نشاط كبير للسياحة الشتوية بالحمراء
الحمراء " المسلة " … تشهد ولاية الحمراء نشاطا سياحيا كبيرا على مدار العام بصفة عامة والسياحة الشتوية بصفة خاصة، حيث يتوافد إليها السياح من الدول الأوروبية نظرا للجو الشتوي المعتدل الذي تشهده معظم محافظات السلطنة ، كما تتنوع السياحة طوال العام بين السياحة الأوروبية والعربية والخليجية والسياحة الداخلية، حسب فصول السنة والتغير في درجات الحرارة وتزيد الحركة السياحية الأوروبية ، حيث إن أغلب الوفود السياحية الأوروبية تقصد هذه الولاية في فصل الشتاء نظرا لتشابه الأجواء مع أجواء تلك الدول خصوصا في جبل شمس، والذي تنخفض فيه درجة الحرارة الى ما دون الصفر وتظهر الثلوج في أيام الشتاء الباردة وفترة نزول الأمطار، كذلك هو الحال في الجبل الشرقي (جبل هاط) الذي يتمتع بالمناظر الجميلة المطلة على المناطق الجبلية التابعة لولاية الرستاق، إلى جانب تنوع التضاريس الطبيعية التي تتميز بها هذه الولاية ، ومن بين عوامل الجذب السياحي التي تتميز بها مناطق وقرى الولاية خاصة الجبلية منها، العادات والتقاليد العريقة وما يقوم به سكان تلك القرى من ممارسة أسلوب وطبيعة الحياة التي يعيشها الإنسان العماني ، منذ القدم كالزراعة والرعي والصناعات الحرفية التقليدية ، والتي تلقى إعجاب الزوار عند مشاهدتها حيث تمثل الموروث الشعبي وصور الحياة التقليدية ، التي جعلت من أولئك الزوار يعمدون إلى تدوينها في مذكراتهم لتكون جزءا من رصيدهم الثقافي الذي اكتسبوه خلال زيارتهم.
البيوت والمواقع الأثرية
تشتهر ولاية الحمراء بتنوع فن العمارة القديمة والتي تشكل طابعا تاريخيا يحكي عراقة هذا البلد من القرون الماضية قبل الإسلام، والتي من بينها حصن الظويهر بوادي غول وقلعة روغان في مسفاة العبريين وحصاة بن سلت في وادي الخور ، والآثار الموجودة في قرن كدم والبروج التي اتخذها أبناء هذه الولاية للرصد والمراقبة والحماية والتصدي للغزاة في زمن الحروب ، وهناك البيوت الأثرية التي شيدها الأجداد وكانت رمزا لمدى قدرتهم على ابتكار الهندسة الفريدة والإتقان ، حيث كانت جميع المواد التي تدخل في عملية البناء من خامات الطبيعة كالطوب والطين والأخشاب وجذور النخيل وسعفها وأليافها ، حيث بقيت شاهدا حيا تقاوم عوامل الطبيعة من الأمطار الغزيرة والرياح الهوجاء، وكان تصميم تلك البيوت يشبه الى حد كبير القلاع والحصون التي تتداخل في مبانيها ومن بين تلك البيوت والتي اشتهرت بها ولاية الحمراء ، بيت الصفاة الذي يعد اليوم أحد أبرز المواقع السياحية والأثرية ، والذي يستقبل أفواجا من السياح من جميع أقطار العالم ونظرا لما يشهده هذا البيت من ممارسة الحياة الطبيعية من خلال القائمين على العمل هناك ، مثل اعداد الوجبات الغذائية التقليدية والصناعات الحرفية ، وما يحتويه من الموروثات التاريخية ، فقد عمدت إدارة بيت الصفاة إلى تطوير الجانب السياحي بمزج نسيج الماضي مع الابتكارات الحديثة لتضفي طابعا سياحيا فريدا والتي من بينها تدشين عربة سياحية تجرها الخيول، وبهدف تطوير الحركة السياحية في ولاية الحمراء بشكل عام ولبيت الصفاة بشكل خاص وتماشيا مع زيادة عدد الزوار، الذين يفدون لهذه الولاية ، نظرا لما تمتلكه من المقومات السياحية والمناظر الجميلة وإضافة شيء جديد يكون جاذبا للسياح، تم ابتكار عربة تجرها الخيول لنقل السياح ، في جولتهم داخل الولاية للاستمتاع بالمناظر الجميلة في بادرة جديدة لتطوير السياحة في الحمراء لتعمل معظم أيام الأسبوع.
وهذا المشروع من المشاريع السياحية التي اهتمت بها إدارة بيت الصفاه ، وقد تم تخصيص العربة للجولة السياحية في خطين الخط الأول من مقر بيت الصفاه إلى سوق الحمراء الجديد مكان المناداة، والعودة لبيت الصفاة. أما الخط الثاني فينطلق من بيت الصفاة مرورا بالطريق الزراعي بين الغنيمة ومال بن غصن ، حيث تمر العربة بين تلك البساتين وتمر على ساقية الرس التي تشهد تدفق المياه الزائدة عن حاجة المزارع ، خلال مواسم هطول الأمطار وصولا الى طريق السحمة والعودة من الشارع الغربي الموازي والمسمى بشارع صباح العالي مرورا بالبساتين الزراعية في حمراء العالي وجريان جداول الفلج وصولا لبيت المغري وبيت العالي ، وصولا الى بيت الصفاه وتتسع العربة لأربعة أشخاص ، وقد وجد هذا المشروع اقبالا كبيرا وارتياحا من قبل الزوار خصوصا كبار السن لما له من دور في حركة التنقل عبر الطرق الأثرية ، التي تمرعبر المعالم التاريخية والسياحية للولاية ويعد هذا المشروع الأول من نوعه على مستوى المحافظة نظرا لما تمتلكه ولاية الحمراء من المقومات السياحية التي تفرد بها في كثير من المواقع والمناظر الطبيعية الجميلة.
ومن بين البيوت الأثرية، بيت البيتين في مسفاة العبريين والذي يشرف على جداول المياه ومزارع النخيل والحمضيات والموز وغيرها ، ومن بين البيوت الأثرية أيضا بيت الغنيمة والعالي والمغري وغيرها الكثير الى جانب الحارات القديمة ، كحارة الحمراء وحارة وادي غول والقلعة وقرية بني صبح وذات خيل والعيشي وغيرها.
الأودية الخصبة
تشتهر ولاية الحمراء بأوديتها الخصبة والتي تكون عامل جذب سياحي خصوصا أيام نزول الأمطار وجريان تلك الأودية ، والتي تنبت على ضفافها الأشجار العالية الكثيفة كالسدر والغاف ، وغيرها وتشكل مواقع للظل واستراحات طبيعية والتي من بينها وادي المدعام الذي بنيت به استراحة طبيعية ، حيث الكهوف الجبلية وأشجار الظل وانسياب مياه الوادي وكذلك وادي الملح ووادي غول ووادي النخر، الذي يعد من الأودية التي تستقبل السياح طوال العام نظرا لعدم انقطاع جريان المياه فيه، وتوجد بوسطه عين تنبع من الصخور الجبلية يستمر جريانها طوال العام ، وهناك وادي شعما الذي يمر على ثلاث بلدان يضفي عليها مناظر جميلة وهي: قرية بني صبح وذات خيل والعارض ويشكل عامل جذب سياحيا الى جانب الأفلاج التي تحكي قدرة الإنسان العماني في العصور القديمة على براعة هندسة استخراج مياه الأفلاج من الصخور الجبلية وتمريرها الى الساحات الزراعية في انسيابية محكمة ، كما هو الحال في فلج مسفاة العبريين العجيب وفلج الحمراء مركز الولاية وفلج وادي غول الذي يعتمد على جريان وادي النخر الى جانب أفلاج بلدة القلعة بما يعرف بفلج الحمام الذي يشتهر بمياهه الدافئة ، والذي يقصده الناس في الماضي للتشافي من الأمراض حيث تغلب عليه الرائحة الكبريتية وفلج الحديث والبويرد ، وهناك أيضا فلج قرية بني صبح الذي ينفرد في تكوينه بارتباطه ارتباطا وثيقا مع فلج مسفاة العبريين حيث يستمد قوته من نفس المصادر الجبلية ، والأغرب من ذلك أنه في حالة استغناء مزارع المسفاة عن الفائض من الفلج ، يتم توجيهه عبرهوة في نفس الجبل إلى موقع المجلس العام للمسفاة ومنها يصب في فلج قرية بني صبح ليستفيد منه المزارعون هناك في ري مزروعاتهم.