كتاب جديد يكشف عن تأثر حضارة الصين وأوروبا بصناعة وزخارف الزجاج الإسلامى
القاهرة " المسلة " عبد الرحيم ريحان …. عرفت البشرية صناعة الزجاج منذ آلاف السنين وتراكمت لديها خبرات ثرية فى صناعته وزخرفته وتسخير هذا الفن وظيفياً وجمالياً وأسست من أجل الزجاج اللجان والجمعيات والنقابات والروابط الدولية وأقيمت له المتاحف المتخصصة وألفت فيه المخطوطات و الكتب والبحوث والقواميس واهتمت المعامل المتخصصة بصيانته وترميمه بل وأصبح مصدراً من مصادر الدخل القومى فى بعض العصور والأمصار ونشطت الشركات التجارية العالمية فى الدعاية له والإعلان عنه كما رصدت الجوائز ومنحت النياشين والأنواط لمن يبدع فى مجال الزجاجيات حتى عرفت المراكز العالمية لصنع الزجاج أكثر من خمسين ألف نوع من أنواع المركبات الخاصة بخلطات الزجاج ولكل منها خواص معينة تتفق ونوع الزجاج المطلوب وكان ذلك حتى عام 1969وربما تضاعف ذلك العدد فى الخمسين سنة الماضية ومن هذا المنطلق كان كتاب " الزجاج الإسلامى " لعالم الآثار الإسلامية الدكتور حسن نور أستاذ الآثار الإسلامية بقسم الآثار الإسلامية بكلية الآداب جامعة سوهاج
والكتاب يقع فى خمسة فصول تلقى الضوء على طرق صناعة الزجاج وزخرفته واستخدامات الزجاج الإسلامى ومراكز الصناعة وأشهر الصنّاع والتأثيرات الفنية المتبادلة بين الزجاج الإسلامى داخل العالم الإسلامى وتأثيراته على أوروبا والصين والشروط التى يجب توافرها فى مواضع وهيئات أفران الصناعة وأدوات الصناعة والصناع وكان لا يصرح بإنشاء مصانع الزجاج إلا بعد موافقة السلطات عدا الأفران الأهلية البسيطة وذلك لأهمية صناعته
ويشير الكتاب إلى تعدد طرق صناعة وزخرفة الزجاج ما بين القطع البارد والضغط على القالب والكبس والنفخ الحر والنفخ فى القالب والسحب وزخرف الزجاج بالقالب وبالحز وبالحفر بأنواعه والزخرفة بالإضافة وبالبريق المعدنى والتذهيب والمينا كما تم تعشيق الزجاج المسطح والملون فى الجص والرخام والخشب والحجر والمعدن وهيأت الخواص المتعددة التى تميزت بها مادة الزجاج فرص كثيرة لاستخداماته فى أشغال ثابتة أو منقولة مدنية أو حربية فاتسعت الإبداعات فى الأشكال والطرز والوظائف فكان من استخداماته الثابتة الشمسيات والقمريات ومرايا الأبواب والدواليب الحائطية والقصور الزجاجية والفسيفساء الزجاجية وشواهد القبور الزجاجية
كما استخدم الزجاج فى التحف المنقولة مثل وسائل الإضاءة من مشكاوات وقرايات وتنانير وثريات وفوانيس وشماعد ومسارج وفنيارات وممارق وقناديل وأدوات المطبخ من أكواب وكؤوس وفناجين وأباريق ودوارق وقوارير وقنانى وقماقم وسلطانيات وأطباق وصوانى وطشوت وجرار وقدور وطاسات وغير ذلك وأدوات الزينة والتجميل من مزهريات ومرشات عطور وعلب حفظ أدوات الزينة والتجميل ومكاحل وأساور وتعاليق وخواتم وخرز
ويشير الكتاب إلى استخدامات متعددة للتحف الزجاجية ومنها الأختام والمكاييل والأوزان (الزجاج المختوم) والأدوات والأوانى الطبية والصيدلانية كالمحاجم وكاسات الحجامة وأجهزة التقطير والتبريد والتكثيف والمدقات والأقماع والأحقاق وعلب السعوط وحاويات المواد الطبية وكذلك فى صناعة العدسات والمرايا العلمية والبوصلات والنظارات والساعات والنرجيلات وأنابيب التدخين (البايبات) والتماثيل وقطع الشطرنج وجلل النفط وثقالات الورق وهى تعد بآلاف القطع الفنية بالمتاحف العالمية ومنها مما يزين أسقف وجدران ونوافذ العمائر الإسلامية
ويوضح الكتاب المساحة المكانية والزمانية لمصنوعات الزجاج التى شملت العالم الإسلامى على مر العصور وتعددت مراكز صناعته فى كل الأمصار وفقا لأحوال وظروف تاريخ صناعته وتأثرها بالظروف السياسية والتجارية والأمنية وقد ترك الزجاج أثره على أعرق حضارتين تحيطان بالعالم الإسلامى وهما حضارة الصين وحضارة أوربا حيث اعترف المستشرقون والمتسغربون بأثر الزجاج الإسلامى على نظائره الصينية والأوربية بما درسوا من وثائق ومعلومات وبما كشفت عنه الحفائر من قطع أثرية من الزجاج
وأخيراً يوجه الكتاب نظر الباحثين لمجموعات فنية جديدة للزجاج الإسلامى تنشر لأول مرة محدداً أماكن حفظها لتسهيل دراستها وكذلك الحث على استخدام الأدوات العلمية الحديثة فى دراسة التحف الزجاجية كالتحاليل الكيميائية المعملية إلى جانب المناهج التقليدية كالوصف والمقارنات وغيرها