Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

جانبى طويل

وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية :نمتلك مقومات البلد السياحي بامتياز

وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية :نمتلك مقومات البلد السياحي بامتياز

 

تتنوع السياحة في فلسطين بأشكالها المختلفة نظراً لأهميتها الدينية وطبيعتها الجغرافية ومخزونها من الأماكن التراثية، ورغم سيطرة الاحتلال على العديد من المناطق السياحة والأثرية الواقعة في حدود الرابع من يونيو إلا أن المشهد نابض بالحياة، ووزارة السياحة تقود معركة حماية الآثار والمعالم التاريخية من سياسة التهويد وسيطرة الكيان.

 

التقت «البيان» وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة، التي أكدت أن فلسطين تعد من المناطق السياحية المهمة في بلاد المشرق العربي لكثرة الأماكن الجاذبة والتنوع مع وفرة الآثار القديمة والمزارات والمصايف والمشاتي والمواقع التي يقدسها أبناء الديانات السماوية الثلاث. وتعتبر أحد أهم مكونات الاقتصاد الوطني، ونافذة يطل منها العالم على بلادنا..


وقد حققت إنجازات كبيرة في الأعوام السابقة. وأوضحت الوزيرة أن الظروف السياسية التي تمر بها الدولة والناجمة عن الاحتلال وإجراءاته القمعية، شكلت عائقاً أمام تطور صناعة السياحة المحلية.


وقالت حول الوضع السياحي للعام المنصرم: لقد واصلت صناعة السياحة في النصف الاول للعام الماضي عملية النمو والازدهار من حيث استمرار التصاعد في أعداد السياح والزوار الوافدين. ما دفعنا لتأهيل وتطوير المعالم السياحية والأثرية للحفاظ عليها كمظهر جيد لحضارتنا الثقافية والإسلامية . وفيما يلي نص الحوار:


هل تمتلك دولتكم مقومات تجعلها بلداً سياحياً بامتياز وما أهمها؟ وهل هناك تنوع فيها؟


نعم تعد بلادنا من المناطق السياحية المهمة في المشرق العربي لكثرة الأماكن الجاذبة وتنوعها ووفرة الآثار القديمة والمزارات والمصايف والمشاتي والمنتجعات الطبيعية فيها، بجانب المواقع التي يقدسها أبناء الديانات السماوية الثلاث.


وتتميز بموقعها الجغرافي باعتبارها نقطة وصل بين قارتي أفريقيا وآسيا، وكانت مهداً لحضارات تاريخية عديدة، ما أكسبها نموذجاً حضارياً وثقافياً نتيجة اختلاط الشعوب ببعضها، وخلّف ذلك وراءه كنوزاً ثمينة من الآثارات. ورغم أن فلسطين لا تسيطر على حقها من المناطق السياحية العديدة، إلا أن هناك حركة سياحية نشطة.


ما حجم الدخل السنوي الذي تدره على خزينة الدولة، وما هي أكثر المحافظات نشاطاً وبماذا تتميز كل محافظة عن الأخرى؟


تعتبر السياحة نفطنا وللقطاع مساهمة مقدرة في الاقتصاد الوطني، إلا أنه ليس هناك رقم دقيق حول مساهمتها الفعلية في الدخل القومي مع أن التقديرات تشير إلى 9% إلى 15%، مساهمة فعالة في الدخل القومي.


وتعمل وزارة السياحة والاثارعلى زيادة الرقم من خلال دعم الاستثمار والشراكة مع القطاع الخاص وتوفير بيئة سياحية ملائمة، إضافة الى القيام بالعديد من عمليات الترميم والتأهيل والتطوير للأماكن السياحية والاثرية المختلفة.


ما هي أكثرالمواسم نشاطا للأفواج السياحية وإلى أي درجة تعد مهمة؟


ليست هناك مواسم محددة فالزيارات الدينية إلى الأراضي المقدسة معروفة منذ زمن بعيد، ويندرج قسم كبير منها في إطار السياحة الثقافية؛ ذلك وتعد البرامج للحجاج، وتشمل إضافة لزيارة الأماكن المقدسة، جولات متنوعة للمعالم الأثرية والتاريخية، وأحياناً مشاركة أبناء المجتمع المحلي باحتفالات ثقافية خلال المواسم والأعياد..


وهو نوع مهم جداً من المشاركة، ليس لدوره في التنمية الاقتصادية، بل لأنه يوفر فرصة للشعب الفلسطيني من أجل تقديم صورة صحيحة عن تاريخه وحضارته ومجتمعه وتراثه. ولا يقوم السائح في تلك البرامج بالصلاة والتعبد فقط، وإنما بزيارة المواقع الدينية والمناطق الأثرية والتاريخية، ويشارك في المهرجانات المختلفة. وتحولت المزارات الدينية إلى فرصة للتعرف على المعالم الثقافية.


وأصبحت المكاتب السياحية التي تنظم رحلات الحجاج إلى الأراضي المقدسة، تدخل في برامجها نشاطات ثقافية متنوعة، خاصة وأن هناك أفواجاً من الحجاج المسيحيين والمسلمين، ما يقتضي توفير البرامج التي تتناسب والتنوع الثقافي والديني والاجتماعي، مع خدمات تناسب مختلف الأعمار وطبيعة كل مجموعة.


نمو وازدهار


كيف تصفين عام 2014 سياحياً؟ هل هناك تطور عن الأعوام السابقة أم أن هناك تراجعاً، وهل هناك إحصائيات تدعم ذلك؟


شهدت صناعة السياحة في فلسطين خلال النصف الأول من العام الماضي نموا وازدهارا من حيث استمرارالتصاعد في اعداد السياح والزوار والوافدين وليالي المبيت وقد زارنا في تلك الفترة 1472616 زائرا مقارنة مع 1234594 زائراً بالفترة نفسها من 2013 أي بزيادة قدرها 19% . ووصل عدد ليالي المبيت 617 ألف ليلة مبيت مقارنة مع 450 ألف ليلة مبيت اي بزيادة بنسبة 37 ٪ عن2013.


ومع اندلاع العدوان في يوليو الماضي، تراجعت الحركة السياحية بشكل كبير وتم إلغاء عدد من الحجوزات الى أن بدأت الآن تسترد عافيتها رويدا رويدا بعد انتهاء الاعمال العسكرية…


وعن مجمل الإحصائيات لعام 2014 كاملا، نستطيع القول إن عدد الزوار بلغ 2.56 مليون سائح مقارنة مع 2.65 مليون سائح في نفس الفترة اي بتراجع نسبته 3.6% وليالي المبيت 1068747 ليلة مبيت مقارنة مع 977951 ليلة اي بزيادة 9.2%.


والزيادة الكبيرة في اعداد ليالي المبيت انعكست بشكل ايجابي على الواقع الاقتصادي، ولكن حرب غزة الاخيرة التي أتت على الحجر والبشر والشجر أدت إلى انتكاسة في قطاع السياحة، وتعمل الوزارة على إرجاع الوضع السياحي لسابق عهده من خلال تنفيذ البرامج والفعاليات والمشاركة في المحافل والمعارض السياحية بهدف الترويج للسياحة الفلسطينية..


كذلك المشاركة بوفود مشتركة مع القطاع السياحي الفلسطيني الخاص للتشبيك بينه وبين وكالات السياحة العالمية لتسويق برامج سياحية فلسطينية بحتة والترويج لفلسطين كمقصد سياحي مستقل وآمن.


*هناك العديد من البيوت القديمة المنتشرة في كل القرى تحتاج ترميماً فهل هناك توجه لعمليات ترميم شاملة؟


– حددت الوزارة خلال العام الماضي 18 موقعاً أثرياً بهدف توفير الاحتياجات اللازمة للحفاظ على التراث والنسيج المعماري، في إطار اهتمامنا بحماية المواقع الأثرية وتطوير البنية التحتية للسياحة، وجعلها واحدة من أهم مراكز الجذب الدولية والمحلية، مع العمل الدؤوب على التوعية بأهمية التراث ووضع خطة للحفاظ عليه.


المعالم والهوية


كيف تسهم الآثار في رسم الهوية الوطنية لترسيخ الحق بالأرض الذي يحاول الاحتلال طمسه بالاستيطان؟


رغم محدودية الإمكانيات تنشط الوزارة للدفاع عن مقومات السياحة وبشكل خاص المعالم الأثرية والدينية كونها الأكثر عرضةً للاستهداف الإسرائيلي، والتحرك الشعبي على الأرض يتصدى لمحاولات الاحتلال الهادفة لتغيير المعالم وتحريف التاريخها وتزييف الحاضر.


ويتواصل الجهد الرسمي في مختلف المحافل السياسية خاصة الدولية، لتكريس الحق الوطني في الأرض وما تحمله من بصمات وآثار تدل على أصحابها الحقيقيين ولتأكيد عروبة فلسطين، ومن بين تلك الجهود كان الانضمام لعضوية منظمة اليونسكو التي تشكل منبراً دولياً لتأكيد المطالبة بحماية تراثنا وآثارنا الوطنية من الاعتداءات الإسرائيلية.
وتعمل الدوائر المختصة في الوزارة على تأهيل وتطوير المعالم السياحية والأثرية للحفاظ عليها كمظهر من مظاهر حضارتنا، وتطوير مرافق البنية التحتية التي تتيح زيارة المعالم بشكل ميسر. وتعمل الدوائر على تسويق معالمنا إلى السياح من مختلف أنحاء العالم عبرالنشرات والمعارض.


كيف تزاحمكم السياحة الإسرائيلية وما حجم خسائركم الناتجة عن ذلك؟


تعتبر السياحة أحد أهم مكونات اقتصادنا الوطني، وهي النافذة التي يطل منها العالم على بلادنا، وقد حققت إنجازات كبيرة في الأعوام السابقة تمثلت بارتفاع مساهمتها في الناتج المحلي وتوفيرها لفرص العمل وغيرها، ورغم العراقيل والمعيقات التي سببها الاساسي استمرار الاحتلال، وتواصل اعمال الاستيطان وبناء الجدار ، وعدم وجود مطار أو السيطرة على المعابر وعدم التزام إسرائيل بالتفاهمات الثنائية السابقة.


وقد شكلت الظروف السياسية التي مرت بها الأراضي المحتلة بصورة عامة والناجمة عن الاحتلال وإجراءاته القمعية عائقاً أمام تطور صناعة السياحة محلياً.


ويعتبر استهداف العدو لمواقعنا والسيطرة عليها، انتهاكاً صارخاً ومخالفة صريحة لجميع القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية الخاصة بحماية مواقع التراث الثقافي والحفاظ عليها، وفق اتفاقية جنيف الرابعة في عام 1949 التي دعت الى حماية الاشخاص والممتلكات الخاصة أثناء النزاع المسلح والممتلكات الثقافية الخاصة بالشعوب، وايضا اتفاقية لاهاي لعام 1954، واتفاقية التراث العالمي ذات الصلة لعام 1972 التي تدعو جميع الاطراف للحفاظ على التراث الثقافي كتراث انساني .


حيث يمنع القانون الدولي سلطات الاحتلال القيام باي اعمال في مواقع التراث التي تحتلها. وهنالك مواقع كثيرة جدا توجد في المناطق «ج» وهي غير خاضعة لمسؤوليتنا وبها مناطق ومواقع أثرية مهمة كجبل الفرديس في بيت لحم والمدرج في سبسطية ودير سمعان في الشمال وغيرها الكثير.


انتهاك الاتفاقيات

أكدت الوزيرة رولا معايعة أنه في ظل غياب اتفاق سلام نهائي، فإن الأراضي في غزة وغيرها لاتزال تحت الاحتلال، وإسرائيل كقوة احتلال ملزمة ببنود حماية التراث الثقافي والطبيعي وفق القانون الدولي الانساني، وخاصة اتفاقية لاهاي لسنة 1907، واتفاقية جنيف الرابعة، واتفاقية حماية الممتلكات الثقافية أثناء النزاع المسلح، وتوصيات اليونسكو حول مبادئ التنقيب المنطبقة على الأراضي المحتلة في نيودلهي.


واتفاقية مكافحة التصدير غير المشروع للممتلكات الثقافية، واتفاقية حماية التراث الثقافي والطبيعي العالمي وكامل التوصيات والقرارات الصادرة حول حماية التراث الثقافي في فلسطين، إلا أن جميع الاتفاقيات منتهكة.

نقلا عن البيان

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله