أسعار التذاكر..هل تنخفض مع تراجع النفط أم ترتفع بسبب «مواسم الذروة»؟
أبوظبى …. على عكس توقعات معظم المستهلكين ممن يعتزمون السفر خارج الدولة خلال الأشهر المقبلة، بشأن حدوث انخفاض مؤثر في أسعار التذاكر نتيجة لتراجع أسعار النفط، فإنه من الواضح أن هذا التوقع لن يكون دقيقاً، ففي حين أن بعض الشركات بدأت بتخفيض ما يعرف بـ«ضريبة الوقود»، وهي جزئية من السعر الكلي للتذكرة لا تتجاوز الـ10 إلى 30% من السعر الإجمالي، فإن الارتفاع في الأسعار خلال مواسم الذروة للسفر تلتهم أي تخفيض قد يحدث في ضريبة الوقود.
عاملون في مكاتب سفر وشركات طيران، أكدوا في حديثهم لـ«الاتحاد» أن معادلة العرض والطلب، تظل هي اللاعب الأكبر في تحديد أسعار التذاكر، فالمواسم الرئيسية التي تعتبر الذروة في السفر مثل العطل الصيفية، تسيطر عليها الأسعار المرتفعة بسبب معدلات الطلب العالية على السفر، فيما يتوقع أن أي تخفيض في ضريبة الوقود لن يكون محسوساً بشكل كبير، خصوصاً للرحلات القصيرة، بينما سيكون أكثر وضوحاً بالنسبة للرحلات ذات المسافات الطويلة، التي تستهلك فيها الطائرات كميات أكبر من الوقود.
وأشاروا إلى أنه رغم قيام بعض شركات الطيران بتخفيض ضريبة الوقود بنسب تتراوح بين 10% و50%، تماشياً مع تراجع أسعار النفط عالمياً، إلا أن تلك الانخفاضات لن تؤثر بشكل كبير على أسعار التذاكر بالنسبة للمسافرين، لا سيما خلال مواسم الذروة.
وأكدو أن أهم العوامل التي تتحكم بشكل مباشر وملحوظ على أسعار التذاكر بالنسبة للمسافرين العرض والطلب، إضافة إلى أسعار صرف العملات، موضحين أن أسعار التذاكر ترتفع بشكل ملحوظ أثناء مواسم الذروة للسفر لتصل على سبيل المثال، إلى 3 آلاف درهم للتذكرة، وبالتالي لن تؤثر التخفيضات على ضريبة الوقود على إجمالي سعر التذاكر إلا في المواسم الضعيفة، والتي تكون فيها الأسعار في أدنى مستوياتها.
وتوقع هؤلاء أن تشهد المرحلة المقبلة في حال استمرت أسعار النفط بالهبوط، إعلانات رسمية من شركات الطيران بتخفيض أسعار تذاكرها، ولكن بمعدلات محدودة.
وفي هذا الإطار قال صلاح الكعبي المدير التنفيذي لـ«بافاريا للعطلات»، إن تراجع أسعار التذاكر حالياً نتيجة لضعف الطلب بشكل رئيسي، حيث إن الناس تستعد للسفر للصيف، الذي انحصر في موسم واحد، وهو بعد شهر رمضان المبارك، الأمر الذي سيعزز من الطلب للسفر خلال الصيف المقبل.
وبين أن تراجع ضريبة الوقود من بعض شركات الطيران يسهم بشكل طفيف في تراجع الأسعار، لكن العرض والطلب يطغى على عملية التحكم بالأسعار.
وقال محمود سالم، مدير «المسعود للسفر والسياحة»، فرع العين، إن بعض شركات الطيران أعلنت عن تخفيض أسعار تذاكرها نتيجة لتخفيض ضريبة الوقود بنسبة تصل إلى 20%، في حين أن الكثير من شركات الطيران لم تخفض أسعارها لغاية الآن، متوقعاً أن يتم تخفيض الأسعار في الفترة المقبلة في حال استمرت أسعار النفط بالهبوط.
وأوضح أن تراجع ضريبة الوقود لن تؤثر بشكل كبير على المسافرين لا سيما في مواسم الذروة.
واتفق علاء العلي مدير «نيرفانا» للسفر والسياحة، مع سابقيه، مشيراً إلى أن بعض شركات الطيران خفضت ضريبة الوقود بين 10 و20%، مؤكداً أن تلك الانخفاضات لن تؤثر بشكل مباشر على المسافرين أو على إجمالي أسعار التذاكر لغاية الآن.
وتوقع العلي في حال استمرت أسعار النفط بالهبوط أن تعلن شركات الطيران رسمياً عن تخفيض أسعار التذاكر.
وأوضح أنه توجد عوامل كثيرة تؤثر بشكل أكبر على أسعار التذاكر، أهمها العرض والطلب، إضافة إلى تراجع أسعار العملات حالياً، مثل اليورو التي أسهمت في تراجع أسعار الرحلات بشكل عام إلى الوجهات الأوروبية.
وأرجع عدم قيام شركات الطيران بتخفيض أسعار التذاكر لغاية الآن نتيجة لتذبذب أسعار النفط بشكل كبير، الأمر الذي يربك عملية التحكم بسعر الوقود.
من جهته، قال زياد نجار مدير «طيران الشرق الأوسط»، في أبوظبي إن الشركة أعلنت مؤخراً عن تخفيض ضريبية الوقود بنسبة 50% من 560 إلى 228 درهماً، مشيراً إلى أنه خلال مواسم الذروة للسفر لن يشعر المسافر بتلك التخفيضات، لأن أسعار التذاكر سترتفع بشكل ملحوظ مع ارتفاع الطلب وقلة المقاعد المتوفرة».
وأضاف لـ الاتحاد : «يشعر المسافر بتراجع التذاكر في مواسم ضعيفة للسفر، حيث تكون أسعار التذاكر في مستويات متدنية أصلاً ».
وكان عاملون في مكاتب سفر أكدوا أنه منذ الآن تتدفق حجوزات السفر للموسم الصيفي، الأمر الذي رفع من أسعار التذاكر للصيف.
وشهدت أسعار النفط انخفاضاً في الأسواق العالمية بنحو 50% خلال الأشهر الماضية.