زاهي حواس: السعودية تعيش نهضة كبيرة في مجال المحافظة على الآثار
الرياض "المسلة" …. بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، تحدث الدكتور زاهي حواس وزير الآثار المصري السابق عن تجربة مصر في التنقيب عن الآثار واسترداد القطع الأثرية المسروقة، وذلك في لقاء مفتوح معه ضمن فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي الثامن الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار.
وقد أكد الدكتور زاهي حواس أن المملكة العربية السعودية تعيش نهضة كبيرة في مجال المحافظة على الآثار، مشيرا إلى أن المملكة تعيش نهضة ثقافية أثرية جديرة بأن يشاهدها العالم، ليتعرف على عمق الحضارة في هذه البلاد.
وأبدى الدكتور حواس إعجابه بما شاهده من مواقع تاريخية وتراثية في المملكة، معربا عن عميق شكره وتقديره الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على دعوته لزيارة المملكة لإلقاء عدد من المحاضرات وزيارة المواقع الأثرية في المملكة.
وأشاد بما يبذله الأمير سلطان بن سلمان من جهود كبيرة في حماية الآثار وتنمية وتأهيل التراث الوطني، إضافة إلى تدريب الكوادر السعودية في مجالات الحماية والترميم، كما نوه بجهود سموه في استعادة عدد كبير من القطع الأثرية السعودية، إضافة إلى الجهود التوعوية الكبيرة في هذا المجال.
وأوضح أن مصر تمكنت في السنوات الأخيرة من استعادة ما يقارب 6 آلاف قطعة أثرية مسروقة من جميع أنحاء العالم، مشيرا إلى الجهود التي بذلها بالتواصل مع المتاحف العالمية لإعادة الأثار المسروقة وعدم شراء اي قطع مصرية مهربة بطرق غير قانونية.
وأبان وزير الآثار المصري الأسبق إلى أن مصر طورت الكثير من المواقع الأثرية ومنها منطقة أهرامات الجيزة بعمل سور بطول 17 كم ومركز للزوار والهدايا والبنية التحتية والخدمات للزوار وذلك بقيمة 200 مليون جنيه مصري، وأيضاً مشروع مسلة حتشبسوت في القصر، موضحاً أن أغلب المواقع كان ينقصها الخدمات ذات المستوى المميز.
وذكر أنه جاري العمل على إنشاء أكبر متحف في العالم بمصر بتكلفة 700 مليون دولار، يضم تماثيل لحكام مصر في الحقبة القديمة المختلفة، وقال بأنه أسهم في الكثير من الاكتشافات الهامة مثل وادي المومياوات الذهبية في الواحات البحرية والذي اسهم في بناء ما يقارب 150 فندقاً سياحياً بالمنطقة بعد اكتشافه، ومقابر العمال بالجيزة (بناة الأهرام) وأسرار ثقب الهرم الأكبر الذي سيتم استكماله مع إنجلترا.
وأشار الى ما واكب ثورة 25 يناير في مصر من تعديات وسرقات للآثار، حيث تم إتلاف ما يقارب ثلث الآثار المصرية وسرقة أكثر من 50 قطعة أثرية، و تدمير 1050 قطعة أثرية في متحف في مدينة ملاوي وتدمير ما تبقى من المتحف الإسلامي ، مبيناً أن عمليات الترميم للآثار حول الأهرام مستمرة.
ورداً على سؤال للدكتور على الغبان نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار المشرف العام على مشروع خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري حول الأسس التي تتبعها مصر في دفع تعويضات نزع ملكية المواقع الأثرية، قال د. حواس: "تتم أغلب عمليات نزع الملكية من خلال ترضية الملاك بمبالغ مالية، وفي بعض الأحيان تدفع وزارة الاثار للحكومة تعويضات عن تحويل طرق أو غيرها في المواقع الأثرية، وفي أحد المواقع الأثرية التي تم نزعها من نقابة المحامين دفعت الدولة تعويض 50 مليون جنيه للنقابة".
وعقب الوزير المصري على مداخلة د. حسين أبو الحسن نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار للآثار والمتاحف عن استعادة مصر للأثار المسروقة، مشيراً إلى أن مصر قطعت شوطاً كبيراً في هذا المجال وتعاملت بشكل رسمي وحاسم مع المتاحف العالمية التي تشتري القطع المسروقة، داعيا المملكة إلى تنظيم المؤتمر العالمي الثالث لاستعادة الاثار المسروقة.
وفي معرض رده على سؤال الدكتور سعد الراشد مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن مدى اهتمام مصر بالاثار الاسلامية، شدد د. زاهي حواس على أن مصر لا تهتم بالاثار الفرعونية على حساب الاسلامية، مؤكدا أنه تم انفاق مبالغ طائلة على ترميم الاثار الاسلامية بما يعادل اضعاف ما انفق على الاثار الفرعونية، ومنها شارع المعز والمساجد الاسلامية، بجانب ترميم الاثار القبطية واليهودية، ولكن الاهتمام الاعلامي بالاثار الفرعونية أكبر وخاصة في الغرب.