تكذيب ادعاءات وجود جبل موسى خارج الوادى المقدس بندوة حزب الوفد احتفالا بعيد الميلاد
القاهرة " المسلة " … فى إطار نشاط اللجنة النوعية للثقافة والفنون بحزب الوفد والتى يرأسها الدكتور وفيق الغيطانى تعقد الندوة العلمية للاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ويلقى بها خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان محاضرة بعنوان " دير سانت كاترين بوتقة تسامح الأديان " السادسة مساء الأربعاء 7 يناير بالمقر الرئيسى لحزب الوفد بالدقى بدعوة من رئيس حزب الوفد الدكتور السيد البدوى
وصرح خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان بأن المحاضرة تتضمن رداً علمياً على ما أثاره عالم الآثار الإسرائيلى تسيفى إيلان ونشر بعدة مواقع نقلاً عن صحيفة معاريف والخاص بادعاء أن جبل سرابيت الخادم هو جبل موسى والكتابات به كتابات عبرية وعلى ما أثاره العالم الإسرائيلي عمانويل أناتى ونشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ونقلت عنها المواقع والصحف العربية بقوله أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود في صحراء النقب بفلسطين وليس جبل الطور الموجود في جنوب سيناء وادعى أناتى أن قساوسة الفاتيكان تقبلوا نظريته ويستعدون لتغيير وجهة المقدّسين المسيحيين إلى النقب وهو ما لم يحدث بالطبع ليقين الغرب بأن جبل موسى بالوادى المقدس طوى بسيناء
وأكد د. ريحان بأن كل ما ورد عن العلماء الإسرائيليين ليس له أساس علمى أو أثرى أو تاريخى لأن الكتابة الموجودة بجبل معبد سرابيت الخادم لا علاقة لها بالعبرية من قريب أو بعيد وإنما هى الأبجدية السينائية المبكرة " البروتو سيناتك " الأبجدية الأم لأنها نشأت فى سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد فى منطقة سرابيت الخادم ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية
ويضيف بأن معبد سرابيت الخادم مصرى 100% ولم يطلق على سيناء أرض الفيروز من فراغ بل لأنها كانت مصدر الفيروز فى مصر القديمة حيث سجلت أخبار حملات تعدين الفيروزعلى صخور معبد سرابيت الخادم بسيناء الذى يبعد 268كم عن القاهرة وأن سبب التسمية بسرابيت الخادم هو أن السربوت مفرد سرابيت تعنى عند أهل سيناء الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها و هو ما يعرف بالأنصاب ومفردها نصب وكانت كل حملة تتجه لسيناء لتعدين الفيروز منذ الأسرة الثالثة وحتى الأسرة العشرون ينقشوا أخبارها على هذه الصخرة الكبيرة القائمة بذاتها الموجودة بالمعبد أما كلمة الخادم فلأن هناك أعمدة بالمعبد تشبه الخدم السود البشرة
ويؤكد الدكتور ريحان أن جبل نبى الله موسى هو الجبل الحالى بالوادى المقدس طوى بمنطقة سانت كاترين وهى المحطة الرابعة فى طريق خروج بنى إسرائيل من مصر التى تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التى تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها ونظراً لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل ويؤخذ من شجر معروف بسيناء يطلق عليه شجر الطرفة والسلوى وهو شبيه بطائر السمان المتوفر بسيناء كان النص القرآنى (إهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظراً لارتفاع هذه المنطقة أيضاً فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلباً للنار ليستدفئ به أهله فى رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست ناراً لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29
ويوضح د. ريحان أن الأدلة الأثرية تؤكد أن الرهبنة بسيناء نشأت فى أحضان المواقع المباركة الذى مر بها نبى الله موسى عليه السلام تبركاً بهذه الأماكن المقدسة وقد بنت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة صغيرة فى القرن الرابع الميلادى بوادى العليقة الملتهبة عند الشجرة المقدسة وبنى الإمبراطور جستنيان دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى وضم إليه الكنيسة القديمة وأطلق على الدير دير سانت كاترين فى القرن التاسع الميلادى بعد قصة سانت كاترين الشهيرة وجاء المسلمون فى العصر الفاطمى فبنوا جامعاً فى عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500 هـ 1106م داخل الدير تبركاً بالجبل المقدس
ويضيف بأن هناك وثيقة موجوة بدير سانت كاترين رقم 224 كتبت عام 883م تؤكد أن جستنيان لم يكن فى نيته بناء الدير قرب العليقة المقدسة فهناك كنيسة من القرن الرابع الميلادى تبركاً بالمكان ولكن أراد بناء الدير فوق قمة جبل موسى نفسه مما يؤكد معرفته بالجبل منذ ذلك الوقت ولكن المندوب الذى كلفه جستنيان بذلك خالف جستنيان لاستحالة بناء الدير فوق جبل موسى لعدم توفر مصادر المياه وبناه فى الموقع الحالى بجوار شجرة العليقة المقدسة وكان جزاء هذا المندوب هو الإعدام لمخالفة أمر جستنيان ويصحح خطأً تاريخياً للعالم الإسرائيلى بأن دير سانت كاترين لم يبن عام 527م بل من عام 548 إلى عام 565م تخليداً لذكرى زوجته المحبوبة ثيودورا التى ماتت عام 548م ومات جستنيان عام 565م واستحالة بناء الدير قبل وفاة زوجته وهذا الخطأ التاريخى يؤكد أن كل ما ذكره العلماء الإسرائيليين لا يستند على أسس تاريخية أو أثرية