السياحة "ملطشة" الحكومة ووزير السياحة الجديد استفز ابوالهول ..وشماعة التوجيهات لن تتحمل مزيدا من الاخطاء
بقلم : عبدالناصر احمد
غريب امر الكرسى عندما يجلس عليه من لم يكن مستعدا له فانه يغير النفوس والمبادئ والمعتقدات ويعكس الامور فيفعل من كان يعتبره خطا فادحا على انه عين الثواب ويغرق فى مغالطات ويعلقها على شماعة التعليمات والمصلحة العامة .
فوزير السياحة خالد رامى الذى كان يعمل فى معظم حياته العملية مديرا لاكثر من مكتب سياحى وكان قبل توليه الوزارة بساعات متقدم لشغل مدير احدى المكاتب السياحية المصرية بالخارج اصيح بعد توليه الوزارة يرى ان المكاتب السياحية نوعا من الاسراف والتبذير ولسنا فى حاجة اليها .
فهذا الوزير الصامت لم يفعل شئيا منذ توليه المسئولية سوى غلق المكاتب فبدأ بمكتبى السويد وبولندا مع ان جميع من له علاقة بالسياحة حتى من بعيد يعلم تماما ان غلق مكتب بولندا جريمة فى حق السياحة المصرية فبولندا التى تعتبر من الاسواق الواعدة استطاعت فى سنوات قليلة ان تعد من الاسواق الرئيسية، وتخطت النصف مليون سائح قبل الثورة مباشرة عام ،2010وكان المسئولين يؤكدون انها ستلحق بالاسواق المليونية وبعدها قرر نقل المكتب السياحة باسطنبول الذى يشرف على اكثر من 14دولة.
و لقد تم اختيار اسطنبول لنقل المكتب بعد دراسات مستفيضة من قبل وزير السياحة زهير جرانة الذى لاحد يستطيع المزايدة على حرفيته وخبرته المهنية والخبير السياحى احمد الخادم الذى كان يشغل رئيس هئية تنشيط السياحة وقتها ،وتم نقل المكتب من اليونان الى اسطنبول وليس العاصمة انقرة لان اسطنبول تعتبر نقطة التقاء وانطلاق للحركة السياحية الوافدة من اسواق اوربا الشرقية ودول الشرق الاقصى واسترالي ودول امريكا اللاتينية، وهذا هو السبب فى تواجد المكتب الذى طالما طالب جهلاء السياحة بنقله عقب الخلاف السياسى بين مصر وتركيا وهم لايعلمون انه على المستوى المهنى لاعلاقة للمكتب بالسياحة التركية الا فى نطاق ضيق، وانما وجد للاستفادة من الحراك السياحى الذى يحدث فى اسطنبول.
وطالعنا اليوم الوزير الهمام بتجميد مكتبى وغلق مكتبى النمسا تركياوالحاق مديرهما للسغارة المصرية بالعاصمة التشيكية براغ وابوظبى، وبذلك تكون انجازات الوزير الجديد هى اغلاق وتجميد 4مكاتب سياحية فى وقت نحن احوج ما نكون الى التوسع فى المكاتب لاستعادة الحركة السياحية لمعدلاتها الطبيعية لان وجود المكتب لايعنى الترويج فحسب وانما يعتبر مرجع ومحور اطمئنان للسائح فى حالة حدوث اية مشاكل معه خلال تواجده فى مصر.
من جانب اخر فان مايحدث فى السياحة منذ التغير الوزارى الاخير يكشف توجها غريبا للحكومة ويزيل الغموض فى نفس الوقت عن اسباب اختيار خالد رامى وزيرا للسياحة فمنذ ذلك الوقت والسياحة تتلقى ضربات، ومشكلات من جميع الجهات حتى تحولت السياحة الى ملطشة الحكومة فوزارة ،الخارجية قررت فجاة الغاء منح التاشيرى الفردية للسائحين بالمطارات بما يعنى فقدان اكثر من 20% من اعداد السائحين الوافدين الى مصر والوزير يعلن عن صمته كما قامت وزارة الداخلية بالتعاقد مع وزارة الحج السعودية على ترتيبات الحج دون ابلاغ وزارة السياحة التى تشرف على 40% من رحلات الحج وبسبب ذلك تواجه الشركات السياحية المنظمة للحج حتى الان ازمة بسبب غيابها عن الاتفاق وتجاهل الداخلية لتلك الوزارة ..!المشئومة
واذا كان الامر يتعلق بتوجهيات يأيها الرامى للسياحة بسهام التعليمات لترشيد النفقات الم ياتى فى تفكيرك او يتبادر الى ذهنك وانت الذى عملت مديرا لمكاتب سياحية فى عدة دول لماذا السياحة فقط..؟ وهى المجال الاهم والتى بالحسابات والارقام مكاتبها الخارجية الوحيدة التى حققت نتائج ايجابية بالمقارنة مثلا بطوابير الوزراء المفوضين التجاريين المنتشرين فى جميع انحاء العالم..! الم ياتى فى ذهن هذا الموجه وهو رئيس الوزراء طبعا ان يكلف احد مستشاريه لاجراء دراسة مقارنة لجدوى عمل الملحقين التجارين الموجودون فى جميع دول العالم وانعكاس ذلك على الصادرات المصرية،ومقارنة ذلك بالسياحة التى فى اعظم حالاتها كان لها 17مكتبا فى جميع دول العالم.
يأيها الرامى انظر حولك هل قام الوزراء امثالك بتخفيض اعداد الملحقين فى كافة المجالات واسال نفسك سؤال ماجدوى وجود الملحقين فى مجالات التجارة والثقافة والاعلام والصناعة وغيرها ،وهل حدث لهم تغيير بسبب التوجيهات المطلقة والتنفيذ الاعمى.
.؟! واخيرا لا استطيع ان اقول الا ان ابوالهول يوشك ان ينطق ليدافع عن السياحة التى ابتليت برجل اكثر صمتا منه.