دور الفن الغائب في الترويج السياحي في الوطن العربي
بقلم : د.مامون حسين علان
كلية الاثار والسياحة – الجامعة الاردنية
ساهمت صناعة الدراما والافلام في ترويج المقومات السياحية وزيادة اعداد السياح في العديد من دول العالم. وقد اصبحت توصف هوليود مجازا بانها اكبر وكالة سياحة وسفر على مستوى العالم لدورها الفعال في التاثير على قرارات الزوار بالتوجه الى جهة سياحية ما. وقد اشارت دراسة الى ان 40 مليون زائر اختاروا وجهات سفرهم في عام 2012 بناء على لقطات شاهدوها في افلام، و10% من الزوار ذكروا اسم فيلم او اكثر كدافع اساسي للقيام بالرحلة. كما ساهم تصوير فيلم "سيد الخواتم" في نيوزيلندا الى تضاعف الدخل السياحي الى 6 بليون دولار في عام 2004. وكان تصوير فيلم "مهمة مستحيلة 2" في سيدني السبب المباشر في ارتفاع اعداد الزوار في نفس المدينة بنسبة 200% في عام 2000. كما تشير الاحصائيات السياحية في تركيا الى ارتفاع اعداد السياح في المناطق التي ظهرت في مختلف برامج الدراما التركية الى ما يزيدعن 15% ، كما ساهم جلب مجسم حصان طراودة الذي استخدم في فيلم طراودة الى مدينة كاناككالى التركية في زيادة اعداد السياح الى المدينة بما يزيد عن 73%. كما زار اكثر من 170 الف سائح عربي المناطق التركية الواقعة على البحر الاسود في عام 2013، والتي ظهرت بشكل مكثف في مختلف المسلسلات التركية التي عرضت للمشاهدين العرب في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وقد قمت بسؤال عدد من السياح العرب في السنوات الاخيرة في عدد من الابحاث المنشورة عن وجهتهم السياحية القادمة فاجاب معظمهم بانها تركيا.
على النقيض من ذلك، لم تساهم الدراما العربية في نقل صور ايجابية وجاذبة عن مختلف مواقع الجذب السياحي في ربوع الوطن العربي. بل ان بعض منتجات الدراما العربية نقلت صورآ سلبية بعيدة بشكل واضح عن التطور الهائل الذي حصل في مختلف تلك الدول. فعلى سبيل المثال لا الحصر اخفقت الدراما الخليجية في ترويج التطور الكبير في عناصر الجذب السياحي في مختلف دول الخليج العربي. وبقيت الدراما الاردنية مرهونة بصور بصرية وانتاجات فنية لا تعكس جمالية المكان وتنوع العرض السياحي في الاردن. وبالرغم من ان مصر هي رائدة الفن العربي، الا انها لم تستفد من ضخامة انتاجها الفني فيما يتعلق بالترويج السياحي، بل ان ابرز المواقع السياحية المصرية كالاهرامات ظهرت في الافلام والمسلسلات الغربية بشكل متكرراكثر مما انتج محليا. وما زالت الدراما القادمة من مختلف الدول العربية في شمال افريقيا ابعد ما تكون عن ترويج جوانب العرض السياحي في تلك الدول ولا تعكس جماليات الطبيعة في تلك المناطق باي شكل من الاشكال.
في ظل الظروف السياسية والعسكرية الحالية في المنطقة التي تتسم بازدياد قتامة الصور النمطية السلبية عن المنطقة العربية بشكل عام، لا بد من ان تقوم صناعة الدراما العربية بدورها في ترويج المقومات السياحية العربية لمشاهدها المحلي والاقليمي والدولي.وتصحيح الصور المغلوطة عن المجتمعات العربية ونقل الامكانات السياحية العملاقة عبر الشاشات لمختلف المشاهدين. فالفن يمكن ان يخدم القطاعات السياحية المختلفة من خلال ادماج صور جاذبة من الموروث الثقافي والتاريخي والطبيعي في محتوى الرسالات المختلفة التي يقدمها الفن.