إنجاز رائع بعد «البيت بيتك» و «وحشتونا» «النحس» يلاحق السياحة بحريق قصر المؤتمرات
بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين المصريين … بحلول شهر مارس ودخولنا موسم الربيع واقترابنا من موسم الصيف يفرض علينا ان نكون مستعدين لاستقبال إخواننا من السياح العرب في اطار الخطة الطموح التي تم وضعها مستهدفة عودة تدفقهم من جديد الي احضان بلدهم الثاني.. مصر المحروسة. ان ام الدنيا وتعظيما لاهتمامها بالسائح تري ان قدومه إليها ما هو الا تتويج للاخوة والمصير الواحد واستجابة للروابط الوثيقة الممتدة علي مدي التاريخ بين الشعب المصري وكل الشعوب العربية. لاجدال أن الانفتاح المصري علي العالم العربي الذي يقوده الرئيس السيسي يعد عاملا مهما لتحقيق هذا الهدف.
في هذا المجال لابد ان أشير الي ان بداية تنمية السياحة العربية كان مسكا وفي غاية الروعة بما يؤكد ما توليه الدولة المصرية من اهتمام بالغ لهذا الهدف. تمثل ذلك في مضمون العمل الفني الرائع الذي تم اعداده بهذه المناسبة ليعكس دفء العلاقة وعمق ما يربط مصر بعالمها العربي من كل الجوانب. هذه المبادرة كان محورها الفيلم القصير التحفة الذي تم عرضه في الحفل الذي أقيم بقصر المؤتمرات بمدينة نصر وحضره المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء وعدد كبير من المسئولين ورجال السياحة والاعلام وسفراء الدول العربية. انه بمثابة اطلاق للدعوة الموجهة للسياح العرب حاملة شعار «مصر قريبة» من عالمها العربي في كل شيء. يأتي ذلك باعتبار أنها منه وهو منها. هذا الحفل بدأ بكلمة لهشام زعزوع وزير السياحة تلتها كلمة لرئيس الوزراء مليئة بكل المشاعر الحارة والجياشة حبا وترحيبا بالسائح العربي.
هذا الانجاز يحتم الاشادة بكل الذين ساهموا في تقديم هذا العمل الفني الرائع وفي مقدمتهم الدكتور سامي عبدالعزيز الاستاذ والخبير الاعلامي الذي كان وراء فكرة هذا الشعار الدافئ. علي جانب آخر كان هناك حرص علي اعطاء كل ذي حق حقه من الذين شاركوا في هذه البداية الناجحة لحملة «مصر قريبة» التي تستهدف عودة مصر لتكون مركزا للسياحة العربية كما هي مركز في قلوب كل العرب. كان رجل الاعمال السعودي الجنسية المصري الهوي الشيخ صالح كامل في مقدمة الذين تمت الاشادة بمساهمتهم في حفل اطلاق هذه الحملة وهو ما يعد بمثابة اعلاء لمشاعر الأخوة العربية.
ان اطلاق «ايقونة» جذب السياحة العربية «مصر قريبة» التي تضم كلمتين معبرتين عن حقيقة تتردد علي كل الالسنة في كل الدول العربية انها ليست سوي شرارة البدء لحملة الترويج والتسويق للسياحة العربية لمصر والتي سوف تعم عالمنا العربي مع بداية شهر مارس الحالي والتي لا يمكن فصلها عما سبقها من حملات سابقة حملت شعارات «البيت بيتك» التي كان وراءها وزير السياحة الاسبق ممدوح البلتاجي ثم «وحشتونا» . من المؤكد ان تعافي حركة السياحة العربية الي مصر قد تحقق وهو ما تعكسه الاحصائيات التي تشير الي ان ١٫٦ مليون سائح عربي زاروا مصر في العام الماضي بما يمثل 16٪ من كل عدد السياح الذين زاروها. هذه الارقام تدعو الي التفاؤل الذي تحمل معه المزيد من الاقبال العربي علي زيارة مصر هذا العام بإذن الله. بقي ان ادعو ان تكون استعداداتنا علي نفس المستوي بما يضمن الراحة التامة وتوافر كل سبل استمتاع السائح العربي وأعضاء اسرته بكل شيئ جميل بمصر.
يا لسوء الحظ!!
> الكوارث والصدمات التي تتعرض لها السياحة صناعة الأمل متواصلة وللاسف لا تتوقف. إنها لم تعد مقصورة علي ما نتعرض له من تآمر ارهابي لنشر اجواء عدم الاستقرار وانما امتدت ايضا الي بعض الاصول التي يعتمد عليها في استقبال فعالياتها وانشطتها الي جانب الكثير من المناسبات السياسية والاقتصادية المهمة.
في هذا الشأن فإن مايثير الحزن ويعُظم من سوء حظ السياحة ان يتعرض قصر المؤتمرات بمدينة نصر – أمس – لحريق مدمر يحدث هذا في نفس اليوم الذي يتم فيه في بورصة برلين التوقيع «النحس» علي اقامة فعالية لهذه البورصة في مصر لصالح افريقيا بهذا الموقع .. العام القادم.
إن ما يقلقني حقا .. سرعة ترديد أن «الماس الكهربائي» سبب هذا الحريق.