السياحة تروّج لمحافظة ظفار كواجهة سياحية على مدار العام
يعتبر مشروع الإستراتيجية العمانية للسياحة 2015-2040 أحد أهم المشاريع الحيوية التي تنفذها وزارة السياحة، وقد نظمت الوزارة خلال الآونة الاخيرة عددا من حلقات العمل بمختلف محافظات السلطنة بهدف تعريف المعنيين والمهتمين بمشروع دراسة الاستراتيجية العمانية للسياحة وأهدافها ومحاورها ومخرجاتها المتوقعة والتعرف على أبرز الفرص والتحديات التي تواجه القطاع بكل محافظة وذلك من خلال تكليف بيت خبرة إسباني عريق.يعتبر قطاع السياحة على مستوى العالم من أكبر وأسرع القطاعات الاقتصادية نموًا كونه يشكل حوالي 31% من حركة التجارة العالمية كما يساهم بحوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد العالمي ويساهم أيضا بحوالي ما نسبته 12% من فرص العمل المباشر عالمياً ويخلق فرص عمل غير مباشرة علاوة على أنه يؤثر على قطاعات اقتصادية أخرى.
وتعتبر مساهمة القطاع السياحي للناتج المحلي للسلطنة بلغت 2.6 بالمائة كمساهمة مباشرة فيما وصلت المساهمة غير المباشرة أكثر من 6 بالمائة، مشيرة إلى أن النسبة سوف ترتفع خلال الفترة القادمة وستكون متوازية مع بقية الاقتصادات الأخرى حسب تصريحات المسؤولين بوزارة السياحة.
وتقوم وزارة السياحة منذ إنشائها بدور كبير وملحوظ للارتقاء بمستوى خدمات القطاع السياحي في مختلف محافظات ومناطق السلطنة، وقد حظيت محافظة ظفار كغيرها من باقي محافظات ومناطق السلطنة بتنفيذ مجموعة من المشاريع في إطار تحسين البنية الأساسية للخدمات السياحية لتساهم في الجذب السياحي للمحافظة كما قامت الوزارة أيضا وساهمت بتنفيذ مجموعة من المشاريع السياحية. وهناك مشاريع استثمارية كبرى يجري تنفيذها حالياً في محافظة ظفار.
منتجع البليد السياحي
مشروع من فئة الخمسة نجوم بالقرب من منتزه البليد الأثري يضم في جنباته 106 فيلات مع حوض سباحة خاص وذات خيارات متعددة من غرفة نوم واحدة إلى غرفتين أو ثلاث غرف نوم، كما أنّ مبنى الفندق الرئيسي للمنتجع سوف يشتمل على 30 غرفة مع مرافق ترفيهية ومنتجع صحي ومجموعة مطاعم ومقاهٍ ومحلات تجارية ومرافق لرجال الأعمال والمناسبات. ومن المتوقع أن يغدو منتجع البليد وجهة جذب سياحية رئيسية للمدينة التي تعد مهدًا للثقافة والتجارة في محافظة ظفار. وإلى جانب التاريخ الأثري الثري لمنطقة البليد، ستوفر الضيافة العُمانية المعهودة تجربة لا تنسى لزوّار هذه المدينة التاريخية.
كما أنّ المنتجع سوف يساهم بشكل جيد في تعزيز المرافق السياحة في صلالة، حيث سيكون مثالاً يحتذى به في كيفية تصميم المشاريع السياحية الصديقة للبيئة حيث إنّ فكرة المنتجع تعتمد على إنشاء منتجع سياحي فاخر مع الحفاظ على البيئة في الوقت نفسه. ولقد روعي عند تصميم المنتجع أن يكون التصميم متوافقًا مع السياق الثقافي والتراثي والاجتماعي للمجتمع المحلي، فضلاً عن ذلك سيتم تطبيق أعلى المعايير والجودة البيئية في إنشائه.
تصميم المنتجع مستوحى من العمارة العمانية في تصميم المناظر الخلابة التي تتمتع بها مدينة البليد والتي تتناسب مع المناخ الاستثنائي لصلالة خلال فصل الخريف والمعتدل على مدار العام، موفراً بذلك حدائق استوائية خضراء بطابع ثقافي. ومن المؤمّل عند الانتهاء هذا المشروع أن يكون المنتجع مكاناً مثالياً لقضاء الإجازات في جو هادئ يعكس التقاليد الثقافية والمحليّة والإقليميّة الجدير بالذكر أن المنتجع في مراحل تنفيذه الأخيرة وسوف يفتتح خلال هذا العام 2015
منتجع شذا صلالة
فندق ومنتجع شذا صلالة ” تحت إدارة فنادق شذا ” المشغل المستقل لفنادق الخمسة نجوم بدعم من عدد من الشركاء المرموقين من بينهم كمبينسكي المشغل ذو الصيت منذ عام 1897 وشركة غايدانس هوتيل انفستمنت ” بي اس سي سي ” ويمثل اكبر اتحاد لفنادق الخمسة نجوم المستقلة.سيحتوي المنتجع بعد الانتهاء من إنشائه على 80 فيلا رئاسية فخمة مع برك سباحة خاصة لكل منها، 130 غرفة وجناح تحتوى معظمها على برك سباحة، بالإضافة إلى 80 شقة فندقية مفروشة. كما سيحتوي المنتجع أيضاً على 4 مطاعم، وناد وحمام صحي مساحته 1500 متر مربع، نادي للأطفال مساحته 300 متر مربع، بالإضافة إلى 10 برك سباحة خاصة للإيجار اليومي. سيحتوي المنتجع على صالة فخمة للمناسبات تتسع لــ 1000 شخص، بالإضافة إلى مركز للتسوق حيث يتم عرض الحرف اليدوية المحلية به.
التسويق السياحي لمحافظة ظفار
تزخر محافظة ظفار بالعديد من المقومات السياحية والمعالم الطبيعية الرائعة والجذابة للسياحة حيث طبيعتها الجغرافية الغنية المتنوعة بين السهول والجبال والبحار والرمال والصحاري، حيث أكد سعيد بن سالم رعفيت المدير العام المساعد في المديرية العامة للسياحة بمحافظة ظفار أن وزارة السياحة تعمل على التسويق السياحي لمحافظة ظفار بحيث تصبح وجهةً سياحية فاعلة على مدار العام موضحًا أن عددًا من الجهات المعنية من القطاعين الحكومي والخاص تشارك في هذه الجهود للمساعدة على تحقيق أهداف الوزارة من خلال إبراز ما تمتلكه محافظة ظفار من مقومات سياحية تثري تجربة الزوار من مختلف الأعمار والجنسيات.
وأضاف انّ الاتفاقية الاخيرة التي وقعتها شركة موريا مع الشركة الإيطالية لتنظيم رحلات منتظمة تمثل مساهمة رئيسية أخرى لدعم استراتيجية وزارة السياحة التي تتمثل في توسيع وتفعيل رقعة المواقع السياحية في السلطنة واستقدام المزيد من السياح في فصل الشتاء الذي يعد من أجمل المواسم السياحية نظراً للمقومات الكثيرة مثل الشواطئ الجميلة والصحارى الرملية والمواقع التاريخية وغيرها من المعالم السياحية الساحرة.
كما أوضح أن وزارة السياحة قامت بتنظيم فعاليات الملتقى السياحي الشتوي الأول والذي تضمن في نسخته الأولى عددا من الفعاليات السياحية الهامة كالقافلة السياحية ومعرض الصور الضوئية وحلقات عمل عن فرص دعم المشاريع السياحية الصغيرة والمتوسطة وحلقة عمل عن الارشاد السياحي قبل انطلاقة موسم السياحية الشتوية ليكون خير اعداد وتحضير للموسم وكل ذلك يأتي ضمن خطط واهداف الوزارة الساعية الى ايجاد فعاليات تجذب المجتمع المحلي والسائح والزائر على حد سواء، وسيكون الملتقى الشتوي أكثر تطوراً في نسخه القادمة .
ظفار أرض الأصالة
التقينا بسالم بن سهيل بن علي الكثيري احد المرشدين السياحيين المجيدين بمحافظة ظفار ليحدثنا عن المقومات السياحية الشتوية بمحافظة ظفار التي تجذب السائح العربي والأجنبي حيث قال بداية أود أن أوضح أن التعبير عن أن محافظة ظفار أرض الأصالة له دلالة لعدة اسباب منها وجود المواقع الأثرية العالمية التي كانت مناطق نشاطات تجارية اجتماعية وثقافية في تلك الحقب، فمنطقة البليد، ومنطقة سمهرم( خور روي) ، وأوبار ، ووادي دوكة مواطن جذب تبهر العقول.
وتتميز محافظة ظفار بأنها أرض لكل المواسم فهذه المنطقة تشهد فصول السنة الأربعة فشهر( ديسمبر ، ويناير ، وفبراير) فصل الشتاء أما فصل الصيف( مارس، وإبريل، ومايو) أما فصل الخريف يمثله( يونيو، ويوليو، وأغسطس) ثم بعد ذلك يأتي فصل الربيع(سبتمبر، أكتوبر، ونوفمبر) والتصنيف السابق على حسب المناخ، أما التصنيف الذي أراه من خلال خبرتي الإرشادية التي بدأت من سنة 2008 إلى الآن فأجد أن كل العام يأتي السياح بشكل متواصل ، فخلال تسعة أشهر أي من بداية شهر( سبتمبر إلى مايو) يأتي السياح الأجانب أما في ( يونيو، ويوليو، وأغسطس ) فيأتي السياح الخليجيون والعرب في تلك الفترة حيث ان التنوع المناخي عامل جذب ابهر العيون.
المرشد السياحي
وقال سالم الكثيري ان اللبان يعتبر النفط الأبيض في زمن من الأزمان فهو مصدر دخل أدى إلى انتعاش اقتصاد هذه المناطق ، وإضافة إلى ذلك نجد اللبان له قيمته الدينية الطيبة، وكما يذكر في الإنجيل أن اللبان يعتبر هدية الله إلى عيسى عليه السلام لحمايته من الأرواح الشريرة فهو شجرة مقدسة تثمل في طياتها الكثير من الأسرار.
وطالب بشدة أن يأخذ بعين الاعتبار آراء وأفكار المرشد السياحي في الاستراتيجية التي تعدها حالياً وزارة السياحة وضرورة أن يكون له دور في صياغتها حيث ان المرشد السياحي بإمكانه اثراء هذه الاستراتيجية بالأفكار كونه الاكثر احتكاكا بالسياح والزوار ويمارس العمل من أرض الميدان والأكثر معرفة بالمواقع السياحية.
تسهيلات سياحية
كما طالب سالم الكثيري بتوفير مرسى متخصص باستقبال السفن السياحية بالمحافظة، وزيادة الاهتمام بالخدمات والتسهيلات السياحية للأماكن المزاره حيث أنها حالياً ليست بالشكل المطلوب ولا تعكس بأي حال من الاحوال التنمية العمرانية والاقتصادية التي تعيشها السلطنة، وقال لا توجد قرى افتراضية أو حقيقية تعكس تراث الحضر والجبل والصحراء، كما أقترح بأن تقوم وزارة السياحة بتفعيل الفرق الشعبية في المواقع السياحية على مدار العام، وناشد القطاع الخاص المعني بقطاع التأهيل والتدريب والتعليم بوجود معاهد تخصصية تعمل على إنتاج مرشدين على مستوى المحافظة باللغات المطلوبة كالألمانية والفرنسية والايطالية وغيرها من اللغات التي تستقطب المحافظة مجموعات سياحية كبيرة من بلدانهم.
وناشد سالم الكثيري الجهات المختصة بالدولة على إعطاء مزيد من الاهتمام بالسياحة الشتوية في ظفار حيث ان الاهتمام الحالي لا يعكس جمالية الموسم الشتوي والذي يعد من أفضل السياحية على الاطلاق حسب رأي المجموعات السياحية القادمة من اوروبا ودول العالم الاخرى.
تحديات وطموح
وقال هشام بن سعيد الشنفري صاحب شركة سياحية ان فصل الشتاء يتميز بطقسه اللطيف المعتدل على كافة المساحات الجغرافية بالسلطنة ويجعلها على أهبة الاستعداد لاستقطاب السياح والزوار من مختلف دول العالم، وفي محافظة ظفار بالتحديد نجتذب الآلاف من السياح والزوار من جنسيات عالمية مختلفة ولكن للأسف مازلنا نفتقر إلى المرافق والخدمات الأساسية رغم أن وزارة السياحة تبذل جهودا كبيرة في هذا المجال ويتطلب الامر قيام جميع الجهات المعنية بتوحيد وتكثيف الجهود، كما نأمل أن يكون لوزارة السياحة دور فعال جدا في تنمية القطاع السياحي بالمحافظة والتركيز على فترة موسم السياحة الشتوية في دراستها الحالية بهدف الإعداد للإستراتيجية العمانية للسياحة 2015 – 2040، كما نطالب بإتاحة الفرصة للاستثمار في المجال السياحي للمستثمر المحلي وأصحاب الشركات الصغيرة والمتوسطة ودعمهم من خلال تقديم التسهيلات الحقيقية والدعم المالي واللوجستي وتسهيل المعاملات واستخراج التراخيص المطلوبة كما ان بعض المعاملات السياحية تتطلب إجراءات وتخليصات من خارج الوزارة وتستغرق وقتا وجهدا بالحصول عليها مما يؤثر سلبا على تنفيذ وإطلاق هذه المشاريع وأكد هشام الشنفري على أهمية تفعيل واثراء هذا القطاع الحيوي المهم جداً الذي يعتبر جزءا رئيسيا من الاقتصاد القومي للسلطنة.
المجموعات السياحية العالمية القادمة من اوروبا
استقبلت محافظة ظفار خلال الأيام الماضية مجموعات سياحية قادمة من إيطاليا وذلك من خلال الاتفاقية التي أبرمتها شركة موريا للتنمية السياحية مع شركة “ ألبي تور ورلد” لتنظيم رحلات طيران أسبوعية من مدينة ميلان باتجاه صلالة حيث ابتدأت من 23 ديسمبر حاملة معها ما يفوق 200 راكب في الرحلة الواحدة. وسوف تساهم هذه الاتفاقية في زيادة عدد السيّاح إلى محافظة ظفار.
وقد أضافت موريا خلال الأعوام السابقة ما يقارب 500 غرفة جديدة إلى مشروع شاطئ صلالة من خلال افتتاح مُنتجع صلالة روتانا وفندق جويرة بوتيك لتُلبي احتياجات وتطلّعات الزوّار حيث أسهمت هذه الإضافات في جذب 3 رحلات أسبوعية من ألمانيا اعتباراً من الربع الأخير من العام الماضي.
وقال سميح ساويرس رئيس مجلس إدارة شركة موريا “إنّنا سعداء جداً بالدعم المُثمر والبنّاء الذي تقدّمه الحكومة لتنمية قطاع السياحة في السلطنة حيث نفّذت العديد من الاستثمارات المدروسة في البنى الأساسية الضرورية “مشيرًا إلى مشروع مطار صلالة الجديد ليتمكّن من استيعاب أعداد الزوّار المُتزايدة. وأضاف انه انطلاقاً من التزامنا بمُساندة هذه الجهود الحكومية فقد قُمنا بالعمل على زيادة أعداد الرحلات القادمة إلى المحافظة من أبرز الأسواق السياحية العالمية كما وأنّنا بصدد إضافة المزيد من الغرف في مشروع شاطئ صلالة من خلال بناء فندق جديد يحتوي على 220 غرفة من المتوقع افتتاحه في الربع الأول من العام 2016 ليصل بذلك إجمالي عدد الغرف في المُجمّع الى أكثر من 700 غرفة فندقية. وقال إنريكوكوموتي المُدير المُقيم في شركة “ ألبي تور ورلد “ إن السيّاح الإيطاليين يعشقون استكشاف الحضارات العريقة والمواقع التاريخية الأثرية والاستمتاع بأشعة الشمس الدافئة.. مشيرًا إلى التطلع قدما إلى تعميق التعاون المثمر والبنّاء مع شركة موريا.
عمان