جدة "المسلة" ….. أطلق وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ، خطة الوزارة الإعلامية لتوعية الحجاج للموسم الحالي 1437هجرية ، وتضمنت الخطة توزيع الملايين من المطبوعات الارشادية والكتب والأشرطة والأفلام والوسائط الدعوية المعتمدة وإدراجها في الخطة التنفيذية الشاملة عبر لجان الوزارة المتخصصة وفق معايير مبنية على الجودة والنوعية والكمية واللغات المطلوبة التي تجاوزت 32 لغة عالمية ، بالإضافة للبرنامج الإعلامي الكبير الذي بدء تنفيذه منذ شهر رمضان المنصرم بالتنسيق مع عدد كبير من القنوات الفضائية والاذاعية ، وعبر الوسائل التقنية ، والأقراص المدمجة " بعدما نجحت الوزارة في تطويعها واستخدامها لتوعية الحجاج والمعتمرين عبر وسائل الإعلام المختلفة ".
وأكد آل الشيخ لـ واس أن وزارة الشؤون الإسلامية تركز في جميع أعمال توعية الحجاج على إيصال المعلومة المختصرة المفيدة الواضحة من خلال جميع الوسائل المتاحة ، وفي مقدمتها وسائل الإعلام وخاصة خلال السنوات الماضية الأخيرة ، فتعاملت مع هذه الوسيلة باحترافية متناهية وكلفت مجموعة من المتخصصين في هذا المجال وحرصت على الابتكار والابداع والتجديد المستمر ، وركزت على تقييم تجربتها والتعديل المتواصل والتنويع والتنسيق والتدريب وتوفير واستخدام الجديد من البرامج الفنية والتقنية الداعمة لتحقيق رؤيتنا المتمثلة في ايصال المعلومات عبر الوسائل العصرية واللغات المختلفة وتطبيقه كهدف رئيسي في جميع برامجنا المعتمدة لتوعية ضيوف الرحمن.
وأضاف "نحن في الوزارة نطبق مفهوم العمل بروح الفريق الواحد ونبحث عن أقصر الطرق لصناعة الاعلام الهادف لنشر المعلومات المبسطة والسريعة والواضحة والمفهومة والسهلة والمختصرة والموثقة لشرح أركان الاسلام وخاصة الركن الخامس الموضح لأحكام الفريضة ، ويتم تحقيق ذلك من خلال تعزيز القدرات وتطوير البرامج ، وتحسين الية العمل وتنويع وسائل التدريب للتعامل مع الكاميرا والمذياع ، وتطوير وسائل انتاج البرامج وطرق دمج المؤثرات والمحسنات والتصاميم لإنتاج الرسالة الاكثر جودة ووضوحاً وجمالاً.
وأوضح الوزير أن خطة هذا العام تنطلق من خلال عدة محاور وسلسلة مترابطة من البرامج والمحاور والمسارات المتوازنة ، والمبنية على خطة عمل كبيرة ومتشعبة ومترابطة تعكس جهود المملكة وقطاعاتها الحكومية والقطاع الخاص التي يسخر فيها الجميع كافة الامكانات لخدمة ضيوف الرحمن وفقاً لتطلعات القيادة الرشيدة ، مبيناً أن برامج توعية الحجاج تسير وفق خطة عمل مبنية على ايصال المعلومة للحاج حينما يحتاج اليها في الزمان والمكان الذي يحتاج فيه لمعرفة المعلومة والحكم الشرعي ، ومن أهم ما تركز عليه الوزارة في هذا العام مفهوم التوعية المبكرة للحاج قبل وصوله للمملكة وهو في بلده من خلال جميع وسائل الاعلام التقليدية والجديدة والوسائط والهاتف الجوال وعبر دعاة الوزارة في مختلف دول العالم وبلغات عالمية وعبر التلفاز والاذاعات والجمعيات والمراكز الاسلامية ، وغيرها من القطاعات التي تهتم بجوانب توعية الحجاج ، وبدورنا نتعاون مع الجميع لتيسير رحلة الحج على ضيوف الرحمن : وفور وصول الحاج للملكة يتعامل معه دعاة التوعية ومنسوبي الوزارة المتواجدين في جميع المنافذ الجوية والبرية والبحرية ليقدموا له التوعية المناسبة والرد على استفساراته ويزودوه بالمطبوعات الارشادية للتعريف بالحج وأحكامه وأركانه ، بعد حصوله على مجموعة من المعلومات أثناء رحلة سفره عبر الطائرات والبواخر والحافلات ، ومشاهدته لمجموعة من الافلام المرئية والاشرطة السمعية بلغات مختلفة تم التنسيق لعرضها منذ وقت مبكر، وبعد وصوله الى مكة المكرمة والمدينة يواصل دعاة التوعية في الحج المتواجدين في مساجد مكة والمدينة والمشاعر المقدسة والمواقيت المنافذ دورهم ومهمتهم المتمثلة في توعية الحجاج ومساعدتهم على أداء الفريضة بهدوء وسكينة ، كما يقوم موظفو الوزارة بتوزيع هدية خادم الحرمين الشريفين من المصحف الشريف عند مغادرة ضيوف الرحمن الى بلادهم ، وهي عبارة عن صحف من طباعة مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة ، اضافة لمجموعة من المطبوعات الإرشادية بالمناسك عند قدومهم واخرى عن أركان الاسلان عند المغادرة وهي بالملايين ، وتقوم الوزارة بتوعية الحجاج عبر برامج التوعية المباشرة ، مثل: خطب الجمعة ، المحاضرات ، الدروس ، الندوات الرسائل والهاتف المجاني ومن خلال انتشار مراكز التوعية في أحياء مكة والمدينة والمنطقة المحيطة بالحرمين الشريفين ومن خلال الكبائن المخصصة والمنتشرة في جميع المواقع التي يتواجدون فيها.
وأبان آل الشيح أن الوزارة تركز على العمل بتطبيق مفهوم التطوير في جميع الاعمال المنفذة والمشاريع والبرامج ، وتحرص على زيادة نسبة تدريب الدعاة ورفع القدرات لجميع المشاركين في أعمال التوعية ، بما يحقق ايصال الرسالة والمعلومات والارشادات والتعليمات وفق تطلعات ولاة الأمر الذين يحرصون على تطوير أداء جميع القطاعات ومنسوبيها ورفع مستوى الخدمات ، وشكر جميع الدعاة المشاركين في برامج توعية الحجاج على دورهم المتميز لخدمة الحاج والتعامل معه برفق وتقدير لحالته الصحية ومعرفة قدرته البدنية والمادية والذهنية ، وبالتالي الحرص على تطبيق أحكام التيسير في الحج بما يتوافق مع الحالة الثقافية للحاج ومرافقيه من كبار السن والعجزة والاطفال وذوي الاحتياجات الخاصة وخاصة عند الرد على اسئلتهم واستفساراتهم بما يعزز جانب الطمأنينة في نفوسهم ويساهم في الاستقرار النفسي للحجاج ، موضحاً أن الوزارة تمكنت من التعامل بواقعية مع فقه النوازل في الحج خلال السنوات الماضية وسوف تواصل دعم هذا المفهوم لحاجة الناس اليه .
وقال : " خلال الاعوام الماضية ركزت خطتنا وبرامجنا لتوعية الحجاج على التطوير والتجديد أسوة بجميع مؤسسات الدولة ، وسوف نواصل جهدنا من خلال جميع وكالات الوزارة واللجان والفروع والمسؤولين لتستمر أعمالنا متوافقة مع خطة الدولة بالتعاون والتنسيق مع جميع القطاعات وفقا لمفهوم منظومة فريق العمل الواحد ، والتفاعل مع الجميع لتحقيق التكامل المثمر".
وأضاف وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والارشاد : "لا شك بان الداعية عندما يطبق القواعد الفقهية عند قيامه بعمله لتوعية الحجاج ، ينبغي عليه المراجعة الدقيقة العميقة في طرحه والتريث ، وينبغي عليه البحث العلمي في النصوص الشرعية والقواعد والأحكام الفقهية المهمة ، وفي مقدمتها معاني " ما جعل عليكم في الدين من حرج "، والمفهوم الصحيح لمعاني " المشقة تجلب التيسير " ، فاذا تمكن من معرفة هذه المعاني بوضوح وفق المفهوم المرتبط للحديث والتوجيه النبوي " خذوا عني مناسككم " ، تصبح النتيجة ايجابية وتصب في مصلحة الحاج ويكون الرد على السؤال حتماً في مصلحة الحاج ، وهذا مطلب ضروري في هذا العصر لان هناك جهل في أحكام المناسك رغم كثرة البرامج وهناك مشقة رغم حجم المشاريع المشاهدة وهي غير مسبوقة ورغم التسهيلات الكبيرة والمتاحة ويترتب على عدم فهم ذلك أمور كثيرة في مقدمتها تحميل الحاج لنفسه أكثر من استطاعته وقدراته ، فتحدث له المشكلات ويقع في ما لا يستطيع احتماله وقد يكون السبب الرئيسي لذلك حصوله على الحكم من مصادر غير موثقة لنشر العلوم الشرعية والمعلومات تجعله في حيرة من أمره ، خاصة ما يتعلق بالحج وأحكامه وواجباته ، ورغم كثرة البرامج المتاحة والمشاهدة والمسموعة والمقروءة نتطلع في الوزارة لتوسيع دائرة الانتاج المبني على الطرح الوسطي ومساحة التنسيق مع القنوات الفضائية لتعزيز هذا المفهوم ، لتصبح منظومة العمل متكاملة ومثمرة واسعة الانتشار تساهم في استقرار الحاج ، وقد أوجدت الوزارة البرامج المطلوبة والمناسبة لتحقيق ذلك ، وتمكنت من نشر هذا المفهوم بين أوساط الدعاة المشاركين في الحج وأئمة وخطباء المساجد ، ليعمل الجميع وفق رؤية واحدة واضحة ومفهومة مبنية على حديث " خذوا عني مناسككم "، منطلقين من حرص الدعاة على جوانب التيسير في الحج الذي لا يخل بالحكم الشرعي ويدعم استقرار مسيرة الحج والحجاج ويصب في مصلحة الحاج ".
وقال الوزير آل الشيخ معقبا : " أعمال الوزارة في الحج متعددة ومتوزعة في جميع مناطق المملكة والمنافذ الجوية والبرية والحرية لتوعية حجاج الداخل والخارج ونشر علوم المناسك بشكل عام ، وتسير وفق خطة كبيرة ، ضمن فقراتها ومحاورها عنايتنا بالمساجد في مكة المكرمة وتهيئتها للحجاج للصلاة وتلقي العلوم الشرعية والمعرفية ، وكذلك في المدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمواقيت والمنافذ وقد أعددنا لذلك برامج علمية كثيرة سوف تساهم في تحقيق أهدافنا المنشودة بأذن الله تعالى ، وتوزيع المطبوعات الإرشادية بمناسك الحج أثناء القدوم ، والمصحف الشريف ، وتوعية الحجاج وإرشادهم عبر برامج التوعية المتنوعة وخطب الجمعة والمحاضرات والدروس والندوات في أحياء مكة المكرمة والمدينة المنورة وحول الحرمين الشريفين ومراكز التوعية المنتشرة في جميع المواقع التي يتواجد فيها الحجاج ، وعبر خدمات الهاتف المجاني 8002451000 وخدمة مناسك للتوعية الآلية 8002488888 وهي متوفرة بعدة لغات وعلى مدار الساعة.
وأضاف: " برامجنا الدعوية والإرشادية والخدمات المساندة يتم تنفيذها من خلال خطة كبيرة وبرامج متنوعة ، يشارك في تنفيذها مجموعة كبيرة من فرق العمل الموزعة في جميع المنافذ يشارك في تنفيذها الدعاة والمترجمين والموظفين والمهندسين والفنيين ، وتدعمهم وتساندهم مجموعة من المؤسسات المتخصصة ، سواء شاركوا في لجان شرعية أو علمية أوتقنية أو فنية أو إدارية أو إعلامية أو خدمية ، تشرف على اعمالهم اللجنة العليا لأعمال الوزارة في الحج ، وهي الجهة المسؤولة عن إعداد الخطة ودراستها ومتابعة مراحل الإعداد والتخطيط والتنفيذ لبرامج توعية الحجاج".
وأشار إلى أن الوزارة " تقدم خدمات توعية الحجاج طوال فترتي القدوم والمغادرة على مدار الساعة للحجاج بـ 32 لغة عالمية عبر الكتاب والشريط والنشرات والأفلام التي تقوم الوزارة بإهدائها للقنوات الفضائية وقد تم الاهداء في هذا العام لأكثر من 110 قناة فضائية ، وقدم الوزير ال الشيخ شكره لجميع المشاركين في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن من جميع القطاعات الحكومية العسكرية والمدنية والمؤسسات الاهلية للطوافة ومقدمي الخدمات على جهودهم الكبيرة لخدمة الحجاج والعناية بهم والسهر على سلامتهم وصحتهم وأمنهم ورعايتهم وتوعيتهم وارشاهم ، ونخص بالشكر أبناء الوطن المشاركين في خدمة الحجاج من المحتسبين والمؤسسات التطوعية التي تساند قطاعات الدولة ".
واختتم الوزير آل الشيخ تصريحه بقوله : " إن الجهود الكبيرة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لرعاية الحرمين الشريفين والعناية بالحجاج مشهودة ومعروفة ومقدرة ومشكورة وهي خدمة للدين وتأتي مكملة لحرص الدولة على خدمة الاسلام والمسلمين وجزء لا يتجزأ من المهمة العظيمة التي تقوم بها الدولة للحج والحجاج ، وما نشاهده من التوسعات العملاقة والخدمات المتميزة ل��حجاج وفي الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة هو ثمرة مباركة لخدمة الدين ترجوا الثواب من الرحمن والعفو من الخالق علام الغيوب ، فضيف الرحمن ضيف عزيز له قيمة ومكانة عالية عند الله تعالى ، وقد وفق الله الدولة لخدمته وتسهيل رحلته والسهر على أمنه وراحته ، وهي تقوم بذلك بفضل الله خير قيام وهو عمل جليل من علامات التسديد والتوفيق من الرحمن الرحيم الذي وفق ولاة الامر للقيام به".
ورفع الشيخ صالح ال الشيخ شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود على جهوده العظيمة وتوجيهاته الكريمة ومتابعته الدقيقة وحرصه المتواصل على تيسير رحلة الحج على الحجاج واشرافه المباشر أيده الله على تقديم الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن ، والشكر موصول لولي عهده الامين ، ولسمو ولي ولي العهد ، ونسأل الله تعالى ان يدهم بعونه وتوفيقه وتسديده سائلا المولى عز وجل ان يوفقهم للمزيد من الجهد والبذل والعطاء والعمل الصالح".