكرى العاشرة لتأسيس إدارة الوقف الجعفري في حزيران 2004 م.
المركز الحسيني للدراسات في لندن كان له حضور مشهود في فعاليات الملتقى عبر ورقة عمل قدمها الباحث العراقي الدكتور عباس جعفر الإمامي في الجلسة المسائية من اليوم الأول التي أدارها الدكتور عبد الهادي الصالح، والف فيها ببحث جديد عنوانه (مدخل الى مأسسة الوقف) بين النظام الخيري في الإسلام والنظام الخيري في الغرب، مستشهدا بالمركز الحسيني للدراسات كمؤسسة خيرية تصدر عنها أجزاء دائرة المعارف الحسينية للعلامة المحقق آية الله الدكتور الشيخ محمد صادق الكرباسي، حيث استطاعت أن توالف في نظامها الداخلي بين شروط النظام الخيري البريطاني ومبادئ الوقف الإسلامي.
وتطرق الدكتور الإمامي، الذي جمع خلال مسيرته العلمية بين الدراستين الحوزوية والجامعية، في ورقته الى الوقف في منظور القانون الغربي، والقوانين الوضعية التي شرعت في بعض الدول الإسلامية، مؤكدا على ضرورة مأسسة الوقف ودور المرجعية الدينية في ذلك، معتبرا ان (التجربة الغربية في مجال المؤسسات الغربية من أغنى التجارب الإنسانية في عالمنا المعاصر من حيث المفهوم والخصائص والمؤسسات، للتطورات التي حدثت في علوم التخطيط والإدارة إلى جانب مجالات الحياة العلمية المختلفة، ومن خلال ذلك أدت تلك المؤسسات دورا مهما في البناء الحضاري في الغرب).
وقارب الإمامي بين المصطلحات الغربية والإسلامية الملازمة للوقف، وإمكان التماهي بينهما حيث: (تم تطبيق هذا النوع من الإندماج بين مفهوم الوقف شرعا ومفهوم المؤسسة الخيرية في المنظور القانوني في تسجيل ممتلكات المركز الحسيني للدراسات بلندن والذي تصدر منه موسوعة الامام الحسين، وقد يكون هذا المصطلح بشكل عام أقرب الى مفهوم الوقف في الإسلام وهو: حبس الأصل وإسبال المنفعة).
وتناول الدكتور عباس الإمامي الأستاذ المشارك في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بلندن، في ورقته دور المرجعية الدينية في مأسسة الأموال الوقفية، داعيا الى انشاء: (مؤسسات غير ربحية بصورة نزيهة وشفافة يصب ريعها للنفع العام يؤدي الى حفظ أصل تلك الأموال وتنميتها وإيصال ريعها الى مستحقيها بصورة سليمة وبأيد آمنة ومنظمة وبشكل مستمر، وإن دور الدولة في هذا المجال أمر لا يستغنى عنه في منحها الاجازة لفتح مثل هذه المؤسسات الى جانب مراقبتها ودعمها بشتى الصور القانونية لتتمكن من أداء دورها الفعال، وقد ترفع عبئا كبيرا عن كاهل الدولة باستثمارها مشاريع مختلفة لخدمة الصالح) . واستشهد المتحدث برؤية الفقيه آية الله الشيخ محمد صادق الكرباسي الذي يرى: (ضرورة مأسسة الأوقاف الشيعية في العالم الاسلامي ليتسع صرف هذه الأموال في موارد أكثر أهمية من الموارد التي تم إيجاد الوقف عليها والحال ليست ذا أهمية من ناحية، ومن ناحية أخرى لتعم الفائدة من هذه الأموال الشرعية العامة في المشاريع الاسلامية المختلفة التي تصب فائدتها لعموم المسلمين).
وخلص الباحث الدكتور عباس الإمامي في ورقته الى التأكيد على أهمية: (مأسسة الأوقاف بشكل من الأشكال تعيد دور تلك الأموال الشرعية في التنمية الحضارية لمجتمعاتنا).
والمفيد ذكره أن الملتقى الذي افتتح أعماله في فندق ريجنسي وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية الأستاذ يعقوب الصانع ممثلا عن أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، شارك في أبحاثه وأوراقه أكثر 40 شخصية علمائية وعلمية من بلدان مختلفة، كانت للدكتور عبد المحسن الخرافي أمين عام الأمانة العامة للأوقاف، والدكتور محمد عبد الغفار الشريف الأمين العام السابق للأمانة العامة للأوقاف، والمهندس أسامة الصايغ مدير إدارة الوقف الجعفري، الدكتور الأستاذ صالح الصفار، الدكتور الشيخ أحمد حسين، الشيخ إبراهيم النصيراوي، كلمات بالمناسبة أكدوا فيها على أهمية الوقفيات في بناء المجتمع وشد لحمته، إلى جانب أوراق عمل قدمها سادة وأعلام وجامعيون وأئمة جمعة وجماعة من الكويت وخارجها منهم: مهند جمال الدين، عبد العزيز الطاهر، محمد علي الحلو، علي حسن غلوم علي، جاسم عمران الشمري، حسين العايش، علي المدرسي، سجاد المدرسي، عباس كاشف الغطاء. كما تم على هامش الملتقى توزيع مجموعة من كتاب الفقيه الشيخ محمد صادق الكرباسي المعنون "شريعة الوقف".
وفي ختام أعمال الملتقى الخامس استضاف الوجيه الكبير الشيخ جواد بوخمسين في ديوانه ضيوف الملتقى على وجبة عشاء تحولت الى ملتقى ثقاف آخر ألقى فيها أحد الشعراء قصيدة ولائية، كما رحب المضيف في كلمة قيمة بوزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والمشاركين في الملتقى مشيرا الى: (ان الصورة المتكاملة الجميلة التي تحققت أثناء إقامة ملتقى الوقف الجعفري كانت بمثابة رسالة بأن الكويت تنبذ الطائفية وتسعى دوما نحو الوحدة والإستقرار).
ولا يخفى أن إدارة الوقف الجعفري في الكويت تنشط في دعم البرامج الانمائية والثقافية والاستثمارية وتشغيلها بما فيه خدمة الواقف والموقوف له حيث بدأت الإدارة في أول تأسيسها بثلاثة ملايين دينار وبلغت اليوم 27 مليون دينار، وقد ساهمت بشكل فاعل في إدارة الملتقى الثقافي الأول لدائرة المعارف الحسينية الذي انعقد على مستوى دول الخليج واليمن والمملكة المتحدة في الكويت يوم / 5/3 2014 م بفندق كراون بلازا في منطقة الفروانية.