7500 معتمر فى انتظار الفرج
عمرة الغزيين..إغلاق رفح يكبد شركات الحج خسائر طائلة
القاهرة – صالة التحرير – ازمة العلاقة السياسية المصرية الغزاوية القت بظلالها على اهل غزة الذين يرغبون فى اداء مناسك العمرة .. والحق ان تبتعد مصالح اهل غزة الفلسطينية عن الخلافات بين الجانبين وبخاصة وان المنفذ البرى المصرى هو المخرج الوحيد للمعتمرين للوصول الى بيت الله الحرام فى الاراض الحجازية والى العالم الخارجى ، ومن ثم لابد من ايجاد لحل لمشكلة اغلاق المنفذ كلما توترت العلاقة .. هذا التحقيق من داخل غزة لموقع العربى الجديد الاخبارى يرصد الازمة المتفاقمة للمعتمرين ولشركات السياحة هناك بسبب السياسة ..
بات استمرار إغلاق معبر رفح البري من الجانب المصري، مصدرا للحزن لدى المواطن الفلسطيني عبد الرحيم فايز (61 عاما)، فكلما تواصل إغلاق المنفذ البري الوحيد لسكان قطاع غزة مع العالم الخارجي، تراجعت فرصة أدائه مناسك العمرة، لأول مرة في حياته، والتي ينتظرها بشغف شديد منذ سنوات طويلة.
ولا يؤثر هذا الإغلاق، على الأهالي فقط بل تمتد الآثار السلبية إلى 77 شركة عاملة في مجال الحج والعمرة في غزة، ارتفعت وتيرة خسائرها المالية، نظرا لعدم تمكنها من تسيير أي رحلة عمرة منذ نحو ثلاثة أشهر، في ظل استمرار إغلاق المعبر البري، الخاضع لسيطرة السلطات المصرية، بذريعة تردي الأوضاع الأمنية في سيناء (شمال شرق مصر).
ويقول فايز ل "العربي الجديد"، إنه كان من المقرر أن يسافر للعمرة، مع مطلع العالم الجديد، إلا أن إغلاق معبر رفح، حرمه من ذلك حتى الآن، رغم أن مصر فتحته لبضعة أيام على فترات متقطعة، من أجل سفر بعض الحالات الإنسانية، والطلبة العالقين، وكذلك حملة الجنسيات والإقامات الأجنبية.
ويبين فايز أنه في السنة الماضية فتح معبر رفح البري بشكل استثنائي لخروج أفواج المعتمرين وكذلك لعودتهم، ولكن في هذه المرة لم يتحرك أحد من أجل إنهاء الأزمة المستمرة منذ عدة شهور، في ظل تشديد الجانب المصري الإجراءات الأمنية.
ولجأ النظام المصري الحالي إلى إغلاق معبر رفح معظم الأوقات، إلا باستثناءات محدودة، بالإضافة إلى هدم الأنفاق على الحدود، بدعوى منع تهريب الأسلحة إلى سيناء، التي تشهد عمليات عنف واسعة.
من جهته، وصف رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة، عوض أبو مذكور، أوضاع شركات العمرة في غزة، ب "السيئة" التي تعاني من ارتفاع خسائرها المالية بشكل مستمر، بسبب عدم تسيير أي رحلة عمرة، منذ بداية الموسم في الخامس من شهر ديسمبر / كانون الأول الماضي، والذي يستمر حتى منتصف شهر رمضان.
وقال أبو مذكور ل "العربي الجديد"، إن استمرار إغلاق معبر رفح، يكبد الشركات خسائر مالية باهظة، بعدما كان من المقرر أن يسافر خلال الشهور الثلاثة الماضية، نحو خمسة آلاف معتمر عبر المعبر، بمعدل أربع رحلات في الشهر الواحد، ولكن إغلاق المنفذ البري للقطاع، حال دون ذلك.
وذكر رئيس جمعية أصحاب شركات الحج والعمرة، أن استمرار إغلاق المعبر، يهدد بفشل موسم العمرة بشكل كامل، وضياع الأموال التي دفعتها شركات الحج والعمرة من أجل حجز الفنادق، في ظل عدم مقدرتهم على دفع رواتب العاملين لديها على إثر الأزمة التي يعانون منها، وبالتالي سيضطر العديد من الشركات إلى إغلاق أبوابها في حال استمرار الأزمة.
وأوضح أبو مذكور أن الاتصالات جارية مع كافة الأطراف ذات العلاقة، خاصة السلطة الفلسطينية ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية، من أجل إيجاد حل عاجل للأزمة التي تتفاقم، ولكن الأمر يتوقف على قرار بفتح المعبر الحدودي تصدره السلطات المصرية.
في ذات السياق، ناشد رئيس مجلس إدارة شركة حنيف للحج والعمرة، عيد حنيف، السلطات المصرية بفتح معبر رفح البري لبضعة أيام من أجل سفر أفواج المعتمرين من غزة، أسوة بأشقائهم في الضفة الغربية، وقبل نهاية الموسم، الأمر الذي سيساهم في التقليل من الخسائر المالية التي تلحق بكافة شركات العمرة.
وقال حنيف ل "العربي الجديد" إنه في حال استمرار إغلاق معبر رفح، فإن الشركة التي يديرها ستتكبد بمفردها خسارة مالية تتجاوز 200 ألف دولار، مشيرا إلى أن الشركة استأجرت، كما باقي الشركات، عددا من الفنادق في المملكة السعودية لإقامة المعتمرين فيهم، على أمل انطلاق الموسم كما هو معتاد سنويا.
ولفت حنيف إلى أن شركات الحج والعمرة لا يوجد أمامها سوى انتظار الجانب المصري، لكي يعلن عن موعد فتح معبر رفح، إذ يرتبط نجاح الموسم وفشله، بأعداد المعتمرين الذين يعبرون إلى مصر، مطالبا بزيادة أعداد الفلسطينيين في الرحلة الواحدة، في حال إنهاء المشكلة، من أجل تعويض أيام الإغلاق.
ويشار إلى أن نحو 7500 مواطن من غزة، مسجلين في قوائم شركات الحج والعمرة في غزة، ينتظرون بترقب كبير فتح المعبر، للخروج نحو مطار القاهرة الدولي ثم إلى السعودية لتحقيق أحلامهم المؤجلة وأداء فرائضهم الدينية، فيما تمكن خلال العام الماضي 2014 أكثر من 11 ألف غزي من أداء العمرة.