سياحة عمان تناقش استراتيجية القطاع بالسلطنة
مسقط "المسلة" …. مواصلة لسلسلة اللقاءات وحلقات العمل التي تعقدها وزارة السياحة بشكل منتظم، قامت الوزارة خلال اليومين الماضيين بالتعاون مع الشركة الاستشارية بتنظيم سلسلة من حلقات العمل والندوات التي تهدف إلى بحث الاستراتيجية العمانية للسياحة (2015 – 2040م)، حيث شارك فيها ممثلو عدد من الجهات المعنية والوزارات والخبراء في تنمية السياحة من قطاعات البيئة، والمواصلات، والاستثمار، والقطاع الخاص، والتراث والتعليم، من أجل تحديد المحاور والقضايا الرئيسية والفرص المتاحة لتطوير السياحة، وزيادة مساهمتها في التنمية الاقتصادية للسلطنة، وجذب الاستثمارات، وتوفير فرص العمل.
وتأتي الاستراتيجية العمانية للسياحة (2015 – 2040م) التي تعكف وزارة السياحة حالياً على إعدادها، انسجاماً وتجاوباً مع نهج التخطيط الاستراتيجي الذي تتبناه السلطنة، والمعبر عنه في إعلان المجلس الأعلى للتخطيط عن بدء الإعداد للرؤية المستقبلية الشاملة (عمان 2040). وتحرص الوزارة على أن تشكل الاستراتيجية السياحية أحد الروافد المهمة لتلك الرؤية الشاملة، وأن تكون على توافق كامل معها.
ومن أهم الأهداف الرئيسية التي تسعى الاستراتيجية العمانية للسياحة إلى تحقيقها، هو زيادة إسهام القطاع السياحي في إجمالي الناتج المحلي، كأحد المصادر الرئيسية للدخل، حيث أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بعملية التنمية المستدامة التي تشهدها جميع القطاعات الأخرى ذات الصلة، وبالدور الريادي الذي يمكن أن تلعبه مشروعات الاستثمار السياحي في النهوض بالمجتمعات المحلية في مختلف ولايات ومحافظات السلطنة؛ بالإضافة إلى الآفاق التنموية المستقبلية التي تمنحها صناعة السياحة العالمية بما تمتلكه من قدرة كبيرة على توليد الفرص الوظيفية.
كما تقوم الرؤية السياحية التي تسترشد بها وزارة السياحة على أهمية استثمار الميزات التنافسية التي تملكها السلطنة في مجال السياحة، والمتمثلة في التراث التاريخي والثقافي، إلى جانب الإمكانيات الطبيعية، وذلك استنادًا على مبادئ التنمية المستدامة، والتوافق مع الثقافة العمانية.
ولقد سبق أن وضعت الوزارة الأهداف الرئيسية، والمحاور المحددة، وبلورت التحديات التي تواجه قطاع السياحة العماني؛ راعت فيها توجيه الاهتمام نحو الهدفين الاستراتيجيين، المتمثلين في: توفير الفرص الوظيفية للقوى العاملة الوطنية؛ وزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.
وقد ارتأت وزارة السياحة أن فعالية إنجاز مشروع الاستراتيجية تكمن في الحوار والتشاور الإيجابي المكثف والمتواصل مع جميع الأطراف والشركاء من ذوي التخصص والمعرفة والخبرة.
وقد أولت حلقات العمل أهمية خاصة لموضوعات تنوع المقاصد السياحية؛ ودروس التجارب السياحية؛ والموروث التراثي والبيئة العمانية؛ وأهمية تعزيز تنافسية السياحة العمانية، واستثمارها في توفير خدمات سياحية مميزة، استناداً على الميزات النسبية التي تتمتع بها السلطنة؛ وأصالة الضيافة العمانية وتطوير المجتمعات المحلية بحسب عمان.
حيث تم عقد ندوات وحلقات عمل غطت جميع محافظات السلطنة؛ وذلك بهدف توسيع المشاركة الفعالة لتشمل الجهات المعنية في المحافظات والمجتمعات المحلية؛ وإتاحة الفرصة للقطاعات السياحية الأهلية للإسهام والمشاركة البناءة في وضع الاستراتيجية؛ والتعرف بعمق على القضايا والتحديات الرئيسية، وتحديد الفرص المتاحة لتنمية السياحة المحلية والدولية؛ وبلورة الرؤية المستقبلية لها.
ولقد كانت هناك مشاركة فعالة من ذوي التخصص والمعرفة والخبرة في مجموعات العمل المشتركة؛ والتي ضمت المتخصصين من مختلف القطاعات والأجهزة ذات الصلة بالسياحة، وأعضاء القطاع الخاص من الذين لهم خبرات ودراية في مجالات التسويق السياحي، والموارد الطبيعية والثقافية في عمان، والتصميمات والعلامات ذات القيمة العالية، والمتخصصين في مجالات الاتصالات والتواصل، والتسويق الإلكتروني، والشراكات الاستراتيجية. وكان الهدف من وراء المشاركة المكثفة هو المساعدة على تعزيز ارتباط الاستراتيجية السياحية في جوانبها المختلفة بالثقافة والهوية العمانية، وهو أحد الأهداف المهمة التي تنشدها الوزارة، والتي تم التركيز عليها كموجهات تسترشد بها كل المجموعات.
وكانت هناك مجموعة عمل مختصة بالتنافسية، تبحث في تنافسية عمان من حيث موقعها المحلي والإقليمي والعالمي، ومدى تأثير ذلك على الرؤية المستقبلية للسياحة؛ وتعنى أيضاً بتطوير التوجهات الاستراتيجية والمبادرات التي من شأنها تعزيز تنافسية عمان. كما توجه المجموعة اهتماماً خاصاً نحو تطوير المجتمعات المحلية. وهناك مجموعة مختصة بالتسويق؛ تعنى بالموضوعات الرئيسية ذات الصلة بالتسويق، وذلك بهدف جعل عمان مقصداً سياحياً ذا مستوى عالمي. كذلك تعمل المجموعة على تسويق فعاليات عمان السياحية الرئيسية، ومهرجاناتها، ومناطقها، كمقاصد سياحية. وتعمل المجموعة كذلك على ربط الاستراتيجية التسويقية المقترحة بالثقافة والهوية العمانية.
من بين الموضوعات المهمة التي تضمنتها ورقة العمل التي سوف يتم بحثها أثناء الجولة الحالية من حلقات العمل: إيجاد الفرص الوظيفية في المجتمعات المحلية وزيادة تنافسية السياحة العمانية وتحديد الفرص المتاحة للتطوير والاستثمار ووسائل جذب الاستثمارات المحلية والعالمية لتحقيق النمو المستهدف والخطط والنظم المطلوبة للتطوير السياحي وتحقيق ميزة تنافسية مستدامة للسياحة في عمان ومشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في صناعة السياحة والأنشطة المرتبطة بها وتحديد الاحتياجات التعليمية لقطاع السياحة وتدريب العمانيين والمشغلين المحترفين الأجانب لضمان أداء تشغيلي رفيع وتحقيق قيمة من السياحة، مع المحافظة على التقاليد والتراث وتكوين الصورة الانطباعية الجاذبة للسياحة، ووسائل نقلها للأسواق المستهدفة وتبني استراتيجية تسويقية تحدد شرائح الأسواق وقطاعات الأعمال التي يتم التركيز عليها وإدارة النظام السياحي الكامل بكفاءة.
وتأمل وزارة السياحة أن تثمر هذه اللقاءات عن فهم مشترك، يحقق دفعة مهمة على طريق الإعداد الناجح للاستراتيجية العمانية للسياحة، تحقيقاً لهدف زيادة إسهام السياحة للاقتصاد وللمجتمع العماني.