Al Masalla-News- Official Tourism Travel Portal News At Middle East

لا تعـافي ولا انطــلاق للســياحة دون استقرار للشارع ولقيادة مسيرتها بقلم جلال دويدار

لا تعـافي ولا انطــلاق للســياحة دون استقرار للشارع ولقيادة مسيرتها

 

 

بقلم : جلال دويدار رئيس جمعية الكتاب السياحيين

كما أن الاستقرار يمثل محورا اساسيا لتحقيق الانتعاش الاقتصادي وبالتالي السياحي.. فان الاجهزة المسئولة عن إدارة شئون السياحة لا يمكن ان تقوم بما هو مطلوب منها بدون توافر عنصر الاستقرار وهو الامر الذي يتطلب فهما وادراكا من جانب الدولة. وتتحمل الدولة الالتزام بهذا التوجه خاصة اذا ما توافرت الكفاءة والحماس لإنعاش وتنمية هذه الصناعة الواعدة.

في هذا الشأن قلنا وكررنا عشرات المرات ان السياحة كانت علي قائمة ما تعرضت له مصر من تآمر وتخريب وتدمير. حدث ذلك بعد اندلاع ثورة ٢٥ يناير وتمكن جماعة الارهاب الاخواني من السطو عليها بمساعدة العملاء والمأجورين الذين يعملون لحساب قوي أجنبية. تمثل استهداف هذه الصناعة التي تعد قاطرة للاقتصاد القومي.. في انتشار الفوضي والانفلات الامني وهو ما أدي الي غياب الاستقرار الذي بدونه لا تأتي السياحة. في نفس الوقت اتخذت الدول السياحية خاصة الغربية منها بقيادة الولايات المتحدة من هذه الحالة مبررا لاصدار تحذيراتها لسياحها مما أدي الي الحد من تدفقهم الي مصر.

> > >
وزاد هذا الموقف العدائي تصاعدا بعد تمكن الشعب المصري من شلح الحكم الاخواني بثورة ٣٠ يونيو. جاء ذلك تجسيدا لوقوفها ودعمها لهذه الجماعة الارهابية العميلة التي تعهدت بخدمة مصالحها. وخلال هذه الفترة السوداء من التاريخ المصري التي امتدت لثلاث سنوات.. واجهت السياحة ولأول مرة استمرار انحسارها طوال هذه الفترة الطويلة. ادي ذلك الي إلحاق خسائر تصل الي عشرات المليارات من الدولارات تحملتها الاستثمارات السياحية الي جانب فقدان لعشرات الآلاف لوظائفهم وبالتالي دخولهم من هذه الوظائف مما ألحق ضررا بالغا بالدخل.

 

كانت لذلك تداعيات هائلة علي حجم ارصدتنا من العملات الحرة وهو ما ترتب عليه ارتفاع اسعار هذه العملات وإتاحة الفرصة لاحياء السوق السوداء من جديد لينعكس ذلك سلبا في شكل زيادة فاتورة الاستيراد من الخارج لاحتياجاتنا الاساسية.

> > >
ولا يستطيع أحد أن ينكر انه كانت هناك جهود جبارة قامت بها أجهزة السياحة بقطاعيها الرسمي والخاص بقيادة هشام زعزوع لتهيئة الاجواء للتعافي السياحي.

 

هذه الجهود لم تظهر فعاليتها سوي بعد إسقاط ثورة ٣٠ يونيو للحكم الاخواني وتوحد الشعب وقواته المسلحة وأجهزة أمنه من اجل استعادة الامان المفقود في الشارع المصري. صاحب نجاح هذه الجهود والتضحيات إجراء الاتصالات واللقاءات التي شاركت فيها وزارة الخارجية والسفارات المصرية لالغاء تحذيرات السفر إلي مصر. ولم يعد خافيا ان عائد هذا التعاون بين وزارة السياحة والخارجية وكل أجهزة الدولة قد اثمر بشكل واضح في استعادة السياحة لعافيتها وهو ما أوضحته الحجوزات في مقاصدنا الشاطئية..  الغردقة وشرم الشيخ بالاضافة الي القاهرة في الشهور الأخيرة.

> > >
وفي هذا الشأن لابد ان نسجل ــ وبعيدا عن أي مأخذ يمكن معالجته ــ أنه كان لحماس وزير السياحة هشام زعزوع وتحركاته الي كل الاسواق السياحية ومن خلال المناسبات السياحية الدولية التي شارك  فيها.. دور كبير في عودة الحياة مرة اخري الي صناعة الامل في مصر.. نعم ليس في مقدور أحد الزعم بأن أي مسيرة للعمل لا يمكن ان تكون بدون  اخطاء.

من ناحية اخري فان  هذه الاخطاء تصبح بلا قيمة اذا كانت الايجابيات أكثر بكثير من السلبيات. هنا يحق القول انه واذا كانت السياحة  في حاجة الي الامن والاستقرار باعتبارهما محورا  لانطلاقها.. فلا جدال انها تحتاج ايضا إلي نبذ التربص باستقرار المسئولية التي تتولي قيادتها في هذه المرحلة.  هذه المتطلبات تعد عنصرا اساسيا ووجوبيا لضمان استمرار مرحلة التعافي السياحي لصالح اثراء ودعم مسيرة البناء لتحقيق التقدم والازدهار.
 

نبذة عن الكاتب

مقالات ذات صله