Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

تقرير.. مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2015 يحقق رسالته التاريخية عالمياً

تقرير.. مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2015 يحقق رسالته التاريخية عالمياً

 

أبوظبي "المسلة" …. اختتمت مساء أول أمس "السبت " فعاليات النسخة التاسعة من مهرجان سلطان بن زايد التراثي في مدينة سويحان بنجاح كبير وذلك تحت رعاية وحضور الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات.

 

واستمر المهرجان – الذي حقق في دورته الأخيرة نقلة نوعية مميزة وتطورا كبيرا – لاسبوعين وحظي بمشاركة كبيرة وحضور جماهير ضخم وزخم إعلامي غير مسبوق.


وكان لرعاية الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان راعي المهرجان الأثر الكبير في نجاح الفعاليات وتحقيق المهرجان لأهدافه في توثيق الموروث والحفاظ عليه وتأصيله في نفوس الأجيال ونقل الصورة المشرقة لهذا التراث الغني إلى كافة شعوب العالم .

 


وسيبقى تراث الآباء والأجداد محفوظا طالما ظلت الايادي البيضاء الداعمة له ممدودة وستبقى سويحان دوما ملتقى يجمع الماضي الجميل بالحاضر المزدهر لينسجا معا خيوط فجر المستقبل الواعد الذي ينتظر جيل الأبناء .

 
تلك حقيقة أثبتها وأكدها مهرجان سلطان بن زايد التراثي في دورته التاسعة حيث استدعت سويحان على مدى أربعة عشر يوما ماضي الآباء والاجداد وجمعت تحت ظلال خيامها الآلاف من محبي التراث من المواطنين والمقيمين والسائحين والزائرين من العرب والاجانب حتى أصبحت وبحق قبلة للتراث ومكانا لكل عاشقيه والهائمين به .


وإذا كان التراث أمانة والحفاظ عليه مسؤولية وتعريف النشء الجديد به رسالة فإن المهرجان جاء وكما قال سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان " ترجمة للرؤية الحكيمة والتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة في حفظ الموروث ونقله للأجيال بكل أمانة والعمل على تحقيق رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه بأن تحافظ دولة الإمارات على ارثها العريق في الوقت الذي تواصل فيه عملية التنمية والبناء لتصبح في مصاف الدول المتقدمة في المجالات كافة".


وسيبقى الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان خير من يحمل هذه الأمانة ويؤدي هذه الرسالة عبر دعم لا حدود له وعمل دؤوب ومتابعة يومية لكل تفاصيل المهرجان في دوراته المتتالية.


فلا شك أن جهوده التي لمسها كل من وطأت قدماه أرض سويحان مدينة التراث والأصالة كانت السبب الرئيسي لنجاح فعاليات المهرجان الذي تنوعت بين مزاينة الإبل وسباقات المحالب والسلوقي الى جانب السوق الشعبي وليالي سويحان وسباق الإبل التراثي التي جمعت الآلاف من محبي هذه الالوان التراثية والذين عاشوا نحو اسبوعين مع اجواء الماضي الجميل وعبقه الآخاذ.

 


فعلى مدى 14 يوما تحول المهرجان إلى حدث للذكرى والتاريخ وأصبح جسرا للتواصل الإنساني والثقافي بين ماضي الآباء والأجداد وتراثهم الثري وحاضر الأبناء ومواكبتهم لأدوات العصر وليس من قبيل المصادفة أن يحقق المهرجان هذه المكانة العالمية التي جاءته نتيجة تصميم وإرادة القائمين عليه بأن يكون جسرا يربط الإمارات وشعبها بدول وشعوب العالم جاذبا الإنتباه الإقليمي والعالمي للإبل رافعا مكانتها في الثقافة العربية .

 

 واستطاع المهرجان أن يفرض نفسه إقليميا ودوليا وإرتقى ليصبح ظاهرة تراثية ثقافية وسياحية واقتصادية تستحق الإشادة.

 

وحرص الشيخ سلطان بن زايد طوال أيام المهرجان على متابعة الحدث شخصيا والوقوف على جميع تفاصيله بعد أن وفر له كل مقومات النجاح ووجه بضرورة توفير كل الخدمات للجمهور والمشاركين في جميع فعالياته وتذليل كافة العقبات لضمان مشاركة تليق بمستوى المهرجان وتحقق رسالته ورؤيته التي تستهدف قيما وطنية عليا تغرس في نفوس الأبناء وتثري عقولهم بمعرفة صفحات مجيدة في تاريخ هذا الوطن وتراثه وتعرف الزائرين العرب والأجانب عبر لوحات تراثية رائعة بهذا التراث.


كما حرص على أن يعقد على هامش المهرجان العديد من اللقاءات مع الكثير من الزوار ومنهم ملاك الإبل والمشاركين في كافة الفعاليات والفنانيين والشعراء والكتاب والصحفيين إدراكا من سموه لأهمية دور جميع هذه الشرائح في نقل ماضي وتراث الأجداد كل من موقعه وعبر أدوات العصر الحالية لتأصيل قيم التراث المتعددة والحفاظ عليه وصونه وتوثيقه لدى أفراد المجتمع كافة.


وأكد خلال لقائه مع الفنانيين والإعلاميين الدور الكبير الذي يقومون به في توثيق وتأصيل قيم التراث المتعددة والحفاظ عليه وصونه ونقله للأجيال ..مشيرا الى أن دولة الإمارات زاخرة بتراث متعدد المزايا متوارث من الآباء والأجداد وأن الفن والإعلام يقع عليهما دور كبير لأداء رسالتهم في حفظ التراث الوطني بما يضمن استمراره.


وقال خلال استقباله عددا من الفنانين والإعلاميين على هامش فعاليات المهرجان " سنكون على العهد نعتز بتراث الآباء والأجداد ونقدم كل نفيس وغال من أجل المحافظة عليه وخاصة في مجال الإبل وأنشطتها المتعددة." حسبما ذكرت وكالة الانباء الاماراتية.


و أعرب الفنانون والإعلاميون عن عميق شكرهم له على إتاحة الفرصة لهم واللقاء به والاطلاع على فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي ..


مؤكدين استعدادهم للمشاركة والمساهمة في جهود حماية التراث وحفظه كل في مجال تخصصه وبما يليق بهذا الموروث وعراقته باعتباره ركنا هاما في تاريخ الشعوب.


وفي اطار لقاء الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام العربية وأصحاب مواقع التواصل الاجتماعي الذين حضروا لمتابعة وتغطية فعاليات المهرجان أكد أن رسالة مهرجان سلطان بن زايد التراثي تهدف إلى التعريف بتراث الآباء والأجداد لمختلف الفئات والأعمار بما يساهم في حفظه ورعايته وتوثيقة.. وقال إن الاعلام يشكل مرآة حقيقية تعكس شغف شعب الإمارات لتراثه وعشقه لحياة البداوة وعاداتها وتقاليدها الأصيلة.


وقد تبادل الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان مع ضيوفه الحديث حول المهرجان والتراث واهمية الاعلام الجديد مثل "انستجرام وتويتر والفيس بوك" وغيرها في نقل الفعاليات التراثية والثقافية والتواصل السريع مع الأحداث باستخدام تقنيات العصر الحديثة وبما يخدم التراث ويسهل التعرف عليه ونقلة من جيل لآخر لاسيما أن فئة الشباب هم الأكثرية المتابعة لهذه الوسائل.


كما حرص الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان في اطار فعاليات المهرجان أيضا على استقبال الوفود الطلابية التي جاءت للتعرف على المهرجان ورسالته حيث حث الطلاب على الاهتمام بدراستهم وتحصيلهم العلمي ومنح التراث اهتماما باعتباره ركيزة مهمة في بناء الشخصية الوطنية .


كما حثهم على عدم التأثر بالعادات والتقاليد الدخيلة والغريبة على مجتمعنا وضرورة التمسك بعادات وتقاليد الآباء والأجداد باعتبارها جزءا من هويتنا الوطنية التي تمثل خصوصية الثقافة الإماراتية الأصيلة.

 


وفي هذا الاطار وبناء على توجيهاته لم يعد مهرجان سلطان بن زايد التراثي مجرد مهرجان تراثي ثقافي فقط بل أصبح النواة الحقيقية للتجديد وأصبح أكاديمية وميدانا حقيقيا لتعلم الأجيال يلبي حاجة الشباب الراغبين في مواصلة مهمة حفظ الموروث بإتاحة الفرصة لهم لينهلوا من تجارب الخبراء ميدانيا وتأهيلهم حسب خطوات مدروسة.


وفي إطار المسابقة على مزاينة الإبل العربية الأصيلة – الفعالية الرئيسة في مهرجان سلطان بن زايد التراثي- تشهد في كل دورة تطورا وإضافة جديدة بهدف خدمة الملاك وإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد منهم للتنافس الشريف وتحقيق الفائدة حيث اشتملت مزاينة الدورة التاسعة على 36 شوطا من سن المفرودة إلى سن الحايل.


وتشهد أشواط المزاينة في كل دورة إقبالا كبيرا ومنافسة قوية من طرف الملاك بدولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي الذين يحرصون على التسجيل مبكرا للمشاركة في كافة الأشواط.


وبناء على توجيهات الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان فقد تم ولأول مرة في تاريخ المزاينات إضافة أشواط "التلاد" إلى أشواط المزاينة هذه الدورة حيث تأتي هذه المكرمة منه بهدف دعم الملاك وتشجيعهم على إنتاج أفضل سلالات الإبل المحلية الأصيلة والابتعاد عن التهجين وخلط الدماء والاعتماد على إنتاج "العزب" المحلية من المطايا الأصيلة وخلق نوع من التنافس الشريف بين الملاك لإنتاج أفضل الفحول والسلالات الأصيلة.


ولاقت هذه المبادرة الكريمة الترحيب من طرف الملاك من دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي والذين توجهوا له بالشكر والتقدير على مبادرته الكريمة وأكدوا أن مبادرته من شأنها الارتقاء بمزاينات الإبل وتشجيعهم على اقتناء وإنتاج أفضل السلالات والحفاظ عليها.


وجاءت مسابقة المحالب ضمن فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي من روح البداوة العربية الأصيلة التي تعطي الإبل مكانة مرموقة في حياتها اليومية والتي تستحضر ماضي الآباء والأجداد الجميل وكيف كانت علاقة البدوي بناقته وكيف كان يهتم بتربيتها وتغذيتها حتى يستفيد من لبنها ولحمها ووبرها.

 

وكان من الطبيعي أن تشكل مسابقة المحالب ركنا أساسيا في فعاليات المهرجان الذي اختتم في سويحان والذي شهد إقبالا كبيرا من جانب الإماراتيين والخليجيين والمقيمين العرب والسياح الأجانب حيث تعد الإمارات أول دولة عربية تقيم هذه المسابقة وتخصص لها الجوائز القيمة اذ يحصل الفائز بالمركز الأول من كل فئة "وعددها خمس فئات" على سيارة فاخرة.


وفي مبادرة كريمة من الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان تم إضافة شوط جديد إلى مسابقة المحالب نظرا للإقبال الكبير للمشاركة في المسابقة بشكل عام وعلى هذه الفئة بشكل خاص حيث تم إضافة شوط "المجاهيم العرابي" وتم تحديد جوائز قيمة لهذا الشوط.


ويعد حلب النوق جزءا من تراث الإبل واستهدفت المسابقة اختيار النوق الأكثر إدرارا للحليب وتشجيع ملاك الإبل على اقتنائها نظرا لقيمة حليب الإبل الغذائية والصحية والتي تشكل ركنا هاما على مائدة أهل الإمارات.


ويحظى السوق الشعبي الذي يقام سنويا ضمن فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي باهتمام خاص كونه يجسد واقعا قديما من خلال استخدام سعف النخيل في البناء أو المنتوجات والمعروضات أو من خلال تقديم وجبات شعبية وصناعات تقليدية اشتهرت في الماضي إلى جانب العديد من المحال التي تشبه ما كانت عليه المحال في السابق.


وحرصت اللجنة المنظمة للمهرجان على تنظيم السوق الشعبي بشكل متكامل لنقل صورة حية لأصالة الماضي وعبق التاريخ فالحرف والصناعات الشعبية لها أهمية كبيرة في الحفاظ على تراث الوطن الثقافي من الضياع والاندثار.


 وتبرز الحرف عنصر جذب وتعتبر مصدرا من مصادر الترويج السياحي للدولة كمنتجات وكرموز جمالية وفنية تبرز عادات وتقاليد مواطني الإمارات ومنطقة الخليج العربي بصورة عامة وانطلاقا من ذلك كله عملت اللجنة على بعث هذه الحرف والصناعات وإنتاج كميات كبيرة منها لتسويقها محليا وخارجيا وذلك في إطار مشروعها الرائد والرامي لتوثيق وتطوير تلك الحرف والصناعات الشعبية ورفع درجة الوعي بأهمية الأعمال اليدوية والحرف وتشجيع الأبناء على تعلمها وممارستها وتنمية مهاراتهم وتطوير منتجاتهم.


وضم السوق الشعبي في هذه الدورة " 160" محلا تحت سقف واحد وتم بناء مسرح ضخم داخل خيمة السوق إضافة إلى تخصيص أنشطة ومسابقات خاصة بالسوق الشعبي والتي لاقت اقبالا جماهيرا كبيرا من طرف المواطنين والمقيمين والسائحين.


وجاءت مشاركة السلوقي العربي في المهرجان للمرة الثالثة على التوالي بتوجيهات من الشيخ سلطان بن زايد حيث حظيت بمتابعة واعجاب الآلاف من المواطنين والزائرين الخليجيين والعرب والاجانب للمهرجان.


و وجه بتقديم كل انواع الدعم لملاك السلوقي العربي وتسهيل عملية مشاركتهم في المزاينة والسباق حيث حرص على مشاهدة الفعالتين وتكريم الفائزين.


و انطلق السلوقي المشارك في الشوطين الختاميين خلف ظبي محنط حيث تمنع القوانين في دولة الإمارات ممارسة الصيد حيث تألف السباق من شوطين شوط للذكور وآخر للإناث.


وكان الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان قد كرم الفائزين في سباق ومزاينة السلوقي العربي لفئتي الأسحك والاهدب حيث حصل الفائزون بالمراكز الأولى على جوائز نقدية وميداليات وكؤوس.


وعبر المئات من السياح الأجانب والزوار من المقيمين والمواطنين الذين توافدوا إلى السوق الشعبي والقرية التراثية ضمن فعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي 2015 عن إعجابهم بفعاليات المهرجان وأبدى كثير منهم إعجابه بالخصائص التي تملكها الإبل وطرق معرفة مواطن الجمال فيها من قبل أهلها .


وعبروا عن دهشتهم بقدرة لجان التحكيم ومعرفتها الواسعة بسلالات الإبل وأشكالها وتاريخها.. فيما حرص بعض الزوار على مشاهدة سباق السلوقي العربي في حين عبر البعض عن إعجابه بالصحراء وأجوائها النادرة وحياة البداوة وتراثها.


وأشاد عدد منهم بطريقة تنظيم المهرجان النموذجية والأسلوب الذي يعرض بها التراث الإماراتي وكيف تمكن سكان الصحراء من خلق معجزة حقيقية تجلت في تحويل البيئة القاسية إلى متحضرة مفعمة بتلاوين الحياة رغم أن عونها الوحيد هو الجمل والنخلة.


وحرص السائحون والزوار على التقاط صور مع الإبل وفي مضامير سباق السلوقي والسوق الشعبي وحضور إعلان الفائزين وما يرافق ذلك من مظاهر الفرح والتى تكتمل بتكريم سمو الشيخ سلطان بن زائد آل نهيان للفائزين بالمراكز العشرة الأولى من كل شوط كلفتة ثمينة حظيت بتقدير معظم الحاضرين.


وحقق المهرجان الذي اختتم فعالياته أمس بتكريم الفائزين بسباق الإبل التراثي والداعمين والرعاة واللجنة العليا المنظمة في هذه الدورة – نجاحا غير مسبوق لمثل هذه المهرجانات التراثية على مستوى المشاركة والحضور والتغطية الإعلامية بعد أن تحول إلى مهرجان شامل وملتقى سنوي وجسر للتواصل والمعرفة .


ويمكن القول إن مهرجان سلطان بن زايد التراثي نجح في تحقيق رسالته محليا وعربيا ودوليا بفضل جهود ودعم الشيخ سلطان بن زايد الراعي الأول للتراث والأمين على توثيقه ونقله للأجيال وسوف يتجدد اللقاء في الدورة القادمة التي بلا شكل ستحمل في طياتها كل ما هو جديد وجميل ومفيد لتراث عريق يحمل عبق الماضي الأصيل الذي يستمد منه الجيل الحالي ملامح الفجر الجميل ولتبقى سويحان على العهد دائما حاضنة لتراث الاباء والاجداد .

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله