تقرير : توقعات بارتفاع إنفاق السعوديين على السياحة بـ 30 % .. نمو السياحة الدولية 4% خلال العام الحالى
الرياض "المسلة" ….أظهر تقرير صادر عن منظمة السياحة العالمية أن بعض الدول الناشئة سجلت نموا لا يستهان به في الإنفاق السياحي، وعلى رأسها السعودية والهند والفلبين، وقطر خلال عام 2014، حيث أبلغت هذه الدول عن زيادات بنسبة 30 في المائة أو أكثر بعد العشر الكبار إنفاقا على السياحة في العالم.
وطبقا لبيانات مركز ماس التابع لهيئة السياحة السعودية، بلغ الإنفاق على السياحة المغادرة للسعودية خلال الفترة من كانون الثاني (يناير) إلى أيلول (سبتمبر) 2013، نحو 74.2 مليار ريال، والإنفاق على السياحة المحلية، نحو 28 مليار ريال، فيما السياحة الوافدة 47.9 مليار ريال.
وتوقعت المنظمة نمو السياحة الدولية (عدد المسافرين) خلال عام 2015، بمعدل ما بين 3 إلى 4 في المائة، وهو ما يساهم أكثر من قبل في الانتعاش الاقتصادي العالمي، وارتفعت حركة السياحة الدولية بنسبة 4.7 في المائة خلال عام 2014، عن السنة السابقة.
وبحسب التقرير، وصل عدد السياح الدوليين من الخارج إلى 1138 مليون شخص في عام 2014، أي بزيادة 51 مليون شخص عن 2013. وبهذه الزيادة البالغة 4.7 في المائة، فإن هذه هي السنة الخامسة على التوالي التي تشهد نموا فوق المتوسط العادي منذ أزمة عام 2009.
وقال طالب الرفاعي، الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية، في افتتاح منتدى السياحة العالمية في العاصمة الإسبانية "مدريد": "خلال السنوات السابقة، أثبتت السياحة أنها نشاط اقتصادي قوي ومتين بصورة مفاجئة ومساهم أساسي في انتعاش الاقتصاد العالمي من خلال توليد مليارات الدولارات على شكل صادرات، وتوفير ملايين الوظائف. وكان هذا صحيحا بالنسبة للوجهات السياحية في جميع أنحاء العالم، ولكنه ينطبق بشكل خاص على أوروبا، على اعتبار أن القارة تعاني من أجل تصحيح أوضاعها والخروج من واحدة من أسوأ فترات الركود الاقتصادي في تاريخها".
وكما كانت الحال في السنوات السابقة، من المتوقع أن تنمو إيرادات السياحة الدولية في عام 2014 سيكون قريبا إلى حد كبير من عدد المسافرين (نتائج عام 2014 عن مقبوضات السياحة الدولية ستنشر في نيسان (أبريل) من عام (2015).
وفي عام 2013، بلغت إيرادات السياحة الدولية 1.197 مليار دولار، أي بزيادة 230 مليار دولار عن السنة السابقة للأزمة المالية في عام 2008.
آفاق إيجابية بالنسبة
لعام 2015
بالنسبة لعام 2015، تتوقع منظمة السياحة العالمية أن ينمو عدد المسافرين الدوليين بنسبة ما بين 3 و4 في المائة. وبحسب المناطق، من المتوقع أن يكون النمو أقوى في منطقة آسيا والباسيفيك (+ 4 إلى + 5 في المائة) والأمريكتين (+ 4 إلى + 5 في المائة)، تتبعها أوروبا (+ 3 إلى + 4 في المائة)، ومن المتوقع أن يزداد عدد السياح في إفريقيا ما بين + 3 و+ 5 في المائة، وبنسبة + 2 إلى + 5 في المائة في الشرق الأوسط.
وأضاف الرفاعي: "نتوقع أن يستمر الطلب في النمو في عام 2015، مع تحسن الوضع الاقتصادي العالمي، حتى مع أنه لا يزال هناك كثير من التحديات في المرحلة المقبلة. على الجانب الإيجابي، تراجعت أسعار النفط إلى مستوى لم نشهده منذ عام 2009.
وهذا سوف يعمل على تخفيض تكاليف النقل، ويعزز النمو الاقتصادي، من خلال زيادة القوة الشرائية والطلب الخاص في البلدان المستوردة للنفط. مع ذلك يمكن لهذا أن يؤثر سلبا في بعض البلدان المصدرة للنفط، التي برزت باعتبارها من مصادر الأسواق السياحية القوية".
ما يؤكد الآفاق الإيجابية للسياحة، هو مؤشر الثقة من منظمة السياحة العالمية، وفقا لما يقوله 300 من مختصي السياحة التي تمت استشارتهم في مناطق مختلفة من العالم من أجل المؤشر، إذ من المتوقع أن يتحسن الأداء السياحي في عام 2015، رغم أن التوقعات هي أقل نشاطا مما كانت عليه قبل عام.
أوروبا تعزز مكانتها باعتبارها المنطقة الأكثر ارتيادا في العالم
أوروبا (+4 في المائة)، المنطقة الأكثر ارتيادا بما يزيد على نصف عدد السياح الدوليين، شهدت زيادة بمقدار 22 مليون من الوافدين في عام 2014، لتصل إلى ما مجموعه 588 مليون شخص، بفضل تلك النتائج، كانت السياحة هي المساهم الرئيسي في الانتعاش الاقتصادي الأوروبي.
وشهد كل من أوروبا الشمالية والجنوبية وأوروبا البحر الأبيض المتوسط نموا (بمقدار +7 في المائة لكلتيهما)، بينما كانت النتائج أكثر تواضعا في أوروبا الغربية (+2 في المائة). تعرض عدد الوافدين إلى كل من وسط وشرق أوروبا (صفر في المائة) للركود بعد ثلاث سنوات من النمو القوي.
وارتفع عدد السياح الدوليين الوافدين إلى منطقة آسيا والباسيفيك (+5 في المائة) بمقدار 13 مليون شخص إلى 263 مليون شخص. وقد تم تسجيل الأداء الأفضل في كل من شمال شرق آسيا وجنوب آسيا (+7 في المائة لكليهما).
وارتفع عدد الوافدين إلى أوقيانوسيا بنسبة 6 في المائة، بينما تباطأ النمو في جنوب شرق آسيا (+2 في المائة) مقارنة بالسنوات السابقة.
وكان الأداء الأفضل لمناطق الأمريكتين من الناحية النسبية بنمو بلغ 7 في المائة، وهو ما يعني إضافة مقدارها 13 مليون من السياح الدوليين وبذلك يرتفع المجموع إلى 181 مليونا.
وكان النمو مدفوعا من قبل أمريكا الشمالية (+8 في المائة)، حيث سجلت المكسيك زيادة كبيرة من خانتين، ومنطقة البحر الكاريبي (+7 في المائة). ازداد عدد الوافدين إلى أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية (+6 في المائة لكلتيهما) وهو ضعف المعدل الذي تم تسجيله في عام 2013 وكذلك أعلى من المتوسط العالمي.
وتظهر نمو السياحة الدولية في منطقة الشرق الأوسط (+4 في المائة) دلائل على حصول انتعاش بنتائج جيدة في معظم الوجهات السياحية، واجتذبت المنطقة مجموعة إضافية بلغت مليوني شخص من القادمين، حيث أصبح المجموع الإجمالي 50 مليون شخص.
وازدادت أعداد السياح الدوليين في إفريقيا بنسبة تقدر بنحو 2 في المائة، وهو ما يعادل زيادة مقدارها مليون شخص من الوافدين. وصل عدد السياح في المنطقة إلى 56 مليون شخص، بينما كانت نسبة الوافدين إلى شمال إفريقيا ضعيفة (+1 في المائة)، وشهدت منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا ارتفاعا في عدد السياح الدوليين بنسبة 3 في المائة على الرغم من تفشي "فيروس إيبولا" في عدد قليل من بلدان غرب إفريقيا، حيث ينبغي أن تتم قراءة البيانات الخاصة بإفريقيا والشرق الأوسط بحذر وانتباه كونها تعتمد على بيانات محدودة ومتقلبة.
ارتفاع الطلب من مصادر الأسواق التقليدية
إن تحسن مستوى الإنفاق على السياحة الدولية من مصادر الأسواق التقليدية يعوض عن التباطؤ في الأسواق الناشئة الكبيرة، التي كانت تحرك النمو في السياحة في السنوات السابقة.
ويُقدر عدد الرحلات السياحية الخارجية من الصين، بأنه ارتفع بمقدار 11 مليون شخص ليصل العدد إلى 109 ملايين شخص في عام 2014، وارتفع الإنفاق بنسبة 17 في المائة في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2014، وهي نتيجة قوية لكنها أبطأ من السنتين السابقتين (40 في المائة في 2012، و26 في المائة في 2013، على التوالي).
والصين هي أكبر سوق مصدرة للسياح منذ عام 2012، حيث بلغ إجمالي الإنفاق 129 مليار دولار في عام 2013.