صالح : السياحة في العراق تعاني الإهمال.. ومجلس الوزراء شكّلَ لجنة لمتابعة القطاع
بغداد ….. قال المستشار الاقتصادي لرئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس الأربعاء، إن مجلس الوزراء شكّل لجنة لمتابعة القطاعات الاقتصادية ومن ضمنها السياحة من اجل رفد إيرادات الموازنة بأموال إضافية، وفي حين أكد أن القطاع يعاني الإهمال، دعا خبراء اقتصاد إلى تطوير السياحة الدينية والاستفادة من المزارات المنتشرة في عموم المحافظات.
وقال مستشار رئيس الحكومة حيدر العبادي للشؤون الاقتصادية مظهر محمد صالح لـ "المدى"، إن "مجلس الوزراء شكل لجنة لمتابعة الروافد الاقتصادية الأخرى للعراق غير النفط ومن ضمنها السياحة التي تعاني منذ فترة طويلة الإهمال والدمار، وهو امر تحاول الحكومة السابقة تصحيحه من خلال تشكيلة هذه اللجنة".
وأضاف صالح بالقول، ان "اللجنة ستقوم بالتنسيق مع الجهات المتخصصة بالشأن السياحي للارتقاء بهذا المجال وجعله احد مصادر الواردات للعراق، لاسيما مع حجم الآثار والأماكن الجميلة التي يمتلكها العراق ،وبالتالي من الممكن ان تكون محط أنظار الكثيرين، خاصة إذا ما تحقق الاستقرار الأمني".
ولفت المستشار الاقتصادي إلى ان "الجميع سئم من قضية تشكيل اللجان، لكن الجميع يتمنى ان تكون هذه اللجنة واثقة بعملها وتقدم ما يصب في خدمة السياحة العراقية"، مشيراً إلى ان "الخطة الاقتصادية للحكومة الحالية تهدف إلى تنويع الاقتصاد العراقي وعدم اقتصاره على النفط فقط".
وأكد ان "الحكومة تهدف إلى تطبيق برنامجها الاقتصادي الذي وضعته، وفي حال طبق بالكامل، فإن الاقتصاد العراقي سيشهد نقلة جديدة خلال الفترة القادمة، خاصة اذا تم تنويع مصادر الإيرادات العراقية".
من جانبه أكد الخبير في الشأن الاقتصادي ماجد الصوري في حديث لـ"المدى" ان "السياحة يمكن ان تشكل مورداً مهماً للاقتصاد العراقي في حال تم استغلالها بالشكل المطلوب، وعند تطبيق الأسس الصحيحة للسياحة كما هو موجود في البلدان الأخرى"، مشيراً إلى ان "العراق بإمكانه التنوع بالأنشطة السياحية، ما يجعله متميزاً عن باقي الدول، لكن هذا الأمر لم يستغل بطرق صحيحة من الجهات المتخصصة". وأضاف الصوري "السياحة الدينية في العراق لم تستغل بصورة صحيحة، وهذا القطاع يمكن ان يعطي أموالاً جيدة للخزينة العراقية، وبالإمكان تطوير السياحة في الوقت الحالي"، مشيراً إلى أن "الاقتصاد العراقي بحاجة إلى دعم جميع القطاعات التي توفر الواردات للموازنة الاتحادية". وتابع "من غير الممكن الحديث حول الواردات التي توفرها السياحة دون مشاهدة ما ستفعله الجهات المعنية في الأيام المقبلة لتطوير هذا القطاع"، مؤكداً ان "العراق بحاجة لتطوير الأماكن السياحية الممتدة عبر أغلب المحافظات".
وأبدت منـظمة السيـاحة العـالمية ( شباط 2015) استعدادها لدعم جهود العـراق في إعداد ستراتيجية وطـنية لتـطوير القطاع السياحي، فيـما تنـاقش وزارة السياحة خلال اجتمـاعات طريق (الحرير) التي ستـعقد في بـرلين خـلال الأيام المقبلة جعل طـريق (الطف) ضـمن الطـرق العـبادية العالميـة.
وقال مدير دائرة المجاميع السياحية في الوزارة محمود عبد الجبار الزبيدي بتصريحات صحفية ان "وفدا من الوزارة يرأسه وزير السياحة والآثار عادل الشرشاب شارك في مؤتمر سوق السفر السياحي (فيتور) بمدريد والتقى على هامش المؤتمر بمدير منظمة السياحة العالمية والمدراء التنفيذيين فيها وتم التطرق إلى مساعدة العراق في إعداد ستراتيجية وطنية لتطوير السياحة في العراق، حيث أبدت المنظمة استعدادها لدعم جهود العراق وتلبية احتياجاته في هذا الجانب لاسيما الخبراء .
وأوضح الزبيدي ان "الاجتماعات تطرقت أيضا إلى مناقشة طريق (الحرير) التجاري الذي يمتد من الصين إلى أوروبا ويعد العراق جزءا مهما منه مع 31 دولة أخرى، حيث أكدت منظمة السياحة الـعالمية أن العراق يعد أبرز الدول نشاطا في هذا الطريـق، كاشفا عن ان "الجانب العراقي اقترح مناقشة إدراج طريق (الطف) في اجتماعات طريق (الحرير) التي ستعقد في برلين قريبا".
وقال وزير السياحة عادل شرشاب ( 21 كانون الأول 2014) إن "الاستثمار امر مهم من اجل النهوض بالواقع السياحي في البلاد، فلابد من استخدام الاستثمار في تطوير السياحة، ولا يوجد بلد في العالم يبني نفسه من خلال موازناته، بل كان الجانب الاستثماري هو المساهم الأكبر في هذه العملية".